يبدو أن ترسّخ التيارات العلمانية في السويد يؤدي بشكل متزايد إلى تجريد الكنيسة من مهتمها الدينية، ويحيلها مؤسسة تعنى بالشؤون الاجتماعية فقط في البلاد.


السويديون همّشوا دور الكنيسة حتى صارت مهددة بالزوال

صلاح أحمد: تبعًا للإحصاءات الرسمية فإن ثلاثة أرباع السكان في السويد، المؤلفة من 9.4 مليون نسمة، ينتمون laquo;رسميًاraquo; إلى الكنيسة.

لكن هذه الإحصاءات الرسمية نفسها توضح أن ما لا يزيد عن 15 % فقط يقولون إنهم ينتمون إلى الكنيسة بدوافع دينية تتصل بأنهم يؤمنون بعيسى المسيح، وأن نسبة 85 % يقولون إنهم لا يؤمنون بوجود خالق للكون في المقام الأول.

في مسح أجرته laquo;كنيسة السويدraquo; نفسها على مدى سنة، اتضح أن 400 ألف شخص فقط - من 6.6 مليون فرد يعتنقون المسيحية رسميًا ndash; يزورون الكنيسة مرة واحدة على الأقل كل شهر. ونقلت صحيفة laquo;كريستيان ساينس مونيتورraquo; عن بعض رجال الدين قولهم إن الأمر برمّته لا يدهشهم.

يقول القس سفين يوركبورغ، الذي يرعى أبرشيات ريفية عدة في جنوب غرب استكهولم، إن نتائج المسح laquo;متوقعة بالنظر الى التيارات العلمانية التي ظلت تعمل على مدى سنوات طويلة لتغيير التركيبة الدينية في المجتمع السويدي. وهذا بحيث إن الكنيسة صارت لا تشترط أن يكون الإنسان مؤمنًا ليتمتع بعضويتهاraquo;.

ويضيف يوركبورغ قوله إن تمسك السويديين بالكنيسة لا يعني تمسكهم بما ظلت تمثله أصلاً وهو كونها المؤسسة laquo;الدينيةraquo;. وقال إنهم يدعمونها بسبب جهودها الكبيرة لإعلاء القيم الوطنية السامية ومساعدتها الفقراء والعجزة والمرضى وكبار السن.

لكن مما لا شك فيه هو أن استمرار الحال على هذا الوضع وبهذه الوتيرة يعني أن الكنيسة ndash; التي ما عادت مؤسسة الدولة الدينية الرسمية اعتبارًا من العام 2000 ndash; ريما صارت إلى زوال. فقد كانت تمثل 95.2 % من السكان قبل نحو 40 سنة، وانخفضت هذه النسبة الآن إلى 70.2 %. ويذكر أن هذه هي نسبة الذين يقولون إنهم ينتمون إلى laquo;الثقافةraquo; المسيحية، وليس بالضرورة إلى إيمانهم بـlaquo;الدينraquo; المسيحي نفسه.