لم يهتم معظم العراقيين بمحاكمة رئيس النظام المصري المخلوع حسني مبارك، واعتبر البعض ممن تحدثوا مع (ايلاف) أن الطغاة لابد أن يكون هذا مصيرهم، بعدما أذاقوا شعوبهم الويلات، فيما أشار آخرون إلى أن ما يمنعهم من متابعة النقل المباشر للمحاكمة هو أنها لن تكون أكثر إثارة من محاكمة صدام حسين.


تابع المزيد عبر quot;إيلافquot;
محاكمة مبارك في عيون لبنانية

بغداد: قال مواطنون عراقيون تحدثوا مع (إيلاف) إنّ فصول محاكمة الرئيس السابق صدام حسين أخطر بكثير من محاكمة حسني مبارك، التي ربما تتلخص بتهمة قتل متظاهرين، مشيرين الى ان الاهتمام بأعمالهم اكثر نفعًا من الاهتمام بقضية لا تهمهم، وقد نال مبارك حقه العادل في إسقاط نظامه من قبل الجماهير المصرية، خاصة ان حرارة الجو اصبحت لا تطاق، والبحث عن ساعات للراحة لديهم افضل من التفرج على (اعدام رجل ميت) كما قال البعض.

وقال شاكر سعد حسن (موظف في وزارة الثقافة) :quot;لا تهمني محاكمة مبارك، لانها لاتعنيني بقدر ما سمعتها كخبر، لكنني لن أتابعها باهتمام لان لدي انشغالات أكثر أهمية منها، وأضاف :quot;محاكمة مبارك هي إحقاق للحق، هذا هو العدل الالهي الذي يبحث عنه المظلومون والفقراء والمحرومون من الاشخاص الذين ظلموهم وحرموهم ابسط وسائل العيش، ان الله يعطي دلائل على قدرته من ان الظالم يكون له يوم لا يطير غباره كما يقول المثل الشعبيquot;.

اما الاعلامي مؤيد عبد الوهاب الحسن فقال: يقينًا ان مصير حسني مبارك ليس اسوأ من مصير رئيس عراقنا الطاغية التي حكمنا بالنار والحديد، وهذا هو مصير الظالمين اينما كانوا، وبصراحة لم اهتم كثيرا بالمحاكمة، خاصة بعدما سمعت انه جاء الى المحكمة محمولاً على سرير، فهو امر مضحك، فلو كان في الحكم لما ظهر للناس الا على انه القوي الشديد البأس، وبصراحة كنت اتمنى لو انه انتحر بدلاً من هذا الذل، ولكن لله في خلقه شؤونquot;.

واضاف: اعتقد ان معظم الرؤساء العرب سيمرّون من باب المحاكم، ويكفي اننا شاهدنا صدام يرغي ويزبد في المحكمة، وقد استمتعنا بها كثيرًا، ثم إننا في بغداد الان حائرون في انقاذ انفسنا من الحر اللاهب افضل من التفرج على (اعدام رجل ميت) تجاوز الثمانين ولم يعد في يده شيءquot;.

وقال الكاتب سعد ابراهيم: لم انتبه كثيرا للخبر لانني اشعر ان ما بي يكفيني، وخاصة ان حرارة الجو اتعبتنا كثيرا، وعندي ان املأ المولدة الكهربائية بالبنزين او املأ المبردة بالماء افضل كثيرا من قضاء الوقت في محاكمة مجرم ثار عليه شعبه بسبب الظلم والفساد، وهذا مصير كل الطغاة لان الله سبحانه يريهم في الدنيا الخزي قبل الاخرةquot;.

واضاف: ادعو من الله ان يستفيد الرؤساء العرب، خاصة من النهايات التي وصل اليها غيرهم، بعدما تمسكوا بالكراسي وخربوا دولهم،وحسني (الخفيف) كما كنا نسميه نحن العراقيين واحد من الطغاة وكان يعتقد ان الدنيا ستظل تزهو له إلى آخر أيام حياتهquot;.

وقالت المحامية شذى كريم: من كل الاخبار استوقفني خبر ان زوجة الرئيس المصري مبارك اغمي عليها لانها شاهدته في قفص الاتهام او في المحكمة، يا سبحان الله، الان انتبهت هذه المرأة الى الحقائق، وكأنها لا تعرف ان زوجها وابنه ورموز نظامه زجّوا بالمئات من الشباب بالسجون وبلا محاكمات، ونسيت ان لاولئك زوجات وامهات واخوات ربما اغمي عليهم وتعرضن الى الجلطةquot;.

وأضافت: quot;لم اهتم كثيرًا في البداية، ولكنني بدافع الفضول وجدتني اتطلع الى شاشة التلفزيون لارى كيف سيكون حسني مبارك وهو في قفص الاتهام والناس الذين كان يخيفهم ويرعبهم هم الذين اقتادوه الى القفص، سبحان الله مغير الاحوالquot;.

أما الصحافي حميد عبد الحسن الكعبي فقال: في البدء وجدت نفسي مدفوعا الى مشاهدة وقائع ما يحدث، وما ان شاهدت حسني مبارك على (السدية / السرير) على اساس انه مريض عرفت ان الطغاة يمثلون ايضا، ثم تركت الامر، اذ لم يعد يهمني ابدا، انا اشعر ربما بما يشعر به المواطنون المصريون الشرفاء الذين عانوا ما عانوا مثلما عانينا من قهر وتقتيل واجرام من رئيسين متشابهين تمامًا، والحمد لله الذي اوصلهما الى اليوم الذي يقتص فيه الشعب منهماquot;.

أخيرا، سألت quot;إيلافquot; سائق سيارة اجرة فقال: لا اعرف، ولا اريد ان اعرف ماذا يحدث في المحاكمة ولماذا يحاكمونه لانه يستحق الاعدام لكونه دمّر مصر ام الدنيا وخلاها بـ (حلك / فم اليسوى واللي ما يسوى)، مثل صاحبنا الذي خلى العراق لقمة يلوكها (اليسوى والمايسوى)، أنا لا اهتم بهذه الحكاياتلان هذا أمر الله، ويهمني أن أعيل أولادي وأطعمهم خبزا حلالاquot;، على حدّ تعبيره.