باريس: صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية الثلاثاء مع تمديد التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا، اذ ان الحزب الرئاسي الاتحاد من اجل حركة شعبية ونواب الحزب الاشتراكي ايدوا مواصلة العمليات العسكرية.

وقد صوت 482 نائبا مع تمديد التدخل الفرنسي مقابل 27 (من الحزب الشيوعي وانصار البيئة) ضد. وسيصوت مجلس الشيوخ بدوره بعد الظهر. وتعتبر استشارة البرلمان ضرورية بعد اربعة اشهر من بدء العمليات في 19 اذار/مارس الماضي، تطبيقا للقوانين الدستورية السارية منذ 2008.

وكانت فرنسا مع بريطانيا اول المساهمين في هذه العمليات العسكرية التي يقودها الحلف الاطلسي ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال رئيس الوزراء فرنسوا فيون للنواب قبل التصويت quot;لتكن الامور واضحة: لم نقل او نفكر ابدا ان التدخل في ليبيا سيكون سهلا وسينجز في بضعة ايامquot;. لكن الاهداف الاولية المحددة للتدخل ومنها حماية سكان بنغازي quot;قد تم بلوغهاquot;.

واضاف ان quot;شروط تعليق العمليات العسكرية معروفة: وقف اطلاق النار بشكل فعلي ويمكن التحقق منه وذلك يفترض خصوصا عودة قوات القذافي الى ثكناتها، وانهاء التعديات على المدنيين وتسهيل وصول المساعدة الانسانية واخيرا تنحي العقيد القذافي عن الحكمquot;.

واعرب النظام الليبي عن quot;أسفهquot; لموافقة الجمعية الوطنية الفرنسية على تمديد التدخل العسكري في ليبيا، بحسب المتحدث الرسمي موسى ابراهيم.

وصرح ابراهيم لوكالة فرانس برس quot;كنا نتمنى على ممثلي الشعب الفرنسي فهم الحالة الليبية فهما صحيحا قائما على الحقائق وليس على مغالطات الاعلام والحكومة الفرنسيةquot;.

وتابع المتحدث ان quot;الحكومة الليبية الشرعية لم ترتكب اي جرائم ضد المدنيين وهي حكومة لها شرعية شعبية وهو سر صمودها في وجه ضربات الحلف الاطلسي لاكثر من 115 يوماquot;.

وكانت فرنسا مع بريطانيا اول المساهمين في هذه العمليات العسكرية التي يقودها الحلف الاطلسي ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقد صوت 482 نائبا مع تمديد التدخل الفرنسي مقابل 27 (من الحزب الشيوعي وانصار البيئة) ضد. وسيصوت مجلس الشيوخ بدوره بعد الظهر. وتعتبر استشارة البرلمان ضرورية بعد اربعة اشهر من بدء العمليات في 19 اذار/مارس الماضي، تطبيقا للقوانين الدستورية السارية منذ 2008.

المتمردون الليبيون يرون ان فرنسا لن تتوقف الان وقد اقتربت من تحقيق الهدف

وتحظى فرنسا بشعبية كبيرة في جبل نفوسة الليبية، لانها كانت اول دولة دعمت التمرد ضد الزعيم الليبي معمر القذافي وبسبب مساندتها القوية لشن غارات جوية ومروحياتها واسلحتها، ولا احد يتصور لثانية واحدة انها قد تتراجع عن دعم المتمردين.

عندما يقول احد انه فرنسي في جبال المتمردين غرب ليبيا تنشرح الوجوه وتنطلق الالسن مرددة quot;شكرا شكراquot; ان quot;ليبيا بلدكم!quot; ومشيدة بquot;العم ساركوزي!quot;.

شكرا لان فرنسا كانت اول من اعترف بالمجلس الوطني الانتقالي في العاشر من اذار/مارس بعد اقل من شهر من اندلاع الانتفاضة ضد معمر القذافي.

شكرا لانها اصرت على مجلس الامن الدولي كي يصادق على القرار 1973 الذي اجاز شن الغارات الجوية بعد اسبوع لحماية المدنيين، وشكرا على استخدام المروحيات والقاء الاسلحة الى المتمردين في حزيران/يونيو.

وقال المهندس ابراهيم الشوابك (30 سنة) quot;انه اول بلد حمانا، انه البلد الذي دفع الاخرين، الاوروبيين والولايات المتحدة والدول العربية، احب (الرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي، الرجل الذي اتخذ قرار انقاذ الشعب، لو لم يفعل لقضى علينا القذافيquot;.

ولم يشكك احد ولو للحظة في ان البرلمان الفرنسي سيصوت الثلاثاء على تمديد التدخل الفرنسي في ليبيا، وبغالبية كبيرة.

وبالفعل فقد صوتت الجمعية الوطنية الفرنسية اليوم مع تمديد التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا، بغالبية 482 نائبا مقابل 27 ضد (من الحزب الشيوعي وانصار البيئة)، اذ ان الحزب الرئاسي الاتحاد من اجل حركة شعبية ونواب الحزب الاشتراكي ايدوا مواصلة العمليات العسكرية.

وقال رئيس الوزراء فرنسوا فيون للنواب قبل التصويت quot;لتكن الامور واضحة: لم نقل او نفكر ابدا ان التدخل في ليبيا سيكون سهلا وسينجز في بضعة ايامquot;. لكن الاهداف الاولية المحددة للتدخل ومنها حماية سكان بنغازي quot;قد تم بلوغهاquot;.

واضاف ان quot;شروط تعليق العمليات العسكرية معروفة: وقف اطلاق النار بشكل فعلي ويمكن التحقق منه وذلك يفترض خصوصا عودة قوات القذافي الى ثكناتها، وانهاء التعديات على المدنيين وتسهيل وصول المساعدة الانسانية واخيرا تنحي العقيد القذافي عن الحكمquot;.

واعرب نظام طرابلس على الفور عن اسفه لتصويت النواب الفرنسيين مع تمديد التدخل العسكري في ليبيا، بحسب المتحدث الرسمي موسى ابراهيم.

وقال وائل شبر قائد المتمردين في جبهة قوالش ان quot;الفرنسيين يساندوننا منذ اليوم الاول، ولن يتخلوا عنا على مسافة بضعة امتار من الهدفquot;.

ويعلم متمردو المنطقة الذين بداوا هجومهم الاسبوع الماضي انه بدون غارات الحلف الاطلسي، لما كانوا قادرين على التقدم وبينما يستعدون لمعارك حاسمة لانتزاع مواقع استراتيجية تسمح بتطويق طرابلس، يتوقعون مساعدة جديدة.

ويامل quot;مقاتلو الحريةquot; ان تقدم فرنسا المزيد، ان تلح على تكثيف غارات الحلف الاطلسي في منطقتهم، بل حتى ان تقوم قواتها الخاصة ربما بعمليات في طرابلس لاطاحة الزعيم الليبي، وخصوصا ان ترسل اسلحة.

وقال العقيد جمعة ابراهيم قائد مركز العمليات العسكرية في الزنتان، المركز الاستراتيجي للمتمردين في غرب ليبيا على بعد 150 كلم جنوب غرب طرابلس quot;اظن ان فرنسا ستواصل مساعدتنا. انا متاكد من ذلك، ربما بالقاء مزيد من التجهيزات والاسلحة بواسطة المظلاتquot;.

لكن الشوابك لا يطالب بارسال جنود ويقول ان quot;قرار الامم المتحدة لا يسمح بذلك، ولا نريد ذلك في ليبيا والا فانهم قد يبقون طويلا وسيصبح الوضع شبيها بالعراقquot;.

وقد وصل وفد من المجلس الوطني الانتقالي المتمركز في بنغازي (شرق ليبيا) الثلاثاء الى الزنتان لتقديم الدعم الى متمردي الغرب الليبي الذين انتقلوا الاسبوع الماضي الى الهجوم على قوات القذافي.

وقال وزير المالية والنفط علي ترهوني الذي يرافقه وزيرا الصحة والاتصالات لوكالة فرانس برس quot;جئنا الى هنا لنؤكد ان المجلس الوطني الانتقالي وبقية ليبيا يدعمان الرجال والنساء الشجعان في الزنتانquot; التي تعتبر معقلا حساسا للمتمردين في جبل نفوسة.

واكد ان وفد بنغازي - وهو ليس الاول الذي يتوجه الى المنطقة- جاء لquot;يقدم مساعدته (...) مبلغا معينا من المال للرواتب وللعمل على مسالة الوقودquot;، مضيفا quot;هنا، (منطقة) محررة وهم بحاجة للمساعدة، لمزيد من الاسلحة ومزيد من المساعدة الماليةquot;.

وبعد اربعة اشهر يقر البعض باستغرابهم مساندة الرئيس الفرنسي الثورة الليبية ويقول الطالب موسى الزريبة (20 سنة) quot;لم نكن نتوقع، لقد كانت مفاجاةquot;.

فهل فعل ساركوزي ذلك بعدما فاتته رياح الثورة التونسية كما يتهمه البعض في فرنسا؟ ام لانه يريد منافسة الرئيس الاميركي باراك اوباما على الساحة الدولية؟ ام لانه يسعى الى الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة في 2012؟ يرد سائق الشاحنات بشير بن دالا (25 سنة) بالقول quot;ربما، لكنه اول بلد يدعمنا ونحن سعداء لذلكquot;.

وترفع الاعلام الفرنسية في التظاهرات، وقد رددت النساء في يفرن على بعد ثلاثين كلم من الزنتان الاثنين quot;شكرا، شكرا، ساركوزيquot;.

ويستغرب سكان المنطقة عندما يقال لهم ان الاستطلاعات تظهر تدنيا قياسيا في شعبية الرئيس الفرنسي، حتى ان بعضهم يستاء من ذلك ويقول ممازحا quot;ان رفضتموه فنحن نريدهquot;.