فتاة تمر من أمام صورة ضخمة لرفيق الحريري |
تسود تخوفات من أن يؤدي القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، إلى إشعال فتنة طائفية في لبنان، وحذرت اليوم مجلة دير شبيغل الألمانية من أن هذا القرار، الذي صدر مع أربع مذكرات توقيف بحق أربعة لبنانيين ( يعتقد أن جميعهم أعضاء في حزب الله )، قد يثير توتراً جديداً في البلاد.
ولفتت المجلة الألمانية واسعة الانتشار في السياق عينه إلى تزايد أجواء التوتر في البلاد، بعد أن تم إصدار مذكرات توقيف من جانب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة في قضية اغتيال رفيق الحريري. ونوهت إلى تلك المخاوف التي بدأت تُثار الآن من احتمالية أن تتسبب لوائح الاتهام في حدوث أزمة دموية أخرى في البلاد، التي تبتليها الصراعات الطائفية. وكانت تقارير نُشِرت بوسائل إعلام لبنانية إلى جانب وكالة الأسوشيتد برس قد ذكرت أن الرجال الأربعة المتهمين هم : حسن عنيسي ومصطفى بدر الدين وسليم عياش وأسد صبرا.
ثم مضت المجلة تقول إنها تحصلت على معلومات غير مؤكدة من مصادر قانونية في بيروت تتحدث عن أن لوائح الاتهام تُحَمِّل اللبنانيين الأربعة مسؤولية الهجوم الذي وقع بقنبلة في العاصمة اللبنانية، بيروت، يوم الرابع عشر من شهر شباط / فبراير عام 2005، وراح ضحيته رفيق الحريري و 22 آخرين. بينما قال مسؤول أمني لبناني، لم يتم الإفصاح عن هويته، إن معظم المشتبه بهم لم يعد لهم تواجد في لبنان وأنهم quot;ربما لاذوا بالفرار إلى إيران بعد ارتكاب الجريمةquot;.
وأشارت المجلة إلى تقارير أخرى غير مؤكدة تتحدث عن أن المحكمة الخاصة حددت مشتبه بهم محتملين آخرين، بالإضافة للرجال الأربعة الذين تمت تسميتهم، منهم أفراد يحملون جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية. وأوضحت المجلة أن السلطات اللبنانية لم يعد أمامها الآن سوى 30 يوماً لكي تنفذ مذكرات التوقيف. وإن لم يُعتقل هؤلاء الأشخاص المشتبه بهم في غضون تلك المدة، فإن المحكمة ستقوم بالإعلان عن لوائح الاتهام وستأمر المشتبه بهم أن يظهروا في لاهاي.
وأشارت المجلة إلى أنه من غير الواضح ما إن كانت السلطات اللبنانية ستنجح في تنفيذ مذكرات التوقيف، بالنظر إلى أن حزب الله وحلفائه يمتلكون عدد كافي من المقاعد في البرلمان الجديد لاحتمالية عرقلة الإجراءات القانونية. ورأت دير شبيغل كذلك أن إيحاء المحكمة بأن حزب الله هو الجهة التي تقف وراء اغتيال الحريري يهدد بإشعال التوتر الطائفي المتجدد بين السنة والشيعة.
التعليقات