أحرق شباب سوريون في بلدة منّغ شمال حلب علم حزب البعث الحاكم في سوريا في تظاهرة حاشدة لهم في جمعة ما سمي بـquot;أحفاد خالدquot;، في حين اعتبر سياسيون أكراد أن على المعارضة أن تتخلص من عقلية جلاديها، وأعلنوا أن الأكراد يستعدون لرص صفوفهم ورفع سقف مطالبهم.


التظاهرات المناوئة للنظام مستمرة في سوريا

القاهرة: رأى مزكين ميقري، عضو اللجنة السياسية لمنظمة أوروبا لحزب يكيتي الكردي في تصريح خاص لـquot;إيلافquot; أنّ quot;المعارضات السورية على اختلاف توجهاتها السياسية تأخرت كثيراَ في توضيح رؤاها وإستراتيجياتها وبرامجها لسوريا المستقبل فيما يخص القضايا الداخلية والخارجيةquot;، لافتًا إلى quot;أنّ الوحدة الوطنية وتطوير الثورة والموقف الدولي، وبالتالي مصير الثورة الشعبية الصامدة رغم القتل والقمع والاعتقالات والتهجير مرهون بهذه الإستراتيجيات التي يجب أن تضع النقاط على الحروف بصدق وثقة وأن تجيب على التساؤلات الملحة بما يفند ويدحض مختلف إدعاءات النظامquot;.

واعتبر quot;أنّ الخطر يكمن في عدم الثقة من جانب الأقليات بمن يعتقدون أنهم يمثلون الأكثرية والخوف من إعادة إنتاج الذهنية القوموية البعثية العنصرية والشمولية باسم الأكثريةquot;. وعبّر عن اعتقاده quot;أنّ المحك الأساسي لديمقراطية المعارضة هو الموقف من القضية القومية عامة والكردية بشكل خاص، وكذلك الموقف من قضية الأديان كأخواننا المسيحيين واليزيديين وغيرهم، ومن المذاهب كالأخوة الدروز والعلويين والإسماعيليين وغيرهم، وقد تحدث الدكتور الطيب التيزيني قبل أيام في خطاب ألقاه في دمشق عن وجود 18 طائفة دينية في سورياquot;.

وأوضح ميقري quot;أنّ على المعارضة التخلص من عقلية جلاديها والعقد القوموية وأن تعترف بالتعددية القومية والطائفية والثقافية والسياسية في سوريا. وعلى وجود نساء ورجال في مجتمعنا وواجب مساواتهم بالحقوق بما فيه شغل منصب رئيس الجمهورية الديمقراطية القادمةquot;. وقال quot;يجب أن تؤكد على الإلتزام بالإتفاقات والمواثيق الدولية وصيانة السلم والإستقرار في المنطقةquot;.

وأشار إلى quot;أنه يهمنا كشعب كردي ومكون أساسي في سوريا صياغة عقد إجتماعي جديد بين كافة المكونات في سوريا ودون إستثناء أي منها وفق دستور توافقي يضمن الإعتراف بالجميع ونخص الإقرار بالشعب الكردي، إلى جانب إلغاء كافة المشاريع العنصرية المطبقة بحق شعبنا والتعويض على المتضررين لمدة خمسين عام من السياسات الشوفينية التي همشت شعبنا وهذا الأمر نؤكد عليه لكل من تم اضطهاده وتهميشه من السوريينquot;.

ولفت إلى quot;أن الحركة الكردية سباقة في طرحها لمبادرتها الوطنية الخاصة بالخروج من الأزمة الراهنة وذلك في منتصف الشهر الخامس هذا العام وكذلك طرحت رأيها في طريقة حلهاquot;. وأضاف القضية القومية الكردية في سوريا بشكل سلمي وديمقراطي عادل ضمن إطار وحدة البلاد، هذا إلى جانب وجود بنود أخرى في المبادرة تخص سوريا بشكل عام.

واعتبر quot;أنه من المعروف لكافة أطياف المعارضة السورية الحزبية المنظمة ولأحزاب الجبهة أيضاً أن شعارات الحركة السياسية الكردية ومنذ تأسيسها عام 1957 كانت ولا زالت الديمقراطية لسوريا والحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا وعاشت الأخوة الكرديةـ العربية ولم تدع الأحزاب الكردية يوما لحل القضية الكردية خارج إطار وحدة البلادquot;، إلا أنه أشار إلى quot;أن المعارضات المختلفة، مع الأسف، حاولت وتحاول الالتفاف على قضية شعبنا الكردي بالتهميش أو إقصاء الحركة الكردية المؤلفة من 11 حزباً معروفة وموجودة في الداخل ولها منظمات فاعلة في الخارج أيضاً، وتتمتع بقاعدة شعبية لم تعد سرًا في هذه الإيام، وهي على تفاهم وتنسيق مع الشباب الكردي المنتفض، في الوقت الذي تقوم أطراف من المعارضة بالإتصال والتنسيق مع أشخاص معينين مفصلين على مقاسهم ودعوتهم كممثلين للشعب الكردي إلى مؤتمراتها وإخترعوا تسميةquot; المكون الكرديquot; داخل المؤتمر الفلاني، وهذا على غرار ما تعمله السلطة عندما تدعي أناس حسب اختيارها وتقوم بالحوار معهم.

وقال إنه لا بد هنا من التوضيح أنه للمشاركة في المؤتمرات تشترط الحركة الكردية المساهمة الفعلية في الإعداد والتحضير لها لا أن تأتي كمدعوة لحفلة تم ترتيبها مسبقاquot;. وأضاف: quot;كذلك لابد من الإتفاق على الخطوط الأساسية العريضة لنتائجها التي يجب أن تؤكد على الإعتراف بحقيقة وجود الشعب الكردي شعبا وأرضا في سوريا وضرورة مساواته مع الشعب العربي في الحقوق والواجبات الدستورية وحل قضيته العادلة ضمن إطار وحدة البلادquot;.

وأكد quot;إذن الإختلافات الموجودة في المعارضة السورية وإصطفافاتها في عدة محاور وضبابية مواقفها من القضية القومية الكردية أعتقد أن الكرد بحركتهم الحزبية وتنسيقياتهم الشبابية سيضطرون إلى الإعلان عن معارضتهم المستقلةquot;.

وشدد على quot;أنه سوف تستمر المعارضة الكردية في سعيها المعتاد للتنسيق بين مختلف المعارضات وتوحيد كلمتهاquot;، مذّكراً أن المعارضة الكردية للنظام هي ليست وليدة الأشهر الأخيرة، وهذا ما يدركه كافة المعارضين السوريين ونعتقد أننا لسنا بحاجة للتذكير بما مضى فشهود حقبة النصف قرن الماضية في سوريا لازالوا أحياة وقسم كبير منهم لازال عاملا في الحقل السياسي.

وقال: quot;المطلوب من المعارضة بإلحاح سحب الورقة الطائفية والتعويل على الإقتتال الداخلي من أيدي النظام وتمزيق هذه الورقة إلى الأبد، والشعب السوري أوعى من أن ينجر إلى ما يطبخ له النظام من تأجيج نار غريبة عن مجتمعنا سواء كانت الورقة القومية أو الطائفية كأخر ورقة لإطالة عمرهquot;، معتبراً إن ما يقوم به النظام من جرائم في حمص وغيرها تتجاوز المعايير الدولية الخاصة بالجرائم بحق الإنسانية، وهي جرائم إبادة جماعية إنتقلت الآن إلى حمصquot;.

وقال quot;إن قتل سبعة أشخاص يعتبر جريمة إبادة جماعية في المعايير الدولية، ونرى صمود أهل حمص الأبطال وتضامن كافة أبناء الشعب السوري معهم في الداخل والخارج يراه كافة أبناء المعمورة وحكومات العالم بإستثناء جلاوذة السلطة وحلفاءهم في جبهتهم ودولتين أو ثلاثة على ما يبدو، وهو ما لايبرر موقف الجامعة العربية ورئيسها الجديد quot;العربيquot; وسلبية الأنظمة العربية، بإستثناء عدد قليل منها لغاية اليوم، وموقف المجتمع الدولي أيضا الغير حاسم يشكل مساهمة في الجريمة النكراء التي يتعرض لها أهلنا في حمص وشعبنا السوري الأعزل بشكل عام لأكثر من أربعة أشهر. وبما أن الثورة السورية لن تتوقف بدون إسقاط النظام كما هو واضحا ولم يعد هذا الأمر موضوعا للنقاش ومن ناحية أخرى يبدو أن العصابة المتسلطة على رقابنا لن تتخلى عن السلطة طواعية فإن حل الأزمة كما يبدو يتجه بإتجاه التدويلquot;.

الأكراد يستعدون لرص صفوفهم ورفع سقف مطالبهم

من جانبه قال لـquot;ايلافquot; شلال كدو شلال كدو القيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا أن الأكراد السوريين باتوا quot;قاب قوسين او ادنى من عقد مؤتمر وطني كردي شامل داخل البلاد، بناءً على اقتراح من الحزب اليساري الكردي، في الاجتماع الدوري الاخير لاحزاب الحركة الوطنية الكردية، بغية توحيد الكلمة والخطاب السياسي الكردي في سوريا، حيث من المنتظر ان يتداعى احزاب الحركة الوطنية الكردية الاحدى عشر، وكذلك تنسيقيات الحراك الشبابي الكردي، فضلاً عن الفعاليات الثقافية والاجتماعية الى المؤتمر المنشود، الذي ينتظره الشعب الكردي على احر من الجمر منذ سنوات طويلة، ليرى حركته السياسية موحدة ومؤطرة، في اطار سياسي ونضالي واحد وموحدquot;.

وأوضح quot;يهدف المؤتمر بالدرجة الأساس، إلى تأطير جهود الكرد في هذه المرحلة الحساسة، من خلال انتخاب هيئة تمثيلية او قيادية تمثل الاكراد بغالبيتهم العظمى، وتتحدث بأسمهم وتتخذ القرارات المصيرية المتعلقة بقضيتهم العادلة، والتي ستكون ملزمة للجميع من دون استثناء، من قبيل اجراء الحوار مع النظام من عدمه، وكذلك القرارات الاستراتيجية الاخرى، التي تتعلق بمصير الشعب الكردي في كردستان سوريا، لاسيما وان الكرد امام فرصة تاريخية، قد لا تتكرر أن تم التفريط بهاquot;.

ورأى أنه quot;من غير المستبعد ان يبت المؤتمر الوطني الكردي، في المطاليب الكردية التي تختلف من حزب الى آخر، وهي بمجملها لا تلبي طموح الشعب الكردي، وتتميز بعدم الوضوح والضبابية. اذ تتراوح بين الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعيةquot;. وقال كدوquot;في هذا الاطار، فأن هنالك ضغطاً شعبياً هائلاً على الاحزاب السياسية الكردية، لرفع سقف مطاليبها في مؤتمرها القادم، إلى الفيدرالية أو الحكم الذاتي على أقل تقدير، كي يتلائم مع اهمية المكون الكردي وثقله التاريخي وخصوصيته، كثاني اكبر قومية في البلاد يعيش على ارضه التاريخيةquot;.

من جهة أخرى، أضاف quot;أن احزاب الحركة الوطنية الكردية، على وشك اتخاذ قرار جماعي، يقضي بالانضمام بشكل علني الى حركة الاحتجاجات والمظاهرات، التي تعم الشارع الكردي منذ بداية الثورة السورية، رغم ان هذه الاحزاب كانت تدعم الحراك الشبابي منذ الوهلة الاولى لأنطلاقته، وكانت حاضرة بشكل او بآخر في المظاهرات، ومن خلال حضور قيادات الصف الاول من مختلف التنظيمات الحزبية العاملة على الساحة الكردية في سورياquot;.

واعتبر أن quot;هذا التوجه يأتي، بهدف تصعيد وتيرة الاحتجاجات في المدن والبلدات الكردية، بعد ان تعرض آداء الاحزاب الكردية لمزيد من الانتقادات، على وقع تصعيد السلطة ممارساتها القمعية تجاه الكرد، ومحاولاتها احدث فتنة بين العرب والكرد في مدن التماس العربي الكردي، كالحسكة ورأس العين، اضافة الى استشهاد اربعة شبان اكراد برصاص القوات الامنية الاسبوع الماضي في دمشق، فضلاً عن استمرار الشبيحة في تطويق حي ركن الدين الكردي بالعاصمة منذ ايام، ومداهمة منازل الاسر الكردية الآمنة، وضرب النساء والشيوخ والاطفال بشكل وحشي، دون وجود مذكرات قضائية تسمح لهذه العصابات بمداهمة بيوت الناس بحجة ملاحقة الشباب، في حين تتبجح السلطات بأنها رفعت حالة الطوارىء منذ شهورquot;.

في غضون ذلك أحرق شباب سوريون في بلدة منغ (شمال حلب) علم البعث الحاكم في سوريا في تظاهرة حاشدة لهم الجمعة كما أكد ناشطون في اتصال هاتفي مع ايلاف.

ومازال معتقلو القيمرية (دمشق) في السجون حيث انطلقت مساء الأربعاء 20 تموز مظاهرة منطقة القيمرية، وسط الشام القديمة شارك بها حوالي 500 شاب وشابة من مختلف الطيف السوري رفعوا فيها شعارات مميزة منها شدي حيلك يابلد الحرية عم تنولد بدنا حرية اعلام بدنا نحكي وع المكشوف حرامية مابدنا نشوف الشعب السوري واحد، وquot;تعرض المشاركون فيها لمضايقات من بعض الأنصار والزعران وصلت لدرحة الضرب، حيث هجموا عليهم بالكراسي والبعض بالعصي ،وهناك شخص كان معه quot;ساطورquot; ووصلت بهم ان ضربوا صبية مشاركةquot; بحسب عائلات المشاركين.

وبعد انتهاء المظاهرة تم اعتقال مجموعة منهم وتم أخذهم الى مخفر باب توما أسماء المعتقلين، وفقاً لبعض المشاركين هم خزامي درويش، ربا حسن، وفاء صالح، رهف عيسى موسى نوال شاهين، أليس مفرج، الدكتور عمر عبد الدين، عقبة عامود، خلدون البطل.