متظاهرون ضد السفارة الفرنسية في دمشق

باريس: اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الثلاثاء ان quot;صمتquot; مجلس الامن الدولي حول اعمال العنف في سوريا، بات quot;لا يحتملquot; وان الرئيس السوري بشار الاسد quot;تجاوز كل الحدودquot;.

وقال فيون في تصريح لاذاعة اوروبا1 الخاصة ان quot;فرنسا قدمت مع دول اوروبية اخرى قرارا الى مجلس الامن الدولي اعترضته روسيا والصينquot;، مؤكدا ان النظام السوري يمارس سياسة quot;الهروب الى الامامquot;.

واعتبر فرنسوا فيون ان quot;الاعتداءات العنيفة جداquot; التي استهدفت الاثنين سفارتي فرنسا والولايات المتحدة تدل على ان quot;النظام يمارس الهروب الى الامامquot;.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الثلاثاء ان فرنسا تدرس امكانية رفع شكوى امام مجلس الامن الدولي غداة تعرض سفارتها وسفارة الولايات المتحدة في دمشق الى هجوم.

وصرح الوزير الفرنسي لاذاعة فرانس انفو quot;اننا بصدد النظر في الامم المتحدة فيما اذا كان بامكان مجلس الامن الدولي النظر في هذا الموضوعquot;.

واضاف quot;اننا ندعو مجددا السلطات السورية للقيام بواجبها، على كل حكومة ان تضمن امن السفارات والبعثات الدبلوماسية، اننا ندعو بالحاح السلطات السورية الى ذلكquot;.

وهاجم متظاهرون موالون للنظام السوري الاثنين سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق منددين بزيارة سفيري هذين البلدين الى حماة (وسط).

وفي سفارة فرنسا اطلق الحراس ثلاث رصاصات تنبيه لمنع الدخول الى حرم البعثة الدبلوماسية التي جرح ثلاثة من حراسها.

غير ان الوضع في مجلس الامن الدولي معقد جدا حيث تعترض روسيا والصين منذ عدة اسابيع مشروع قرار اقترحته الدول الاوروبية يدين عنف السلطات ضد المتظاهرين.

وقال آلان جوبيه quot;اننا نحاول اقناع الروس خصوصا بانه غير مقبول ان يتجاهل مجلس الامن الدولي ما يجري حاليا في سورياquot;.

ويقتصر مشروع القرار على ادانة العنف ضد المدنيين والدعوة الى اصلاحات سياسية في سوريا.

وهاجم متظاهرون موالون للنظام السوري الاثنين سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في دمشق منددين بزيارة سفيري هذين البلدين الى حماة (وسط) ما اثار غضب واشنطن وباريس.

لندن تدين quot;الهجمات غير المقبولةquot; على السفارتين

ودانت بريطانيا الثلاثاء الهجمات quot;غير المقبولةquot; على سفارتي فرنسا والولايات المتحدة في دمشق التي حصلت quot;بتواطؤquot; من السلطات السورية، على حد قوله وزير الدولة لشؤون خارجيتها.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية اليستير بورت في بيان quot;ادين الهجمات على سفارتي فرنسا والولايات المتحدة المتحدة في 11 تموز/يوليوquot;، مؤكدا ان quot;التظاهرات العنيفة امس (الاثنين) والتصريحات التحريضية للسلطات السورية ضد زيارتي سفيرين الى حماه (وسط) غير مقبولةquot;.

واضاف ان quot;استمرار العنف الذي تمارسه القوات السورية وانصارها ضد الشعب (السوري) وتواطؤها عبر السماح بالهجمات على الممثليات الدبلوماسية في سوريا، لا تتطابق مع التزام السلطات السورية المعلن عملية سياسية حقيقيةquot;.

وترى لندن ان quot;الاضرارquot; التي الحقت بالسفارتين الفرنسية والاميركية في دمشق هي quot;رد على زيارتي السفيرين الى حماه الاسبوع الماضيquot;.

وقال بورت ايضا ان quot;السلطات السورية قصرت في واجبها حماية البعثات الدبلوماسيةquot;.

وتابع quot;انه موضوع يثير قلق بريطانيا وكل الدول الاخرى التي لها ممثليات دبلوماسية في سوريا. كل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في سوريا تطلب اليوم ضمانات عاجلة من جانب وزارة الخارجية السوريةquot; تكفل لها ان تكون الممثليات الدبلوماسية محمية.

المحتجون في سوريا ضد كل تدخل عسكري اجنبي

ومن جهتهم، اكد الناشطون المطالبون بالديموقراطية في سوريا الثلاثاء انهم يرفضون quot;رفضا باتاquot; كل تدخل عسكري اجنبي، ودعوا في الوقت نفسه الى ممارسة ضغوط دولية على نظام الرئيس بشار الاسد.

وكتب هؤلاء الناشطون على صفحة موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي quot;الثورة السورية 2011quot; ان quot;الشعب السوري يرحب بالمزيد من الضغط الدولي على نظام آل الاسد ويطالب المجتمع الدولي بمحاسبته واحالته لمحكمة العدل الدولية ومقاطعته اقتصاديا وسياسيا لكنه يرفض رفضا باتا وقطعيا اي تدخل عسكريquot;.

وصعدت الولايات المتحدة وفرنسا لهجتمها ضد دمشق بعد الهجوم الاثنين على سفارتيهما من قبل متظاهرين موالين للنظام للتنديد بالزيارة التي قام لها سفيرا البلدين الاسبوع الماضي الى مدينة حماه (وسط).

وللمرة الاولى بعد اربعة اشهر من قمع حركة الاحتجاج في سوريا، اعتبرت واشنطن ان الرئيس بشار الاسد quot;فقد شرعيتهquot;.

من جهتها، اكدت فرنسا الثلاثاء على لسان رئيس وزرائها فرانسوا فيون ان quot;صمتquot; مجلس الامن الدولي حول اعمال العنف في سوريا، بات quot;لا يحتملquot; وان الرئيس السوري بشار الاسد quot;تجاوز كل الحدودquot;.

وفي نيسان/ابريل، اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان بلاده لن تتدخل في سوريا من دون قرار مسبق من مجلس الامن الدولي، في حين اقرت لندن ايضا الثلاثاء بquot;حدودquot; لعملية مماثلة لتلك الجارية في ليبيا.

ومنذ بداية حركة الاحتجاج في 15 اذار/مارس، اسفر قمع التظاهرات عن سقوط اكثر من 1300 قتيل مدني، واعتقلت قوات الامن اكثر من 12 الف شخص بحسب منظمات غير حكومية.