شهدت العاصمة البحرينية صباح السبت افتتاح حوار التوافق الوطني، الذي دعا إليه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمشاركة أكثر من 300 شخص يمثلون مختلف الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات العامة التي ستشارك في الحوار لمناقشة نحو 180 ورقة بغية إقرار اصلاحات سياسيّة.


رئيس حزب جمعية الوفاق الوطني في البحرين الشيخ علي سلمان

المنامة: شارك ممثلون عن مختلف القوى السياسية والمجتمع المدني في البحرين السبت في انطلاق الحوار الوطني في المنامة الهادف الى اعادة اطلاق عملية الاصلاح السياسي بعد الاحتجاجات الشعبية الربيع الماضي.

وقال خليفة الظهراني رئيس مجلس النواب المكلف ادارة الحوار في كلمة بثها التلفزيون العام quot;إنه حوار بلا شروط وبلا سقفquot;.

واشار الى ان الهدف منه هو التوصل الى quot;مبادئ مشتركة لاعادة اطلاق مسيرة الاصلاحات السياسيةquot;.

واضاف ان نحو 300 مشارك بينهم ممثلون عن جمعية الوفاق ابرز القوى المعارضة، سيقدمون افكارهم بشأن الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي علاوة على رؤاهم بشأن الحقوق المدنية ووضع المقيمين الاجانب في البحرين.

وقررت جمعية الوفاق الوطني التي تمثل التيار الشيعي الرئيس في البحرين المشاركة في الحوار الوطني الذي يفتتح السبت لإعادة إطلاق عملية الإصلاحات السياسية في المملكة الخليجية التي هزتها حركة احتجاجية شعبية في شباط/فبراير واذار/مارس الماضيين.

وقد اعلن هذا القرار أحد قادة الجمعية خليل المرزوق في وقت متأخر من ليل الجمعة، كما ذكرت صحيفة الوسط البحرينية اليوم السبت.

واوضح المرزوق بحسب الصحيفة ان quot;الوفد الوفاقي المشارك في الحوار يشمل خمسة اعضاء من الجمعيةquot; وشدد على مطالب الوفاق التي ترغب في ان يتم اختيار رئيس الحكومة من بين اعضاء الغالبية في البرلمان.

واكد هذا القيادي في جمعية الوفاق ان quot;الوفاق لن تذهب لتخريب الحوار، سنذهب لنطالب بمطالب محقة لهذا الشعبquot;.

وقد اسهب رئيس جمعية الوفاق الوطني الشيخ علي سلمان في الحديث بهذا الشأن في كلمة الى انصاره الجمعة. وقال ان quot;الوفاق لن تتنازل عن حقوق هذا الشعب في تشكيل حكومة منتخبة ونظام انتخابي عادل ومجلس منتخب كامل الصلاحياتquot;.

وطالب ايضا بالإفراج عن جميع المعتقلين، مؤكدا ان حركته لن quot;ترضى بغير ذلكquot;.

وكان مئات من المتظاهرين وقادة الحركة اعتقلوا وحكم على بعض منهم بالاعدام او بعقوبات شديدة بالسجن لمشاركتهم في التظاهرات.

وتصدر تلك الاحتجاجات الشيعة الذين يشكلون اكثرية السكان المحليين، ضد أسرة آل خليفة السنية الحاكمة منذ اكثر من قرنين في هذا البلد الاستراتيجي في وسط الخليج والذي يتخذ منه الاسطول الاميركي الخامس مقرا له.

وقد دعي حوالى ثلاثمئة ممثل عن حركات سياسية وجمعيات مختلفة الى هذا الحوار الذي اطلق بمبادرة الملك حمد بن عيسى آل ثاني.

ويتوقع ان تكون الجلسة المقررة اليوم السبت بروتوكولية ثم ستلتقي هذه الشخصيات ثلاث مرات اسبوعيا. وسيرفع تقرير عن مناقشاتها بعد ذلك الى الملك الذي سيقرر طبيعة الاصلاحات المتوجب إجراؤها.

وقبل هذا الحوار كثفت السلطات اجراءات التهدئة واعلنت الاربعاء على الاخص عن تشكيل لجنة مستقلة من خمسة اعضاء تضم حقوقيين دوليين للتحقيق في الانتهاكات التي حصلت عند قمع الاحتجاجات.

واشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس بتشكيل اللجنة وطلب ان تكون quot;قادرة على العمل بكل استقلالية بالانسجام مع المعايير الدوليةquot;.

واعتبرت الولايات المتحدة الاربعاء ان البحرين قامت quot;بخطوة اولى مهمةquot; عبر تكليف لجنة مستقلة التحقيق في القمع الدامي لحركة الاحتجاج ضد النظام التي اندلعت بين شباط/فبراير واذار/مارس.

ودافع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن quot;الانفتاحquot; الذي يبديه ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة بعدما استقبله الجمعة، كما اعلنت الرئاسة الفرنسية.

وكانت جمعية الوفاق المحرك الرئيس لحركة الاحتجاج التي قمعتها السلطات في منتصف اذار/مارس وخلفت 24 قتيلا بينهم اربعة شرطيين بحسب السلطات. وقضى اربعة ناشطين في الاعتقال.

وكانت الوفاق سحبت خلال تلك الاحداث نوابها ال17 من البرلمان المؤلف من 40 مقعدا.