رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر

رفض زعيم التيار الصدري في العراق رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر استخدام الأراضي العراقية منطلقاً للاعتداء على دول الجوار أو المنطقة، وخاصة الكويت، ودعا حكومة هذا البلد إلى وقف العمل بمشروع ميناء مبارك في حال إضراره بمصالح العراق والتعامل مع بغداد وحكومتها كأنها صديق وليس مثل صدام أو الاحتلال.

واكد الصدر في اجابة على سؤال لأحد انصاره حول تهديد مجموعات مسلحة بضرب كل من يعمل في الشركات الكويتية في جنوب العراق وعن القصف الذي تتعرض له المناطق الحدودية العراقية الشمالية أنه لا يجوز استعمال الأراضي العراقية المقدسة للاعتداء على أي من دول الجوار مطلقاً ولا غيرها من الدول الصديقة.

وقال موجّهًا السؤال الى الصدر quot;ان هناك من يدّعي مقاومة الاحتلال، ويسمّيه الشيطان الأكبر، ثم يعطي الشرعية لهذا الاحتلال، حيث إن ما يسمّى العصائب (عصائب الحق) والكتائب (كتائب ثورة العشرين) هددوا كل من يعمل مع الشركات الكويتية العاملة في جنوب العراق، وهذا قد يؤدي الى ضغوط من دول الخليج لبقاء القوات الأميركية في العراق حفاظًا على مصالحها في العراق، وهناك بعض دول الجوار تقصف مناطق شمالنا الجبيب (في اشارة الى ايران وتركيا) بذريعة مكافحة الإرهاب، وهو ماقد يبرر لحكومة الاقليم والحكومة المركزية بالطلب من الاميركيين ابقاء بعض قواتهم بذريعة الحفاظ على سيادة العراق .. فما هو رأيكم؟quot;.

وقد اجاب الصدر على هذا السؤال بقوله:

بسمه تعالى

الأمر الأول: لايجوز استعمال الاراضي العراقية للاعتداء على أي من دول الجوار مطلقاً ولا غيرها من الدول الصديقة.

الأمر الثاني: بناء الميناء إن كان مُضرّاً بالمصالح العراقية فعلى الجهات المختصة العمل لعدم إكمال هذا المشروع أو الوصول إلى حلول لمصلحة العراق.

الأمر الثالث: أوجّه كلامي الى الحكومة الكويتية والشعب الكويتي، وذلك بأن يتعامل مع العراق وحكومته كأنه صديق، فهو ليس صدام ولا احتلال، بل جار يريد العيش بسلام، ولا داعي للقيام بما يزيد التشنج بين البلدين الجارين.

يأتي كلام الصدر اثر تهديدات لمجموعات مسلحة عراقية أخيرًا للكويت بضربها للكويت بصواريخ ارض ارض، اذا استمرت في مشروعها لبناء ميناء مبارك في مياه الخليج العربي.

اثر ذلك، فرضت السلطات الكويتية إجراءات أمنية وقائية مشددة حول موقع ميناء مبارك في جزيرة بوبيان بعد تعرضها لتهديدات هذه الجماعات العراقية المسلحة على خلفية تنفيذ المشروع.

وكان رئيس التحالف العراقي الشيعي الحاكم إبراهيم الجعفري قد دعا امس العراق والكويت الى الالتزام بثقافة الحوار والابتعاد عن الصرخات الاعلامية، مؤكدا ضرورة البدء في حوار سياسي صريح ومباشر بين البلدين حول مشكلة ميناء مبارك الكويتي.

وقال الجعفري إن التصرفات يجب ان تكون محسوبة بشكل دقيق من الكويت تجاه العراق، ومن العراق تجاه الكويت، داعيًا إلى إشاعة ثقافة الحب والتعايش بين البلدين quot;لأننا أصبحنا دولتيّن متجاورتين، وواقع العراق شمال الكويت والكويت جنوب العراق هو واقع جغرافي، ولا نستطيع أن نغيره بقرار.

وأوضح في تصريح صحافي تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه أن الحقوق معروفة ومرسومة دوليًا والحكومات لها حقوق وعليها مسؤوليات أن ترعى حقوق الدول المجاورة، لذلك يجب أن تأخذ هذه المسألة حصة كافية من الحوار في الغرف السياسية، ويجري حوار صريح ومباشر مع دولة الكويت قبل أن تندلع الصرخات الإعلامية، التي ليس فقط لا تحل المشكلة، فهي قد تشنج الأجواء كذلكquot;.

واشار الجعفري الى أن الكويت سبق وأن عانت تجاوزات النظام العراقي السابق على حقوقها وسيادتها وأموالها، وعندما غزا صدام حسين (الرئيس العراقي السابق) الكويت ما وجد ثقافة الغزو تسمح بذلك والشعب العراقي انتفض وقدّم 350 ألف شهيد خلال وجود القوات أو عقب اندحار قوات صدام من الكويت، لأن الشعب العراقي لم تكن لديه ثقافة الاحتلال، وعندما يكون الحاكم معتديًا سيختنق ويتراجع مثلما سقط صدام حسين.

وشدد على أن الثقافة قد تًجذّر وتؤدلج العداء إذا أصبحت ثقافة مضادة quot;لذلك نصيحتي للدولتين معًا وأنا من العراق وإخواني من الكويت يجب أن يحافظوا على هذه الثقافة ثقافة التعايش وعدم الإقدام على أي خطوة من شأنها أن توجد ثقافة مجتمعية ليست من مصلحة الجميعquot;.

تأتي دعوة الجعفري هذه في وقت تشهد الكويت منذ ثلاثة ايام اجتماعات عراقية كويتية لبحث ملف ميناء مبارك وتاثيراته على الملاحة العراقية. وقامت الكويت بتحشيد قواتها قرب جزيرة بوبيان التي من المؤمل إنشاء ميناء مبارك عليها تخوفاً من هجوم بعض الجماعات المتطرفة في العراق حسب ما اكد سفيرها في العراق علي المؤمن في تصريحات صحافية سابقة.

بدوره قال المستشار في الحكومة العراقية سلام القريشي إن quot;نتائج الاجتماعات ستقدم بشكل تقرير مفصل إلى مجلس الوزراء، ولن تطرح في وسائل الإعلام خوفاً من تصعيد الموقف مع الكويت quot;. وأوضح أن quot;مجلس الوزراء سيعمل على تعزيز قنوات التفاهم والحوار مع الكويت، وفي حال عجز سيطرح الملف امام الامم المتحدة لتتخذ القرار المناسبquot;.

وهدد رئيس الوزراء نوري المالكي خلال الاسبوع الماضي الكويت باللجوء إلى الأمم المتحدة في حال أكتشفت اللجنة الفنية وجود أضرار اقتصادية وملاحية على العراق من جراء موقع ميناء مبارك الكويتي.

ويرى خبراء عراقيون ان الميناء سيجعل الساحل الكويتي يمتد على مسافة 500 كلم، بينما سينحصر الساحل العراقي في مساحة 50 كلم، محذرين من ان المشروع قد يتسبب بازمة سياسية جديدة بين البلدين الجارين على اعتبار انه سيؤدي الى quot;خنقquot; المنفذ البحري الوحيد للعراق.

وشكل العراق لجنة طوارئ وزارية لزيارة الكويت لإنهاء مشكلة الميناء المحاذي للممر المائي العراقي في الخليج العربي. وقررت السلطات الكويتية أخيرًا بناء ميناء مبارك الكبير بالقرب من ميناء خور عبد الله في البصرة في جنوب العراق.

ومن شأن اعتراض العراق على بناء الميناء الكويتي إعادة التوتر بين الجانبين، بعدما تحسنت العلاقات نسبيًا خلال الفترة الماضية.

وتوجد في محافظة البصرة (550 كم جنوب بغداد) والتي تعدّ المنفذ البحري الوحيد للعراق، خمسة موانئ تجارية، وميناءان نفطيان.وكان العراق أعلن عن عزمه بناء ميناء الفاو الكبير منذ عام 2005 حيث وضع حجر الأساس له في نيسان (ابريل) عام 2010 قبل عام من إعلان الكويت بناء ميناء مبارك، إلا انه لم يشرع في عملية التنفيذ حتى الآن.

وتبلغ تكلفة المشروع نحو 4.6 مليار يورو، وتقدر طاقة الميناء الاستيعابية المخطط لها 99 مليون طن سنوياً ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على منطقة الخليج العربي.