بنغازي: كثف المتمردون الليبيون الاربعاء هجومهم قبل رمضان، على قوات معمّر القذافي على التراجع في البريقة شرق البلاد، فيما يعدون لهجوم على طرابلس من الجنوب.

في موازاة ذلك، اشترط وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الاربعاء ابتعاد العقيد معمّر القذافي عن الحياة السياسية اذا ما اراد البقاء في البلاد جاعلا من ذلك شرطا لوقف اطلاق النار ايضًا. وفي موسكو، رد وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي بالقول ان quot;مسألة تنحي القذافي ليست مطروحة للبحثquot;.

واكد المتمردون الاربعاء انهم طردوا القسم الاكبر من الجيش الموالي من البريقة، وهم يحاصرون جنودا متمركزين وسط منشآت نفطية في شمال غرب هذا المرفأ. وقد تباطأ تقدم المتمردين في البريقة جراء الكمية الكبيرة من الالغام التي زرعها الجنود الموالون للنظام خلال انسحابهم، وجراء الصعوبات التي تعترض مهاجمة الجنود الموالين للقذافي المتمركزين فيها، والذين يقدر عددهم بـ200 ويقاتلون وسط المنشآت النفطية المهمة.

ويؤكد مقتل 24 متمردا مساء الثلاثاء على هذه الصعوبات. وهو من اقسى ما واجهه المتمردون منذ بداية معركة البريقة قبل اسبوع. وذكرت مصادر عسكرية متمردة ان جنود القذافي يطلقون الصواريخ على البريقة من بلدة بشر نحو مواقع المتمردين، فيما انكفأ القسم الاكبر من الوحدات الموالية الى مدينة رأس لانوف في الغرب.

واكد مصدر عسكري آخر من التمرد نقلاً عن اتصالات بالراديو تم اعتراضها ان عددا كبيرا من الجنود قد تركوا من دون آليات وتلقوا تحذيرات من انهم سيقتلون اذا ما ترجعوا.

وفي خليج سرت، قرب مصراتة التي يسيطر عليها المتمردون في الغرب، quot;سقط سبعة على الاقل من غير المقاتلين شهداء واصيب 13 آخرون في معارك كثيفة مع القوات المواليةquot;، كما قال المتمردون لوكالة فرانس برس.

واكد التمرد في بيان ان quot;طائرة اقلعت من مطار مصراتة المدني في الساعة 14:00 (12:00 ت غ) متوجهة الى بنغازي وعلى متنها جرحىquot;، موضحا quot;انها اول رحلة منذ تحرير المدينةquot;. وفي الغرب، تواصل القوات الموالية قصف المواقع المتمردة حول زليطن، لمنع المتمردين من التقدم نحو مركز هذه المدينة، كما قال التمرد.

وذكر المتمردون انهم ينتظرون الضوء الاخضر لشن هجوم من جبل نفوسة في جنوب غرب طرابلس. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال اللواء عمر الحريري المسؤول عن التنسيق بين المؤتمر الوطني الانتقالي الذي يتخذ من بنغازي مقرا وquot;جيشquot; المتمردين، quot;بتنا نتمركز في جبل نفوسة، انه اقرب منطقة محررة الى طرابلسquot;.

وفي جنوب غرب طرابلس، يعد التمرد للمعركة المقبلة، كما اكد قائد في القواليش. واضاف quot;نأمل في ان نشن الهجوم قبل رمضانquot; في آب/اغسطسquot;، ولم يستبعد شنه خلال رمضان. والهدف المقبل للمتمردين هو الاصابعة التي تبعد 80 كلم جنوب العاصمة، آخر عقبة بين المتمردين ومدينة غريان.

على الصعيد الدبلوماسي، طالب عدد من القادة العسكريين المتمردين في مصراته الاربعاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بتلقي مساعدات فرنسية للسيطرة على طرابلس، مؤكدين انهم قادرون على اسقاط معقل القذافي.

وقال الكاتب برنار-هنري ليفي في ختام المباحثات quot;جاء قادة الثوار ليشرحوا للرئيس ان مفاتيح طرابلس هي في مصراتة نظرا إلى ما يتحلى به مقاتلو مصراتة من انضباط وخبرة في القتال، كما يدعمهم الانتصار الذي حققوه اصلاquot; على قوات القذافي في منتصف ايار/مايو بعد حصار استمر شهرين.

وحضر ليفي المباحثات في مقر الرئاسة والتي شارك فيها الجنرال رمضان زرموح والعقيد احمد هاشم والعقيد ابراهيم بيت المال. وشارك في اللقاء المستشار العسكري الرئيسي لساركوزي الجنرال بنوا بويا، المدير السابق للاستخبارات العسكرية.

وتحدث البيت الابيض بنبرة متفائلة واكد ان quot;كل المؤشراتquot; تفيد ان القذافي فقد سيطرته على البلاد. وقال ان quot;سيطرته على الارض تتضاءل والمعارضة انتقلت الى الهجوم في عدد كبير من مناطق البلادquot; وquot;تموين القذافي بالمحروقات والسيولة قد توقفquot;.

واكد المتحدث باسم البيت الابيض الاربعاء انه سيكون على الليبيين ان يقرروا مصير زعيمهم معمر القذافي بعد رحيله الضروري عن السلطة.
وقال جاي كارني في تصريحه اليومي ان quot;موقف الولايات المتحدة كان دائما ان العقيد القذافي فقد شرعيته لقيادة (ليبيا) وان عليه ترك السلطةquot;.

لكن quot;على الليبيين ان يقرروا مصيره بعد ذلكquot;، كما اضاف، مشددا على ضرورة ان quot;لا يمثلquot; القذافي الذي يتولى السلطة منذ 42 عاما quot;بعد الان خطراquot; على شعبه. وقال كارني ايضا quot;بعد ذلك، سيكون على الليبيين ان يقرروا مستقبلهم، بما فيه ما يعنيه ذلك بالنسبة الى القذافي اذا كان لم يغادر البلادquot;.