شددت ناشطة سياسية سورية على أن ما يريده السوريين هو محاكمة عادلة لكل من شارك في قتل أو تعذيب المتظاهرين والمدنيين العزّل، فيما رأى معارض ان ايران تتحاور سرياً مع تركيا لكفّها عن إدانة النظام السوري.
دمشق: اعتبر معارض سوري مقيم في لندن الجمعة أن ايران quot;دخلت على الخط الاقليمي و بدأت حوارا سريا مع انقرة للكف عن ادانة وانتقاد نظام دمشقquot;.
ورأى الأمين العام للحركة الديمقراطية السورية محي الدين اللاذقاني أن quot;لتركيا حساباتها الخاصة و موقف تركيا بدا مؤخرا متذبذبا، كما ان هناك قوى اقليمية تريد لنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد ان يبقى من بينها اسرائيل و بطبيعة الحال ايران من ورائها حزب الله اللبناني، فالمخاوف على مصالح ايران في المنطقة اكبر بكثير من خوفهم على الشعب السوريquot;.
وقال في تصريح لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء quot; لن يكون هناك مناخ طبيعي لأي إصلاح سياسي في سورية قبل الإفراج عن المعتقلين و محاسبة المذنبين في قتل المدنيين والالتزام بعدم إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في الشوارع quot; وهي مطالب quot;لم تحدث بعد وما لم تحدث لن يصدق احد النظام مهما اصدر من مراسيم quot; .
وفي رده على سؤال حول أهمية المرسوم الذي وقعه الرئيس الاسد والمتعلق بالتعددية الحزبية قال المعارض السوري إن quot; سورية لا تحتاج إلى مراسيم جدية يصدرها الاسد بل تحتاج الى نوايا حقيقة في الاصلاح السيتاسي، ولا توجد حاليا ثقة لا في الرئيس ولا في الحكومةquot;.
وردا على سؤال حول الموقف الغربي مما يجري في بلاده قال اللاذقاني quot;مع تزايد عنف النظام القمعي السوري يزداد الموقف الاوروبي ادانة و نحن نتفهم موقف الدول الاوروبية و مخاوفهما من تكرار السيناريو الليبي الذي لن يحصل في سورية نظرا لحساسية المنطقة و لرفض المعارضة السورية أي تدخل عسكري خارجي كما ان جامعة الدول العربية لم تطلب ذلك ولم تسمح به كما كانت الحال مع الحالة الليبية مضيفا ان اعضاء مجلس الامن متفقين بشان الوضع في سوريا و لكن من عرقل الأمور هما روسيا و الصينquot;.
و بخصوص مقترح ألمانيا تعيين مبعوث للأمم المتحدة خاص بالشأن السوري قال اللاذقاني quot;هو اقتراح جيد و لكن يجب ان تكون هناك متابعة يومية للملف السوري لان الاحداث تتطور كل ساعة و لا يجوز الحديث عن عودة الى الملف كلما دعت الحاجة كما جاء في الاعلان الصادر عن مجلس الامن الدولي الذي وصفه المعارض السوري بأنهquot;دون الطموحاتquot; رغم إقراره بأن القطار الدولي بدا في التحرك بالاتجاه الصحيح لان العالم quot;لم يعد قادرا على الصمت عن المجازر التي ترتكب يوميا بحق المدنيين داخل سوريةquot;.
وفي رده على سؤال حول الجانب الذي تعول عليه المعارضة السورية قال quot;نحن نعول على الشعب السوري و على شجاعته وهو شعب اثبت رغم الرصاص الحي كل يوم انه خرج من اجل حرية حقيقية و من اجل الكرامة و لن يعود قبل الحصول عليهما بعد ان حرم منهما لسنواتquot; منوها في نفس السياق الى انهquot;كلما زاد القمع ازداد انتشار المظاهرات و ازداد تفتت جدار الصمت العربي و ذلك بجهود شعبية و ليس بجهود الأنظمة الرسمية فضلا عن تبلور للموقف الدولي منحاز للثورة العربية المنتصرة بدون ادنى شكquot;.
يذكر ان اللاذقاني أعلن الجمعة في تونس عن اعتزام المعارضة السورية عقد مؤتمر لها في تونس في الثاني عشر من أيلول/سبتمبر المقبل.
اوباما وساركوزي وميركل quot;يدينونquot; استخدام النظام السوري العنف
واعلن البيت الابيض الجمعة ان الرئيس الاميركي باراك اوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الازمة في سوريا وquot;ادانواquot; استخدام النظام السوري العنف.
وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان quot;القادة ادانوا الاستخدام المتواصل والعشوائي للعنف ضد الشعب السوريquot;.

ناشطة: السوريون لا يريدون الانتقام بل محاكمة القتلة
شددت ناشطة سياسية سورية على أن السوريين لا يريدون الانتقام وإنما محاكمة عادلة لكل من شارك في قتل أو تعذيب المتظاهرين والمدنيين العزّل المسالمين، وقالت إنها حثت الإدارة الأميركية على quot;ضرورة مد يد العون للمتظاهرين السوريينquot; عبر quot;المزيد من العقوبات على السلطات السورية وأنشطتها القمعية وميليشياتهاquot;.
وقالت عضو مؤتمر الإنقاذ السوري مرح البقاعي، التي التقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأربعاء مع ثلة من المعارضين السوريين، إنها أشارت بشكل خاص إلى المساهمة من المرأة ومن شريحة الشباب في الثورة السورية، حيث quot;كانوا المحرّك والمنظّم لحركة التظاهرات في بيئة كان من المستحيل سابقاً التفكير بتحريك ركودها، وكذلك عملت النسوة كقوة حيوية تؤلّف بين كل الجماعات على اختلافها في عملها ضد النظامquot;.
ونوهت البقاعي في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، بأنها في حديثها للوزيرة كلينتون قالت إنه quot;من الحريّ بنا أن نتأمل تنوع المشهد الذي يصف المتظاهرين اليوم: فكما رأينا العلمانيين جنباً إلى جنب مع إخوتهم من المسلمين والمسيحيين والعلويين وغيرهم، كلّ منهم يتظاهر جنباً إلى جنب مع أخيه في الوطن، يعملون ليل نهار تجاه القضية العادلة ذاتهاquot;، وشرحت في حديثها أن ما يحفز السوريين على التظاهر quot;ليس الانتقامُ... على الرغم من تجرعهم كأس المهانة والعذاب لخمسة شهور خلت وخمسين من السنين مضت، بل جلّ ما يطلبه الشعب السوريّ السموح هو محاكمة عادلة لكل من شارك في قتل أو تعذيب المتظاهرين والمدنيين العزّل المسالمينquot;.
وعن مستقبل الانتفاضة السورية، قالت البقاعي إنها أوضحت للوزيرة أنه quot;من الصعوبة بمكان أن نتنبأ بما سيحدث في سورية خلال المرحلة القادمة، ولكن الطريق الوحيد للمتظاهرين هو باتجاه الأمام... والأمام فقط... باتجاه إسقاط النظام.. الكثيرون يراهنون على احتمال أن تقوم قوات الأمن أو الجيش بانقلاب أو على الأقل البدء بحركة من داخل النظام؛ على أية حال، لا يخفى على أحد أن النظام متمترس خلف مجموعات مؤيدة ووفيّة له ذات تسليح وتنظيم عاليينquot;.
وأعربت البقاعي، رئيسة معهد الوارف للدراسات الإنسانية بواشنطن، عن قناعتها بضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بمد يد العون في ثلاثة نقاط حصراً، هي quot;العمل مع المجتمع الدولي باتجاه المزيد من العقوبات وخصوصاً فيما يتعلق بإنتاج الطاقة في سورية، حيث أن السلطات السورية تستفيد من هذا القطاع وغيره من عَرَقِ دافعي الضرائب في تمويل أنشطتها القمعية وميليشياتها غير النظامية، الأمر الذي سيساعد في تقوية المتظاهرين حيث سَيَرون أمم العالم تدعم قضيتهمquot;، والنقطة الثانية quot;حماية اللاجئين وتأمين ممرات آمنة للمدنيين الهاربين من الموت كأولوية عمل، حيث لا يخفى على أحد التصعيد المستمر من قبل النظام في العمليات العسكرية في المناطق المأهولة بشدّةquot;، والنقطة الثالثة quot;تأمين وسائل الاتصال وتقنية المعلومات لدعم المتظاهرين وحثّهم على العمل كمراسلين مدنيين في دولة لا يوجد فيها أدنى الدرجات من الإعلام المستقل. وأن أي دعم تقني من هذا القبيل سيكون في غاية الأهمية عندما تتطور حركة التظاهر كي تصبح اعتصامات منظمّةquot;.
ووصفت البقاعي البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بخصوص سورية بـquot;الخجولquot; ونددت بموقف لبنان الرسمي خصوصاً تجاه هذا القرار، وقالت إن الرئيس اللبناني ميشال سليمان quot;يقف في الجانب المظلم من التاريخquot;.