يكشف غورباتشوف بعض الأسرار في الذكرى الـ 20 لانقلاب 1991 الشيوعي الفاشل الذي أسرع بحل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وانهيار الاتحاد السوفياتي.

يلتسين يقود المقاومة ضد انقلاب الشيوعيين في 1991

لندن: رفع ميخائيل غورباتشوف، آخر الرؤساء السوفيات، النقاب لأول مرة عن أنه تلقى تحذيرا في 1991 من نظيره الأميركي وقتها جورج بوش الأب من أن العناصر الشيوعية المتشددة تخطط لانقلاب عسكري بغرض إطاحته في غضون أسابيع.

وقال الرئيس السابق إنه، لسوء الحظ، تجاهل ذلك التحذير، لكن التاريخ أثبت خطأه بالطبع إذ كانت محاولة الانقلاب في اغسطس / اب من ذلك العام واحدة من أبرز الأحداث التي عجلت بحل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومن ثم إسدال ستار الختام على الامبراطورية السوفياتية نفسها.

جاء هذا في حوار مطوّل مع غورباتشوف (80 عاما) بمناسبة مرور 20 عاما على المحاولة الانقلابية الفاشلة التي أطاحته فعلا ولو مؤقتا. وقال إنه كان يعتقد أن أي محاولة من جانب الشيوعيين المتشددين laquo;لإرجاع ساعة الإصلاحات الى الوراء تجعل منهم مجرد معتوهينraquo;.

ويمضي غورباتشوف قائلا في الحوار الذي تناولت صحيفة laquo;ديلي ميلraquo; البريطانية مقتطفات منه: laquo;للأسف فق

غورباتشوف وبوش الأب صارا صديقين شخصيين بعد السلطة
د كانوا معتوهين فعلا إذ حاولوا عزلي والسيطرة على مبنى برلمان الدوماraquo;. ويذكر أن هؤلاء تمكنوا، بقيادة نائبه غينادي ياناييف ومدير جهاز laquo;كيه جي بيraquo; فلاديمير كريشكوف، من إطاحته لثلاثة أيام (من 19 إلى 21 أغسطس) عندما كان يتمتع بعطلة في منتجعه الرئاسي على شاطئ البحر الأسود.

ويقر غورباتشوف ndash; مهندس laquo;الغلاسنوستraquo; (الانفتاح) والبيريسترويكا (إعادة البناء) - بالقول: laquo;قراري التوجه في عطلة الى البحر الأسود كان خطأ بيّناraquo;. وما لا شك فيه هو أن الرئيس السوفياتي السابق كان يشير ضمنا هنا الى أن المنتصر الحقيقي بعد دحر الانقلابيين كان بوريس يلتسين، خصمه اللدود الذي خطف الأضواء بصعوده على ظهر دبابة تابعة لقوات الانقلابيين بغرض منعها من وصولها الى برلمان الدوما والكرملين. ويذكر أن هذا الأخير تولى مقاليد السلطة مع انهيار الاتحاد السوفياتي في غضون أربعة أشهر من ذلك الانقلاب وصار أول رئيس لروسيا غير الشيوعية.

ويقول غورباتشوف النادم على صعود نجم يلتسين على ذلك النحو: laquo;كان عليَّ إرساله كسفير لروسيا الى إحدى laquo;جمهوريات الموزraquo; حيث يستمتع بالهدوء والشمس ويدخّن النرجيلة كما شاءraquo;. ويكيل الرئيس السوفياتي السابق الثناء على جورج بوش الأب بسبب ما وصفه بـlaquo; دعمه المتواصلraquo;.

ويقول غورباتشوف أيضا إته حاول وقف التيارات الساعية الى الاستقلال في أوكرانيا وجمهوريات البلطيق الثلاث (استونيا وليتوانيا ولاتفيا) لأنه كان يخشى عليها من نوع الانهيار الذي يمكن أن يحدث فيها بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي.