لندن: رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم استبعاد امكانية السماح للشرطة برش مثيري الشغب بصبغة كيميائية حتى يمكن التعرف عليهم واعتقالهم في وقت لاحق.
ووجهت عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين اندريا ليدسوم سؤالا الى كاميون حول امكانية استخدام هذا التكتيك خلال جلسة نقاش بالمجلس حول اعمال الشغب التي اجتاحت انجلترا.
واجاب كاميرون على هذا التساؤل بالقول ان quot;على الشرطة ان تنظر الى كافة التكنولوجيات المتاحة وتبقي كافة التطورات المحتملة هنا وفي دول اخرى جنبا الى جنب لضمان القائها القبض على اكبر عدد ممكن من الاشخاصquot;.
واستخدم هذا التكتيك في دول اخرى ومن اشهرها من جانب نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.
وتعهد كاميرون بالقيام quot;بكل ما يلزمquot; لاستعادة النظام في الشارع في اعقاب اربعة ايام من اعمال الشغب المكثفة في مدن انجليزية رئيسية مشددا على ضرورة سجن كل من يدان بارتكاب اعمال شغب.
واشار الى ان الحكومة تبحث خيار ادخال عقوبات جديدة واعدا بان تظل اعداد معززة من الشرطة في الشوارع خلال عطلة نهاية الاسبوع.
كاميرون يكشف تدابير لمكافحة الشغب
وكشف كاميرون الخميس تدابير جديدة لانهاء اسوأ اعمال عنف شهدتها البلاد منذ عقود واقر بانه يدرس احتمال استخدام قوات الجيش لانهاء اعمال العنف.
واعلن كاميرون خلال جلسة طارئة للبرلمان انه اعطى قوات الشرطة صلاحيات اضافية بما في ذلك الطلب من الشبان الملثمين الذين يشتبه بقيامهم بانشطة اجرامية ازالة اقنعتهم.
وكان عدد من الاشخاص الذين قاموا باعمال النهب واشاعوا الذعر في الايام الماضية في مدن بريطانية عدة، اخفوا وجوههم ما عقد عملية التعرف على هوياتهم على كاميرات المراقبة.
واضاف كاميرون انه ازاء اعمال الشغب التي اوقعت اربعة قتلى، تفكر السلطات ايضا في فرض حظر التجول ولم يستبعد استخدام قوات الجيش في المستقبل.
وكان كاميرون اعلن في مطلع الاسبوع نشر تعزيزات كبيرة من الشرطة واحتمال استخدام خراطيم المياه لتفريق مجموعات الشباب في الشوارع. وقال كاميرون quot;اثار البعض موضوع الجيش (...) مسؤوليتي تكمن في الحرص على بحث اي احتمال بما فيها المهام التي يمكن للجيش ان يقوم بها وتفسح المجال امام الشرطة للاهتمام بخط الجبهةquot;.
وفي كلمة شديدة اللهجة قال كاميرون، الذي قطع اجازته الثلاثاء وعاد الى بريطانيا quot;انه اجرام بحت، لا اعذار له باي شكل كانquot; مضيفا quot;الامر لا يتعلق بالسياسية، ولا التظاهر بل بالسرقة والنهبquot;.
وتابع رئيس الوزراء ان مقتل رجل برصاص الشرطة الاسبوع الفائت في لندن quot;استخدمه غوغائيون انتهازيون ذريعة، في البدء في توتنهام (حي شمال العاصمة) ثم في لندن ولاحقا في مدن اخرىquot;.
وقامت مجموعات من الشباب بين يومي السبت والاربعاء بتخريب محال تجارية واحراق مبان في عدة مدن بريطانية منها لندن التي تستضيف العام المقبل دورة الالعاب الاولمبية.
وقال كاميرون quot;قبل عام من موعد دورة الالعاب الاولمبية علينا ان نثبت بان بريطانيا ليست دولة تخرب بل دولة تعمر ولا تستسلم، دولة تواجه ولا تنظر الى الوراء بل دائما الى الامامquot;.
وستتجاوز كلفة اعمال العنف عتبة 225 مليون يورو (321 مليون دولار) بحسب الارقام الموقتة التي وضعتها الخميس شركات التأمين. واعلنت الحكومة من جهتها انشاء صندوق من 22 مليون يورو (32 مليون دولار) لمساعدة التجار من ضحايا اعمال العنف.
وللمرة الاولى منذ اندلاع اعمال العنف السبت، لم يسجل اي حادث مساء الاربعاء في بريطانيا حيث يبدو ان انتشار اعداد كبيرة من قوات الامن وهطول امطار غزيرة حالا دون وقوع اعمال عنف لليلة خامسة.
لكن الشرطة التي اعتقلت في كافة انحاء البلاد اكثر من 1200 شخص استمرت الخميس في توقيف مشاغبين. وفي لندن نفذت منذ ساعات الفجر الاولى مداهمات تطبيقا لحوالى 100 مذكرة توقيف بحسب اسكتلنديارد.
وبقيت المحاكم مفتوحة طوال الليل للتمكن من محاكمة العدد الكبير من الاشخاص الذين مثلوا امامها.
ومثل امام المحكمة فتى في ال11 اقر بسرقة حاوية نفايات قيمتها 57 يورو (81 دولارا).
وفي الاحياء التي تضررت نتيجة اعمال العنف الاسوأ التي شهدتها البلاد منذ عقود عادت الحياة تدريجيا الى طبيعتها الخميس.
وفي حي ايلينغ السكني في غرب لندن فتح مقهى كسرت واجهته ابوابه. وقال صاحب المقهى حسين حق ان quot;الحي يسعى الى اصلاح الاضرار بسرعةquot;.
ورغم هذه البوادر التي تشير الى العودة الى حياة طبيعية ما زالت مخاطر خروج الوضع عن السيطرة قائمة.
وهذا ما حمل رابطة الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم اليوم الخميس على تأجيل مباراة توتنهام وضيفه ايفرتون المقررة السبت المقبل في المرحلة الاولى من الدوري المحلي لكرة القدم بسبب اعمال الشغب في العاصمة لندن.
التعليقات