يظهر المتهم بارتكاب الهجومين اللذين روّعا النروج، متأثراً بالكتاب والمدونين الأميركيين الذين سبق لهم أن حذروا من تهديد الاسلام. وجاءت الأحداث الأخيرة لتلقي الضوء على تلك الثقافة الفرعية الخاصة بالمناهضين للإسلام والناشطين اليمينيين، ولتجدد الجدال الدائر حول تركيز جهود مكافحة الإرهاب.
المتهم بالهجومين يقول إن التعددية الثقافية تشكل تهديداً |
القاهرة: أفادت اليوم تقارير صحافية بأن أندرس بيرينغ برييفيك، المتهم بارتكاب الاعتداءين اللذين روّعا النروج يوم الجمعة الماضي وأسفرا عن 93 قتيلاً حتى الآن، كان متأثراً بشدّة بمجموعة صغيرة من الكُتَّاب والمدونين الأميركيين، الذين سبق لهم أن حذروا على مدار سنوات من تهديد الإسلام، كما اقتبس برييفيك مجموعة من أقوالهم في الوثيقة المكونة من 1500 صفحة والتي قام بنشرها على شبكة الإنترنت.
وأظهر برييفيك، في تلك الوثيقة، أنه تعقب عن كثب النقاش اللاذع الذي تشهده الولايات المتحدة بشأن الإسلام. واقتبس برييفيك في بيانه، الذي ندد فيه بفشل الساسة النروجيين في الدفاع عن البلاد من التأثير الإسلامي، عن روبرت سبينسر، مؤسس موقع quot;الجهاد ويب ووتشquot;، 64 مرة، ولفت أيضاً إلى أقوال كُتَّاب غربيين آخرين يشاركونه وجهة نظره المتعلقة بالخطر الذي يشكله المهاجرون المسلمون على الثقافة الغربية، بحسب ما ذكرته صحيفة النيويورك تايمز الأميركية.
ثم مضت الصحيفة تقول في السياق نفسه إن الاعتداءين اللذين وقعا في النروج مؤخراً، وكذلك واقعة تفجير مبنى فيدرالي في مدينة أوكلاهوما سيتي عام 1995 على يد أحد المتشددين المناهضين للحكومة، جاءت لتلقي الضوء من جديد، وعلى نطاق أوسع، على تلك الثقافة الفرعية الخاصة بالمدونين المناهضين للإسلام والناشطين اليمينيين، وجاءت كذلك لتجدد الجدال الدائر حول تركيز جهود مكافحة الإرهاب.
وفي الولايات المتحدة، أكد منتقدون أن تسليط الضوء بشكل مكثف على التهديد الصادر من المسلحين الإسلاميين قد شوه ظلماً سمعة الأميركيين المسلمين، وقلل في المقابل على نحو خطر من خطر وقوع هجمات من جانب متطرفين محليين آخرين.
وانتشرت الكشوفات التي تحدثت عن حقيقة تأثر برييفيك بالفكر الأميركي المناهض للإسلام على المدونات خلال اليومين الماضيين، وهي الكشوفات التي تسببت في تعرض سبينسر وغيره ممن يطلقون على أنفسهم quot;الناشطون المناهضون للجهادquot; لسيل من الهجوم، بعدما أشار منتقدوهم إلى أن تصويرهم الإسلام على أنه يشكل تهديداً على الغرب قد عزز بشكل غير مباشر من وقوع تلك الجرائم في النروج.
ونقلت الصحيفة في هذا الشأن عن مارك ساغيمان، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ( CIA ) والذي يعمل حالياً كمستشار في شؤون الإرهاب، قوله quot; سيكون من الظلم نسب عنف برييفيك إلى الكُتَّاب الذين ساهموا في تشكيل رؤيته للعالم. لكنه قال في الوقت نفسه إن الكُتَّاب المناهضين للجهاد سبق لهم أن أكدوا أن الفرع السلفي الأصولي من الإسلام هو البنية التحتية التي ظهرت منها القاعدة. ويمكن القول إنهم وكتاباتهم يشكلون البنية التحتية التي ظهر منها برييفيكquot;.
كما أشار ساغيمان، وهو أيضاً طبيب نفسي يعمل في مجال الطب الشرعي، إلى أنه لم يلحظ أي إشارات صريحة في كتابات ببرييفيك تدل على إصابته بأي من الأمراض العقلية. وقال ساغيمان في السياق ذاته أيضاً إن هناك بعض أوجه الشبه بين برييفيك وبين العالِم والأكاديمي تيد كازينسكي، الذي انتهى به الأمر إلى السجن المؤبد، بعد إطلاقه حملة تفجيرات استهدفت جامعات ومؤسسات تجارية. ثم لفت إلى وجود اختلاف واضح بينهما، هو أن كازينسكي كان شخصاً وحيداً قضى سنوات في كوخ ريفي في مونتانا، في حين يبدو أن برييفيك كان شخصاً اجتماعياً للغاية.
التعليقات