نفى جنرال باكستاني تلقيه رشوى بقيمة 3 ملايين دولار مقابل مساعدة كوريا الشمالية في التكنولوجيا النووية.

عبد القادر خان

نفى جنرال باكستاني متقاعد بشدة يوم الخميس تقريرا عن حصوله على ثلاثة ملايين دولار نقدا مقابل المساعدة في تهريب تكنولوجيا نووية لكوريا الشمالية أواخر التسعينات بينما وصفت وزارة الخارجية الباكستانية القصة بأنها quot;مجافية للعقل، وقال رئيس أركان الجيش الباكستاني انذاك الجنرال جهانجير كرامات في رسالة لرويترز quot;لم أكن ضمن الدائرة المتنفذة لامارس أي ضغوط كما أني سأكون مجنونا لو وافقت على نقل تكنولوجيا أو أن يسمع (عبد القدير) خان كلامي.quot;

واضافة الى دفع أموال لكرامات تقول الرسالة ان اللفتنانت جنرال ذولفقار خان وهو أيضا متقاعد حصل على نصف مليون دولار وبعض قطع المجوهرات. ونفى خان أيضا الاتهامات

وكانت وثائق جديدة اتهمت جنرالين سابقين في الجيش الباكستاني ببيع تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم لكوربا الشمالية مقابل ملايين الدولارات وكمية من المجوهرات التي سُلمت لهما في كيس من الجوت وصناديق لتعبئة الفاكهة.

ويبدو أن مصدر الوثائق هو عبد القدير خان، ابو القنبلة النووية الباكستانية، الذي اعترف عام 2004 ببيع اسرار نووية تتعلق بأجهزة الطرد التي تُستخدم في تخصيب اليورانيوم إلى ليبيا وإيران وكوريا الشمالية.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست مقاطع من الوثائق بينها رسالة باللغة الانكليزية من مسؤول كوري شمالي كبير إلى خان في 1998 يسرد فيها تفاصيل دفعة قدرها 3 ملايين دولار إلى قائد الجيش الباكستاني السابق الجنرال جيهانغير كرامات ونصف مليون دولار أخرى الى الجنرال ذو الفقار خان، الذي كانت مسؤولياتها ترتبط بالتجارب النووية الباكستانية.

ونفى الجنرالان هذه الاتهامات. وكتب الجنرال كرامات رسالة الكترونية إلى صحيفة الغارديان يقول فيها إنه quot;لا يوجد سبب في الدنيا يغري أحدًا بأن يدفع لي رشوة مقابل شيء لا استطيع أن اقدمهquot;. وقال الجنرال خان لصحيفة واشنطن بوست أن الوثائق quot;مفبركةquot;.

وتنظر الحكومات الغربية بجدية بالغة الى مثل هذه التقارير. فبعد 7 سنوات على اعتراف عبد القدير خان، ما زالت أجهزة الاستخبارات الغربية لا تعرف على وجه الدقة إن كان يعمل بمفرده أو نيابة عن الدولة الباكستانية وجيشها. كما أن المسؤولين الغربيين لا يعرفون إن كانت المبيعات النووية السرية ما زالت متواصلة.

وكانت احدى الوثائق التي نُشرت يوم الخميس نسخة على ما يُفترض من رسالة باللغة الانكليزية وجهها إلى خان عام 1998 جون بيونغ هو أمين حزب العمال الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية حينذاك ويُعتقد بأنه العقل المدبر للتجارة السرية بالأسرار والتكنولوجيا النووية.وتقول الرسالة إن quot;الثلاثة ملايين دولار دُفعت فعلا quot;إلى الجنرال كرامات وأن quot;نصف مليون دولارquot; وبعض المجوهرات أُعطيت إلى الجنرال خان.

وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة واشنطن بوست إن الوثيقة تحوي quot;تفاصيل دقيقة عن قضايا حساسة لا يعرفها إلا حفنة من الأشخاص في باكستان وكوريا الشمالية والولايات المتحدةquot; وأن الفحوى quot;يتفق مع معرفتناquot; بشأن الأحداث نفسها.
وكانت شبكة عبد القدير خان فُككت عام 2003 واعترف على التلفزيون الباكستاني في شباط/فبراير ببيع تكنولوجيا أجهزة الطرد التي تُستخدم في تخصيب اليورانيوم الى ايران وكوريا الشمالية وليبيا. ونفى في اعترافه تواطؤ الحكومة الباكستانية أو علمها بتهريب هذه الأسرار.

وقال خان فيما بعد انه أُقنع بتبرئة حكومة اسلام آباد مقابل اطلاق سراحه. وقدم روايته للأحداث الى الصحفي البريطاني سايمون هندرسن الذي يعمل الآن محللاً في معهد سياسة الشرق الأدنى في واشنطن. وقال هندرسن إن خان اعطاه رسالة المسؤول الكوري الشمالي منذ سنوات لتكون quot;بوليصة تأمينquot; لكنه وافق لاحقًا على نشرها.

ويقول خبير الانتشار النووي ديفيد اولبرايت انه على اقتناع بأن عبد القدير خان كان القوة المحركة وراء شبكة بيع الأسرار النووية وليس مجرد خادم يطيع اوامر الدولة الباكستانية. واشار اولبرايت الى ان خان كان يتمتع بحرية واسعة في العمل، استخدمها لبناء شبكته واستغل الفساد المتفشي في الدولة في خدمة اهدافه ، بحسب الخبير النووي اولبرايت.