فيينا: حث وزير الخارجية النمساوي الجالية المسلمة في النمسا على الاندماج بما يتوافق مع ما وصفه quot;بالنموذج الاجتماعي السائد في اوروباquot;.

وقال وزير خارجية النمسا ميخائيل شبيندل ايغر في برقية تهنئة بعث بها الى الرئيس الجديد للجالية فؤاد ساناك ان النمسا تحتفل العام المقبل بمرور 100 عام على اعترافها بالدين الاسلامي كدين رسمي في البلاد ما يستدعي استغلال هذه المناسبة لتعزيز الروابط بين المواطنين النمساويين وبغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية.

واضاف quot;ان وجود مجتمعات ديمقراطية تحترم الحريات الاساسية والعلمانية يعزز النجاحات الاقتصادية في النمسا وأوروبا ويرسخ مبادئ الحوار والتكامل على جميع المستوياتquot;.

وانتخبت الجالية الاسلامية في النمسا التي تزيد على نصف مليون نسمة مساء الاحد الماضي البطل السابق في الملاكمة التركي الاصل فؤاد ساناك رئيسا للجالية المسلمة في النمسا خلفا للسوري انس الشقفة الذي امضى 12 عاما في هذا المنصب.

وتولى ساناك وهو من مواليد 1954 في تركيا وعضو (الاتحاد الاسلامي التركي) لسنوات عدة مهمة تدريس الديانة الاسلامية ثم عينته وزارة التعليم النمساوية وباقتراح من الهيئة الاسلامية متفقدا عاما للتعليم الديني في النمسا.

وينتمي ساناك الى التيار الاسلامي المعتدل والوسطي مثل الرئيس المنتهية مهمته انس الشقفة اذ اجرت الجالية المسلمة في النمسا منتصف مايو الماضي اول انتخابات لتجديد مجلس الشورى الاسلامي الذي ستنبثق عنه (الهيئة الاسلامية الرسمية للجالية الاسلامية في النمسا).

وتميزت عملية الانتخابات بحضور مكثف للناخبين والناخبات خاصة من الجالية التركية التي تمثل اغلبية ساحقة في البلاد اذ بلغ عدد النواب الاتراك المنتخبين في مجلس الشوري الجديد 154 نائبا من مجموع 209 ليحتلوا بذلك ثلاثة ارباع المقاعد يليها ممثلو الجالية العربية 26 نائبا ثم الجاليات الاسلامية من دول البلقان كالبوسنة والبانيا ومقدونيا ب11 نائبا.

وبلغ عدد النواب للجاليات الاسلامية الآسيوية من باكستان وايران وبنغلاديش ستة نواب والمسلمون الشيعة والسلفيون لهم نائب واحد على التوالي اما المسلمون الافغان والافارقة فليس لهم نواب بسبب قلة عددهم.

ويتمتع مسلمو النمسا بحقوق قانونية يكفلها الدستور منذ عام 1912 حين اعترفت النمسا في عهد القيصر فرانس جوزيف بالدين الاسلامي واصدار (قانون الاسلام) الذي يساوي بين ابناء الاقلية المسلمة وغيرهم من اصحاب الديانات الاخرى.

ووصل اجمالي عدد المسلمين في النمسا خلال عام 2006 الى 500 الف نسمة اي بنسبة خمسة في المئة من عدد السكان البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة.
وتضم فيينا وحدها اكثر من 150 ألف مسلم بنسبة 7ر8 في المئة من سكانها.