دعت منظمة العفو الدولية سلطات إقليم كردستان الى لجم الاعتداءات على المدافعين عن حقوق الانسان وطالبتها بتحقيق شامل وغير متحيز في إطلاق النار على المحامي كروان كمال المدافع عن المحتجين.. فيما اعتصم عشرات المحامين أمام محكمة مدينة السليمانية الشمالية مطالبين بإجراء تحقيق قضائي فوري في الاعتداء على المحامي بسبب دفاعه عن منظمي التظاهرات.


المحامي كروان الذي أصيب باعتداء لدفاعه عن المحتجين في كردستان

أسامة مهدي: قالت منظمة العفو الدولية من مقرها في لندن اليوم الاربعاء، عقب تعرض ناشطين على صلة بالاحتجاجات المطالبة بالإصلاح لهجمات مسلحة، إنّ على سلطات كردستان العراق مباشرة تحقيق مستقل في هذه الهجمات على الفور. واشارت الى ان المحامي كروان كمال المدافع عن المحتجين في مدينة السليمانية (330 كم شمال بغداد) تعرض لإصابة مباشرة، بينما تعرض شخصان آخران لجروح جراء إطلاق رجل مسلحٍ النار عليهم ليلة الأحد.

في هذا السياق، قال مالكم سمارت مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إن quot;ثمة سبباً قوياً يدعو إلى الاعتقاد بأنه قد جرى استهداف كروان كمال بسبب عمله في الدفاع عن المحتجين المطالبين بالإصلاحquot;. وأضاف انه quot;يتعين على السلطات الكردية أن تباشر تحقيقاً شاملاً وغير متحيز في حادثة إطلاق النار هذه وتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى ساحة العدالة، ويجب أن لا يكون هناك تساهل في أي صورة من الصور مع الاعتداءات على المدافعين عن حقوق الإنسانquot;.

واختتم مالكولم سمارت تصريحه بالقول quot;إن على السلطات وضع حد لهذه الهجمات التي تستهدف الناشطين السياسيين وناشطي حقوق الإنسان وعليها كذلك التراجع عن قرارها بحرمان المتظاهرين من حقهم في الاحتجاج السلمي، كما ينبغي أن تتاح للمواطنين في إقليم كردستان العراق فرصة ممارسة حقوقهم المشروعة في حرية التعبير والتجمع دونما خشية من أن يعرِّض ذلك سلامتهم للخطرquot;.

وكان كمال قد غادر مطعماً برفقة صديق له ومضى لإحضار سيارته التي تركها في مكان قريب لاصطفاف السيارات عندما تعرض لإطلاق النار حيث أطلق مسلح يرتدي ملابس كردية تقليدية خمسة عيارات نارية عليه من مسافة قريبة فأصابت إحداها ساق محامي حقوق الإنسان، ما استدعى نقله سريعاً إلى المستشفى. كما أصيب صديقه وموظف في مرآب السيارات بشظايا عندما ارتطمت رصاصات أخرى بحائط إسمنتي، ويقال إن شخصاً آخر كان ينتظر في إحدى السيارات وساعد المسلح على الفرار من المكان عقب إطلاق النار.

وأبلغ كمال منظمة العفو الدولية أنه لم يتلق أي تهديدات قبل الهجوم، ولكنه يعرف عن آخرين تلقوا تهديدات من مجهولين بسبب دعمهم لمن شاركوا في الاحتجاجات في وقت سابق من السنة. وكانت سلسلة من الاحتجاجات اليومية قد انطلقت في 17 شباط (فبراير) الماضي عندما خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في السليمانية وغيرها من المدن الكردية للمطالبة بالإصلاح السياسي وبغيره من الإصلاحات، وبوضع حد للفساد الحكومي.

وقد لقي 10 أشخاص مصرعهم، بينما جرح عديدون غيرهم أثناء هذه الاحتجاجات، واستخدمت قوات الأمن القوة المفرطة ضد المحتجين، وأطلقت النار على بعضهم بينما قتل اثنان من المنتسبين إلى قوات الأمن. وقد دعت لجنة تحقيق في الحوادث أنشئت بناء على طلب من برلمان كردستان العراق السلطات إلى quot;مقاضاة المدنيين وأفراد قوات الأمن، على السواء، الذين يثبت التحقيق مسؤوليتهم عن العنفquot;.

وتوقفت التظاهرات التي خرجت بوحي من الاحتجاجات التي اجتاحت بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بصورة مفاجئة في 19 نيسان (ابريل) الماضي وسط حملة قمع وحشية شنتها قوات الأمن ومنذ ذلك الحين منعت السلطات أي تظاهرات مؤيدة للإصلاح، كما اشارت المنظمة. وجرى خلال هذه الفترة كذلك اعتقال العديد ممن اشتبه في أنهم قد شاركوا في التظاهرات وثمة مزاعم بأن بعضهم قد تعرض للتعذيب.

كما اختطف أحد قادة الاحتجاجات وهو إسماعيل عبد الله البالغ من العمر 28 سنة، وتعرض للتعذيب في أواخر الشهر الماضي، حيث اختطفته مجموعة من الرجال المسلحين، الذين يرتدون الزي العسكري الكردستاني وخوذاً تغطي الوجه، واقتادته إلى مكان معزول، وانهالت عليه بالضرب وشرّحته بالسكاكين، وهددته بالقتل إذا عاد إلى المشاركة في أية احتجاجات.

على الصعيد نفسه، فقد اعتصم عشرات المحامين في مدينة السليمانية اليوم الأربعاء أمام محكمة المدينة مطالبين بإجراء تحقيق قضائي فوري في الاعتداء الذي تعرض له المحامي كروان كمال احد منظمي التظاهرة التي طالبت بالاصلاحات في ساحة السراي في وسط المدينة قبل يومين.

وقال مصدرفي نقابة محامي السليمانية للصحافيين إن عشرات المحامين تظاهروا امام محكمة المدينة مطالبين باجراء تحقيق فوري لكشف ملابسات الاعتداء على ثلاثة من منظمي تظاهرة ساحة السراي، وبينهم عضو نقابة المحامين كاروان كمال، وتقديم مرتكبيه إلى العدالة. واضاف ان الاعتداء الذي وقع في منطقة سرجنار في شمال غرب السليمانية طال ثلاثة اشخاص، إلا أن المستهدف الأساس كان المحامي كروان كمال.

وتشهد مدينة السليمانية، التي تعد ثاني اكبر مدن اقليم كردستان العراق بعد عاصمة الاقليم اربيل، منذ شباط الماضي تظاهرات متقطعة يشارك فيها مئات الناشطين والشباب وطلبة الجامعة والمثقفين، للمطالبة بإجراء إصلاحات حكومية ومحاربة الفساد والمفسدين. وتخللت التظاهرات مصادمات واعمال عنف بين المتظاهرين من جهة وبين القوات الأمنية من جهة ثانية، أسفرت وفق احصاءات غير رسمية عن مقتل وجرح حوالى 200 شخص، بعضهم من المتظاهرين والاخرون من رجال الامن.