صنعاء: تشكل المعارضة اليمنية الأربعاء مجلسًا وطنيًا يضم كل الأطراف المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح غداة إعلانه المفاجئ عن عودته قريبًا من الرياض، حيث نقل للعلاج إثر اعتداء مطلع حزيران/يونيو.
وقال سلطان العتواني عضو اللقاء المشترك وزعيم الحزب الوحدوي الناصري لوكالة فرانس برس ان quot;المجلس الوطني سيقود قوى الثورة المصممة على المقاومة حتى رحيل علي عبد الله صالحquot;.
ويفترض ان يضم هذا المجلس المدعو الى تنسيق الاحتجاج واعداد برنامج للتوصل الى اسقاط النظام، احزاب اللقاء المشترك ومن بينها حزب الاصلاح الاسلامي، والشبان المتظاهرين في شوارع اليمن وممثلي المجتمع المدني واعضاء الحراك الجنوبي والمتمردين الشيعة في الشمال وشخصيات مستقلة.
وحذر الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي الحاكم طارق الشامي من انه quot;بإنشاء هذا المجلس توقع المعارضة شهادة وفاة المبادرة الخليجيةquot; في اشارة الى خطة للخروج من الازمة وضعتها الدول الخليجية بالتشاور مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
واضاف الشامي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عن خطر اندلاع حرب اهلية ان معدّي المشروع quot;يبرهنون على انهم لا يؤيدون حلا سلميا ويدعون الى مؤامرة ضد النظام الشرعيquot;. وتابع quot;لن نسمح بجرنا الى العنفquot;. وتقضي المبادرة الخليجية بان تشكل المعارضة حكومة مصالحة، وان يستقيل صالح بعد شهر من ذلك، ثم تنظيم انتخابات رئاسية خلال ستين يومًا.
ورفض الرئيس اليمني الذي يواجه حركة احتجاج في الشارع تطالب منذ كانون الثاني/يناير برحيله، توقيع هذه الخطة على الرغم من ضغوط اقليمية ودولية كبيرة. وكان نائب وزير الاعلام عبده الجندي رأى بعد الاعلان عن عزم المعارضة تشكيل مجلس انتقالي ان هذه الخطوة quot;انقلاب على الشرعية الدستورية وتغليب لارادة هذه الاحزاب على ارادة الشعب التي عبر عنها في صناديق الاقتراعquot;.
وقال ان quot;هذا المجلس إما انه سيولد ميتا كسابقاته او انه سيكون دعوة إلى حرب (...) وهذه الخطوة من قبل المشترك تعني الغاء لثورتي سبتمبر واكتوبر وما تحقق في 22 مايو وتمردًا على كل المؤسسات الدستورية وتطاولاً على القوات المسلحة والشعبquot;. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح هاجم الثلاثاء خصومه واعلن عن عودته قريبًا الى صنعاء.
وتوجه صالح الى انصاره في خطاب نقله التلفزيون العام من الرياض، حيث يمضي فترة نقاهة بعد العلاج، الذي خضع له اثر اصابته في هجوم على القصر الرئاسي في الثالث من حزيران/يونيو.
وظهر الرئيس اليمني الثلاثاء بصحة جيدة متحدثا بنبرة تحد وحزم. واتهم المعارضة بأنها quot;سرقتquot; شعارات الشباب المتظاهرين الذين يشاركون في الاحتجاجات ضد نظامه، قائلاً انهم مجموعة من quot;السلفيين، القاعدة، طالبانquot;.
ووصف المعارضة التي ستجتمع اليوم في صنعاء بأنها quot;قلة قليلة طرحت شعارات ثورة الشباب .. من اصحاب المصالح الضيقة وعديمي التفكيرquot;.
واضاف انه لن يسلم السلطة quot;للانتهازيين، وتجار الحروب، والمتاجرين بالأرض، والمغفرين للنفط، اصحاب الأمراض المزمنةquot; الذين قال انهم quot;سرقوا ثورة الشبابquot; والثورة عندهم هي quot;منع البترول والكهرباء عن المواطنينquot;. واغتنم الرئيس اليمني فرصة خطابه ليعلن عن عودته قريبا الى البلاد قائلا quot;الى اللقاء في صنعاء قريباquot;.
التعليقات