بغداد: دعا نائب عراقي الكويت الاحد الى quot;فهمquot; التهديدات التي وجهتها اليها جماعة شيعية متمردة، مؤكدا ان حكومة بلاده عاجزة عن منع جماعات مسلحة من استهداف ميناء تبنيه الكويت في اقصى شمال غرب الخليج.
وقال النائب كاظم الشمري لوكالة الأنباء الفرنسية ن quot;الحكومة العراقية لم تفرض سيادتها على كامل الاراضي، وهناك فصائل مسلحة تقاوم الحكومة والاحتلال وقد هددت بتنفيذ عمل عسكري اذا ما استمرت الكويت ببناء ميناء مباركquot;.
واضاف quot;يفترض ان تفهم الكويت هذه التهديداتquot; الصادرة عن جماعة quot;كبدت الجيش الاميركي خسائر كبيرة في العراقquot;. وتابع quot;اذا ما اقدمت هذه الكتائب على عمليات عسكرية ضد الكويت، فان المسؤولين الكويتيين سيسالون عن الجهة المنفذة والجواب سيكون ان الحكومة (العراقية) لا تمارس كامل السيادة على اراضيهاquot;.
هذا ونقلت صحيفة كويتية عن مصدر امني الاحد ان الكويت عززت اجراءاتها الامنية حول ميناء مبارك. وقال المسؤول لصحيفة الانباء quot;صدرت اوامر لخفر السواحل وامن الحدود واجهزة وزارة الدفاع ممثلة في البحرية الكويتية بتعزيز انتشارها الامني في محيط جزيرتي وربة وبوبيانquot;.
وقال المصدر ان التعليمات تتضمن زيادة الانتشار الامني وتكثيف الدوريات البحرية والبرية وquot;التعامل الفوري وبحزم مع اي هدف يحاول اختراق الحدود الاقليمية وتشغيل كامل منظومة المراقبة الحراريةquot;.
وكانت الكويت وضعت في نيسان/ابريل حجر الاساس لبناء ميناء quot;مبارك الكبيرquot; في جزيرة بوبيان التي تقع في اقصى شمال غرب الخليج، في وقت يرى خبراء عراقيون ان بناء الميناء سيؤدي الى quot;خنقquot; المنفذ البحري الوحيد للعراق.
ودعت كتائب quot;حزب اللهquot; العراقية في 17 حزيران/يونيو الشركات العاملة في المشروع بقيادة الكورية الجنوبية هونداي الى quot;التوقف عن العملquot;، مهددة باستهداف الميناء، بينما طلب العراق تعليق المشروع ريثما يتاكد من انه لا ينتهك حقوقه.
وكان وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله أعلن الاحد الفائت عزم الكويت على المضي قدما في مشروع بناء ميناء مبارك في شمال الخليج رغم تهديدات متمردين شيعة عراقيين واحتجاجات بغداد. وصرح خالد الجار الله ان quot;التهديدات لا تخيفنا والمشروع يمضي قدما كما هو مقررquot;.
ورد المسؤول الكويتي بذلك على تهديدات كتائب حزب الله العراقية واكد بعد طرح المشروع على بعثات دبلوماسية معتمدة في الكويت ان تلك التهديدات غير مناسبة وغير مسؤولة ودعا السلطات العراقية الى التحرك للتصدي لها.
ونفى الجار الله اي انعكاسات سلبية على حركة الملاحة في شمال الخليج مؤكدا بالعكس انه سيخدم اقتصاد البلدين. واكد انه تم اطلاع وفد تقني عراقي على تفاصيل المشروع وان وفدا اخر سيصل الى الكويت لمزيد من التوضيحات.
ويتوقع ان يتم انجاز المشروع الذي بدا في ايار/مايو ويقدر بنحو 1.1 مليار دولار، في جزيرة بوبيان في 2016. ويرى العراق ان موقع الميناء يعيق وصوله الى البحر بينما يشكل الخليج منفذه الوحيد على البحر ومصب نفطه الاساسي.
وشهدت العلاقات بين العراق والكويت التي كانت بوابة لعبور القوات الاميركية الى العراق عام 2003، تحسنا ملموسا في السنوات القليلة الماضية اذ بدا وكانها تتجاوز تداعيات الاجتياح العراقي للكويت ايام نظام صدام حسين عام 1990.
ولا يزال يتحتم على العراق الاعتراف رسميا بحدود الكويت البرية والبحرية. ويحتج العراق بصورة خاصة على ترسيم الحدود الذي اجراه مجلس الامن الدولي عام 1993 بموجب القرار 883. وهو يبدي استعداده للاعتراف بحدود الكويت البرية، الا انه يطالب بتوسيع منفذه البحري على الخليج.
التعليقات