تسعى السلطات في دبي للقضاء على ظاهرة التسول

تعمل إمارة دبي على استغلال كل سبل التكنولوجيا لمحاربة ظاهرة التسول التي تزدادبشكل ملحوظ في شهر رمضان، وتستند الشرطة إلى كاميرات المراقبة المنتشرة في الإمارة بهدف القضاء على هذه الظاهرة.



بات التسول من الظواهر التي تشهد ازدهاراً ملحوظاً خلال شهر رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة بوجه عام، غير أن السنوات الماضية كشفت زيادة ملحوظة في عدد المتسولين في إمارة دبي تحديداً، الأمر الذي دعا الإدارة العامة لشرطة دبي إلى تعزيز قبضتها الأمنية للقضاء على تلك الظاهرة التي تتسبب في تشويه الوجه الحضاري لتلك المدينة العالمية، التي حرصت على استثمار التقنيات الحديثة للقضاء على تلك الظاهرة باستخدامها كاميرات المراقبة المنتشرة في الشوارع والميادين والتي شهدت زيادة ملحوظة بعد حادث الاغتيال الشهير للقيادي الفلسطيني محمود المبحوح بإحدى فنادقها، حيث قامت شرطة دبي بربط جميع تلك الكاميرات بشبكة موحدة يمكن متابعتها من خلال مراكز الشرطة، إضافة لإعدادها بحوث علمية موسعة وتقارير عن مضار ظاهرة التسول وكيفية التصدي لها.

ووفقاً لنائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري في شرطة دبي العقيد سالم الرميثي، فقد شكلت شرطة دبي، شعبة موسعة بجميع مراكز الشرطة بالامارة لمكافحة التسول، بهدف زرع عناصر لها في كافة أرجاء الإمارة ومن ثم القضاء على تلك الظاهرة الدخيلة على المجتمع الإماراتي والتي باتت مهنة لمحترفي فنونها، حسب قوله.

وأوضح العقيد الرميثي أن السنوات القليلة الماضية شهدت أشكالا متعددة لمظاهر التسول، يأتي في مقدمتها استخدام الاطفال من قبل أشخاص ضعاف النفوس، لإستدرار عطف مختلف أفراد المجتمع الذين تزداد لديهم الرغبة في فعل الخير خلال شهر رمضان، لافتاً إلى أن الإدارة ضبطت من قبل شخص من الجنسية الآسيوية يقوم باستغلال الأطفال وإجبارهم على التسول، حيث يقوم بتوزيعهم على الأماكن المكتظة بالافراد وعلى التقاطعات والأسواق منذ الساعات الاولى من الصباح ثم يقوم بتجميعهم في فترة الظهيرة ليقدم لهم وجبة الغداء ليستخدمهم في عملية التسول في الفترة المسائية وكشفت التحريات أن عدد كبير من هؤلاء الأطفال مبلغ عن غيابهم من قبل ذووهم.

وحث العقيد الرميثي، مختلف أفراد المجتمع على عدم التعاون مع المتسولين عموماً والأطفال بصفة خاصة، مؤكداً أن المزيد من التعاون مع الأطفال المتسولين يعني المزيد من استغلال طفولتهم من قبل أشخاص ضعاف النفوس لإستغلال برائتهم، لآفتاً إلى أن الشكوى من ظاهرة التسول تزايدت بعد أن أصبحت فناً واحترافاً وتجارة رابحة تعود على أصحابها بأموال طائلة وهو ما كشفته شرطة دبي بعد إلقائها القبض على امرأة وزوجها من الجنسية الآسيوية دخلا إلى الدولة بطريقة غير شرعية وامتهنا التسول الذي أصبح يدير لهم عائد سنوي أكثر من 100 الف درهم سنوياً، حيث كشفت التحريات انهما يؤجران شقة بمبلغ 40 ألف درهم في السنة ويقومان بإرسال ثلاثة آلاف وخمسمائة درهم شهريا إلى أسرتهم بخلاف نفقاتهم الشهرية، إضافة إلى ذلك هناك أفراد تبلغ حصيلتهم السنوية ما يزيد عن 100 ألف درهم.

مشيراً إلى أن السلطات الأمنية رصدت مظاهر كثيرة للتسول منها مؤثر ومجحف في حق الإنسانية، حين ترى امرأة تحمل طفلاً في حضنها تجوب به الأسواق والمساجد غير مبالية بحالته الصحية والإرهاق البدني الذي يتعرض له ذلك الطفل البريء، تلبية لمطامعها في الحصول على المال، وكثير منهم يتحركون ضمن خطط مدروسة لابتزاز عواطف الناس وشفقتهم، ويتفننون في رسم المشاهد البائسة والسيناريوهات المؤثرة.

وفي سياق متصل أكد العميد حمد عجلان العميمي مدير مديرية شرطة العين أن عدد المتسولين الذين تم ضبطهم في العين في شهر رمضان الماضي بلغ 36 متسولا، مشيراً إلى أن إجمالي عدد المتسولين المضبوطين في عام 2010 بلغ 57 متسولا، مقابل 14 متسولا في النصف الأول من العام الحالي، لافتاً إلى أن المديرية أكملت استعداداتها لمكافحة ظاهرة التسول التي تنشط في شهر رمضان المبارك لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المادية عبر تلك الظاهرة التي حولها أصحابها إلى مهنة و حرفة منظمة.

وأشار مدير مديرية شرطة العين إلى أن الأمر في أحيانا لم ينتهي عند حد التسول بل يمتد في إلى استغلا المتسولين تعاطف أفراد الجمهور معهم في شهر رمضان ويدخلون إلى البيوت وقد يرتكبون جرائم سرقات تحت غطاء التسول، موضحاً أن من تم ضبطهم من هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى جنسيات عدة ويستخدمون أساليب متنوعة في التسول حيث لجأ بعضهم إلى تغيير معالم أجسادهم بما يوحي للآخرين أنهم بحالة ضعف ومرض لإثارة عطف أفراد المجتمع والحصول على ما تجود به أنفسهم، إلى جانب أن بعضهم كان يحمل تقارير طبية تفيد بإصابتهم بأمراض، والبعض الآخر يحملون أوراقا تشير إلى حاجتهم إلى المساعدة و تم ضبط آخرين وهم يمارسون التسول ويطلبون المساعدة مقابل مطبوعات وأدعية وعطور وغيرها ويستخدمونها كغطاء لتحقيق أهدافهم.

إلى جانب ذلك أعلنت شرطة الشارقة عن إلقائها القبض على عدد لم يتم تحديده من محترفي التسول خلال شهر رمضان، الكريم ممن يتخذونه موسماً لتحقيق أكبر قدر من المكاسب على مدار العام، حيث دأب العديد منهم على دخول البلاد بتأشيرة زيارة، ينهون خلالها مهمتهم ويعودون إلى بلدانهم مرة أخرى بغنائمهم الغير مشروعة. وأشارت شرطة الشارقة إلى أن الأسيويون من أكثر الجنسيات احترافاً لفنون تلك الظاهرة التي باتت تؤرق المجتمع بشكل كبير.