أكد توم دونيلون، مستشار الرئيس الأميركي، أن رحيل الزعيم الليبي عن السلطة بات حتمياً، مشدداً على نجاح الجهود الرامية إلى الضغط عليه للتنحّي، هذا في وقت كثّف الناتو ضرباته، في حين يستعد الثوار لإعادة التقدم غرباً.
الثوار يستعدون لاعادة التقدم غربًا |
واشنطن: قال مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون إن الجهود الرامية إلى الضغط على الزعيم الليبي معمّر القذافي للتخلّي عن السلطة تنجح، وأنه لن يكون هناك استقرار في ليبيا إلى حين تنحيه.
في نسخة لنص صدر يوم السبت لمقابلة تبث في برنامج quot;فريد زكريا جي بي اسquot; على شبكة سي ان ان الاخبارية يوم الاحد، قال دونيلون ان الولايات المتحدة وشركاءها في حلف شمال الاطلسي تجنبوا كارثة انسانية بهجماتهم الجوية على ليبيا، ويشتركون في quot;هدف السياسة طويلة الاجل لرؤية رحيل القذافيquot;.
وقال quot;لقد وضعنا معًا مجموعة واسعة وشاملة من جهود الضغط لنراه... لنضغط عليه ليتنحّى. أعتقد أن تلك الجهود تنجح ... هناك حتمية هنا تقريبًا على ما اعتقد. هناك حتمية هنا بناء على ما ستكون عليه النتيجة النهائيةquot;.
وأوضح دونيلون كبير مستشاري الرئيس الاميركي باراك أوباما للقضايا الامنية انه بينما قام الرئيس السوري بشار الاسد quot;بارتكاب اخطاء رهيبةquot;، وquot;قام بايذاء شعبه بشكل واضح من خلال أعمال العنف ضدهquot; فإن التحرك هناك مختلف عن ليبيا. واضاف إن quot;الظروف مختلفة عند هذه النقطةquot;.
في غضون ذلك، أكد الثوار الليبيون نيتهم التقدم مجدداً صوب العاصمة طرابلس، بعدما اضطروا إلى التراجعالجمعةتحت وابل من القصف من القوات الحكومية.
واعلنت وزارة الدفاع البريطانية السبت ان مروحيات بريطانية من طراز اباشي اغارت الليلة الماضية على قاعدة عسكرية، تعود إلى قوات الزعيم الليبي معمّر القذافي قرب بلدة الزاوية في غرب العاصمة الليبية طرابلس.
تزامنت الغارة مع التهديد الذي اطلقه القذافي بمهاجمة مدنيين في اوروبا، ما لم يكفّ حلف شمال الاطلسي عن ضرب اهداف في ليبيا. وكان الحلف قد اعلن في بلاغ اصدره اليوم ان قواته قد دمّرت اكثر من 50 هدفًا عسكريًا في غرب ليبيا هذا الاسبوع.
وعبّر الاتحاد الافريقي عن ارتياحه بعد تبني نص لاستخدامه اساساً للمفاوضات بين الطرفين الليبيين المتنازعين، لكن بعض الدبلوماسيين والمراقبين يرون انه اتفاق هشّ سيصعب تطبيقه.
وقال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما لدى انتهاء القمة الافريقية الـ17 في مالابو quot;اننا مسرورون جدًا لبلوغنا هذه النقطة. يمكننا القول الآن اننا سنبدأ المفاوضات في اديس ابابا، ونعتقد اننا سنحظى بالدعم الضروري من الجميعquot;.
وقال رمضان العمامرة مفوض السلم والامن في الاتحاد الافريقي quot;انه نجاح كبير. كانت العملية طويلة لكن جيدة. تمكن الجميع من إبداء رأيquot;.
في حين ذكردبلوماسي افريقي طلب عدم كشف اسمه أن quot;الجبل تمخض فولد فأرًاquot;، موضحًا ان الجزء الذي ينص في الاتفاق على عدم مشاركة معمّر القذافي في المفاوضات معروف منذ اجتماع بريتوريا في 26 حزيران/يونيو، وان الاتفاق يسمح للقذافي بـquot;العودة الى اللعبة متى يشاءquot;.
وتكلم القذافي مساء الجمعة امام تظاهرة في طرابلس ضمت آلاف الاشخاص، هدد خلالها بمهاجمة اوروبا.
وينص الاتفاق-الاطار على عناصر جديدة، منها نشر قوة متعددة الجنسيات فرضها قرار للامم المتحدة، لكن الاتحاد الافريقي لم يتمكن من اتخاذ قرار حول نقطة اساسية: الزعيم الليبي. وعندما سئل عن هذا الموضوع، ذكر الرئيس المالي بمسار المفاوضات منذ خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد الافريقي في اذار/مارس، قبل ان يختتم بأن الاتحاد الافريقي quot;يريد السلامquot;.
ومساء الخميس، استمرت المفاوضات التي عقدت في جلسة مغلقة حتى الساعة الاولى فجرًا، تخللها نقاش بين مسؤولين من دون التوصل الى اتفاق، في حين استمرت مباحثات شاقة بحسب بعض الوفود، حوالي اربع ساعات الجمعة. وسجل نقاش حاد ايضًا بين رؤساء دول من غرب افريقيا خصوصًا.
وقال الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي تيودورو اوبيانغ نغيما بلهجة دبلوماسية quot;كانت النقاشات حاميةquot;.
وافادت مصادر في الوفود ان اثيوبيا ونيجيريا ورواندا المدعومة من ساحل العاج، والتي ترغب في quot;عدم تكرار سيناريو ساحل العاجquot;، ارادت ان يستخدم الاتحاد الافريقي لهجة اكثر حزما حيال القذافي.
وقال مراقب ان quot;القذافي قدم امواًلا إلى أكثر من رئيس دولةquot;، مشيرًا الى ان الزعيم الليبي لا يزال يحظى بشعبية لدى عدد كبير من القادة الافارقة. والقذافي كان من ابرز المانحين للاتحاد الافريقي، وموّل خصوصًا بفضل ايرادات النفط مشاريع عدة ودولاً في القارة الافريقية طوال سنوات.
وقال دبلوماسي افريقي اخر، طلب عدم كشف اسمه، quot;الامر لا يتعلق بدعم (رؤساء الدول) للقذافي، بل يخشون حدوث سابقة. اذا كانت انتفاضة بعض الثوار في بلده كافية لتقرر الدول الغربية والامم المتحدة بدء عمليات القصف لحمله على التنحي، وليقرر الاتحاد الافريقي التخلي عنه... فان كثيرين يخشون حصول مثل هذا السيناريو في بلدهمquot;.
ويدرك الاتحاد الافريقي تمامًا حقيقة هذا الوضع. وقال مصدر في الاتحاد quot;نخطو خطوات صغيرة لكنها ثابتة. وفي كل مرة نحرز تقدمًاquot;.
واضاف المصدر quot;لا نريد سيناريو على الطريقة العراقية. بريمر (بول بريمر الحاكم المدني الاميركي السابق في العراق) أساء التقدير، وطرد الإدارة السابقة، وانظروا ما كانت النتيجة. يجب الا نؤذي أحدًا، علينا ان نتفاوض مع انصار القذافي، وان نترك الباب مفتوحًاquot;.
وخلص الى القول quot;بهذه الطريقة فقط سنتوصل الى الاستقرار في مرحلة لاحقة، باتخاذ خطوات صغيرةquot;.
التعليقات