لاجئون سوريون على الحدود مع تركيا

فيما تدخل الحركة الاحتجاجية في سوريا يومها المئة، وصلت الدبابات والقوات السورية الخميس الى مشارف الحدود التركية دافعة مئات السوريين المتجمعين منذ أسبوعين على طولها للعبور الى تركيا. وأعرب ناشطون سياسيون سوريون عن تصميمهم على متابعة ثورتهم ضد النظام.


دمشق: اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس ان اقتحام الجيش السوري لبلدة تقع على تخوم الحدود التركية quot;تطور مقلق للغايةquot;، محذرة من اي تصعيد للعنف في المنطقة.

وقالت كلينتون للصحافيين ان هذا الهجوم العسكري يمثل quot;تطورا مقلقا للغاية من قبل السوريينquot;، مضيفة انه quot;ما لم توقف القوات السورية فورا هجماتها واستفزازاتها... سنشهد تصعيدا للنزاع في المنطقةquot;.

واعرب ناشطون سياسيون سوريون الخميس عن تصميمهم على متابعة ثورتهم ضد النظام السوري حتى إسقاطه وذلك بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا. وأكدت لجان التنسيق المحلية quot;ان ثورتنا السلمية مستمرة حتى إسقاط النظام وبناء سوريا جديدة وحرة وديمقراطيةquot;.

واضاف البيان quot;مئة يوم، وثورتنا مستمرة، وهو ما يقتضي الى جانب استمرار النضال السلمي بأشكاله كافة، العمل جاهدين على توحيد صفوفنا، ثوارا وأحزابا ومستقلين، يدا بيد من اجل تحقيق اهداف ثورتنا في الحرية والديمقراطية وبناء وطن حر لجميع أبناء سورياquot;.

وشدد البيان على التمسك quot;بوحدتنا الوطنية بغض النظر عن الدين او العرق او الطائفة، من اجل الوصول الى الدولة المدنيةquot;. واعتبرت اللجان في بيانها انه quot;رغم ما يحاول النظام ان يبديه من مظاهر بأس وقوة، فقد بدأت علامات التداعي تظهر عليه بشكل جليquot;، مشيرة الى quot;انتقال زخم التظاهرات الى مناطق جديدة حاول النظام تصنيفها كمناطق موالية، عبر القمع والتهديد واللعب على الوتر الطائفيquot;.

وقد اسفر قمع حركة الاحتجاج منذ 15 اذار/مارس عن سقوط اكثر من 1300 قتيل في صفوف المدنيين وأدى الى اعتقال اكثر من عشرة آلاف شخص بحسب منظمات حقوقية. كما ادى الى نزوح الاف السوريين نحو تركيا ولبنان.

وفي اليوم المئة لحركة الاحتجاج، دعا الناشطون المطالبون بالديمقراطية الى اضراب عام الخميس في كل المدن السورية حدادا على ضحايا القمع. كما دعوا الى التظاهر مجددا غدا الجمعة تحت عنوان يوم quot;سقوط الشرعيةquot; عن الرئيس السوري، مشيرين الى ان quot;بشار لم يعد رئيسا ومكوناته لا تمثلنيquot;.

وعلى الرغم من القمع، نظمت تظاهرات الاربعاء في عدد من المدن بينها حماة (شمال) وحمص (وسط) اثناء مراسم تشييع قتلى سقطوا الثلاثاء بيد قوات الامن اثناء تفريق تجمعات مناهضة للنظام، كما اضاف ناشطون.

هذا وأفاد ناشط حقوقي ان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل الخميس قرية خربة الجوز (شمال غرب) الواقعة قرب الحدود السورية التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع.

ومن الجانب التركي من الحدود، افاد شهود اتراك لوكالة الأنباء الفرنسية أنهم رأوا دبابات وجنودا سوريين يصلون الى مشارف الحدود. وقال أحد سكان بلدة غوفيتشي انه رأى قرابة الساعة 06:00 (03:00 تغ) جنودا يمرون عند هضبة تبعد اقل من كيلومتر عن الحدود.

وأدى تقدم الجيش الذي بات على بعد مئات الامتار فقط من مخيمات النازحين السوريين على الحدود السورية الى فرار المئات الذين نزحوا منذ ايام دخولهم الى تركيا. وعبر مئات النازحين السوريين حاجز الاسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود واصبحوا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد بضعة كيلومترات عن شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.

وقد احاطت بهم عربات الدرك التركي وحافلات صغيرة استدعيت على الارجح لتنظيم نقلهم الى خمسة مخيمات للاجئين السوريين اقامها الهلال الاحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب تركيا) التي تستقبل بالفعل 10200 سوري.

كما شوهدت مجموعة من مئات الاشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك. من جهته، اشار رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي تيكين كوجوكالي الذي وصل الى غوفتشي الى دخول اكثر من 600 سوري الى تركيا. وقال quot;نشهد نشاطا متجددا على الحدودquot;، موضحا ان quot;اكثر من 600 شخص وفدوا اليومquot;.

واكد ان quot;عدد السوريين يبلغ 11 الف لاجئ حاليا في تركياquot;. واضاف رئيس الهلال الاحمر التركي الذي كان يتحدث الى القناة الاخبارية التركية خبرتورك ان quot;منظمته قادرة نظريا على رعاية 250 ألف لاجئquot;.

وعلى اطراف محمية غوفتشي الصغيرة، وضعت القوات التركية اكياسا من الرمل وثبتت مناظير عالية الدقة على حوامل كما لاحظ مراسل وكالة فرانس برس. وعمدت القوات التركية الى نصب علم تركي عملاق على رأس التلة المشرفة على القرية.

واشار مهرب تركي على علاقة وثيقة مع اقارب في الجانب السوري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الى ان quot;المدرعات السورية كانت متمركزة في قرية خربة الجوز (شمال غرب) فيما كانت وحدات من الشرطة تقتحم المزارع اسفل القرية على بعد حوالى 500 متر من الحدودquot;.

ويتجمع آلاف النازحين السوريين في مخيمات على شكل quot;قرىquot; تضم مئات الاشخاص على ارض تشكل شريطا ضيقا يبلغ عرضه مئات الامتار وطوله عدة كيلومترات يمتد على طول الحدود. وكان النازحون قد تلقوا تأكيدات من السلطات التركية ان بامكانهم عبور الحدود المحددة بصف من الأسلاك الشائكة في حال تعرضهم للخطر.

وسمع إطلاق عيارات نارية بأسلحة خفيفة ودوي انفجارات الثلاثاء عند الجانب السوري من الحدود التركية السورية حيث يتواجد الاف النازحين السوريين الهاربين من القمع، كما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس.

يأتي ذلك فيما دعا ناشطون الى الاضراب العام في جميع المدن السورية اليوم الخميس بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات الدموية ضد النظام السوري الذي لجأ الى العنف لقمعها. واعلن الناشطون على صفحة quot;الثورة السوريةquot; على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك quot;الاضراب العام في كافة المناطق والمدن السوريةquot;.

وذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان quot;تلبية جزئية جرت في بعض المدن لهذه الدعوةquot;. واشار الى ان quot;بعض المحال التجارية اغلقت في دوما والمعضمية (ريف دمشق) والاحياء الجنوبية في بانياس (غرب) وبعض قرى درعا (جنوب) بالاضافة الى بعض المحال في القامشلي (شمال شرق)quot;.

كما استجاب للاضراب quot;بعض المحال في حمص وحماه (وسط) ودير الزور (شرق) واللاذقية (غرب)quot;. ودعا الناشطون الى التظاهر مجددا غدا الجمعة تحت عنوان يوم quot;سقوط الشرعيةquot; عن الرئيس السوري، مشيرين الى ان quot;بشار لم يعد رئيسا ومكوناته لا تمثلنيquot;.

من جهة ثانية، اشار رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس الى ارتفاع حصيلة قتلى تظاهرات الثلاثاء الى quot;تسعة مدنيين قتلوا برصاص قوات الامنquot;. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل خمسة اشخاص.

كما اشار رئيس المنظمة الى quot;استمرار السلطات السورية في استعمال القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات السلمية في مختلف المدن والمناطق السورية ولجأت الى اعتقال العشرات في حلب (شمال) ودير الزور (شرق) وريف دمشق وادلب (شمال غرب)quot;.

ومنذ اندلاع حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في 15 آذار/مارس، ارسلت السلطات السورية قوات ودبابات الى العديد من المدن لقمع الاحتجاجات وردت اعمال العنف الى quot;ارهابيين مسلحين يبثون الفوضىquot;. وخلف قمع التظاهرات اكثر من 1300 قتيل بين المدنيين وادى الى توقيف اكثر من عشرة آلاف، بحسب منظمات غير حكومية سورية.