لندن: استفاد سكان الاحياء التي تعرضت للتخريب في لندن في اعمال الشغب من عودة الهدوء الخميس وحاولوا محو اثار الدمار وتجاوز اعمال العنف الاسوأ التي تشهدها البلاد منذ اكثر من 20 عاما. ففي حي ايلينغ غرين السكني غرب لندن الذي اشتعل مساء الاثنين بدأ السكان في العمل سريعا.

وتم سريعا سحب هياكل السيارات المحترقة فيما فتحت اغلبية المتاجر ابوابها في شارع التسوق الذي استهدفته اعمال نهب. وفي الواجهة المتضررة لمتجر مواد غذائية وضعت لافتة تحمل صورة وجه مبتسم تقول quot;مفتوح كالعادةquot;.

وقال حسين حاج مدير مقهى يبيع منتجات عضوية quot;الحي يتعافى سريعاquot;. وقال quot;كلنا نعرف بعضنا ونعمل سويا. ما ان اعيد فتح الشارع حتى بدأ الناس يتساعدونquot;. واصلحت واجهة متجره سريعا بالواح خشبية بعد ان حطمها مرتكبو اعمال النهب، كحال اغلبية المتاجر في الشارع باستثناء متجرين ابوابهما حديدية. كما بدأ يقدم القهوة والعصير في اجواء معتمة.

وتابع انه عندما توجه الى المتجر صباح الثلاثاء في الساعة 06,00 ادرك ان السارقين استولوا على المال في الصندوق واغلبية مخزونه، ولم يكتفوا بالسجائر والكحول بل ايضا بالمنتجات العضوية.

وقال حسين quot;لا اعتقد ان اعمال الشغب هذه ستترك اثرا طويل الامد على الحي والناس لا يخشون من تكرارها. اننا بحاجة فقط الى الوقت لاعادة ترتيب الامورquot; علما انه يقطن الحي منذ خمس سنوات ولم quot;يواجه اي مشكلة من قبلquot;.

اما هيلين بروك التي تسكن الحي ايضا فاقل تفاؤلا. وقالت quot;لا اعرف كانت اعمال الشغب غيرت الحي لكن على اي حال اعلم ان الناس خائفونquot;. وبروك خبيرة في العلاج البديل في ال64 من العمر وتسكن ايلينغ غرين منذ 15 عاما.

وقالت quot;الكثير يخشون استئناف العنف. سنرى المزيد من تعزيزات الشرطة لعدد من الايام لكنهم لن يبقوا الى الابدquot;. وفي مكان قريب يقع مبنى احرقه المشاغبون واحاطته الشرطة بشريط احمر لمنع الدخول اليه.

وتعمل رافعة على ازالة الساعة التي تتصدر اعلى المبنى فيما يتفقده مهندسون لتحديد امكانات انقاذه. واغلقت اغلبية المتاجر مبكرا الثلاثاء والاربعاء غير انها عملت كالعادة مساء الخميس. وفي مدن اخرى سارع السكان بالنزول الى الشوارع للتنظيف في استجابة الى دعوات عبر فايسبوك وتويتر.

في مانشستر تجمع المئات حاملين المكانس والرفوش في الساحة الرئيسية صباح الاربعاء وبعضهم رسم على وجهه قلبا احمر وعبارة quot;احب مانشسترquot;. وقالت غريس المستشارة البلدية (26 عاما) التي اتت للمساعدة quot;مع جميع الناس الذي بدأوا التنظيف، ستصبح مانشستر اكثر مدن انكلترا نظافةquot;.