معمر القذافي يصافح عبد العزيز المراكشي
القذافي ولّى وليبيا حرّة

يرى المراقبون أن المتضرر الأكبر من سقوط نظام معمّر القذافي في ليبيا هي الأنظمة المتوازية أو المشابهة لهذا النظام مثل جبهة quot;البوليساريوquot; التي كانت تتلقى الدعم المادي والعسكري والدبلوماسي من القذافي.


الدار البيضاء: ما إن بدأت تلوح في سماء ليبيا بشائر سقوط نظام معمّر القذافي، حتى توالت تعليقات المراقبين حول الجهات الأكثر تضرراً مما يحدث.

وأشار المراقبون إلى أن جبهة البوليساريو ستكون ضمن لائحة المتضررين من هذا السقوط،مع التوقعاتأن تزيد عزلتها، بعدما قلب الثوار الطاولة على القذافي.

وقال البشير الدخيل، أحد المؤسسين السابقين للبوليساريو، إن quot;هذا الانهيار سيكون درسًا كبيرًا للوطن العربي، بصفة عامةquot;، مبرزاً أن quot;المتضرر الأكبر من هذا السقوط هي الأنظمة المتوازية أو المشابهة لنظام القذافي، ويتعلق الأمر، على سبيل المثال، بجبهة البوليساريو، التي يوجد على رأسها عبد العزيز المراكشي، الذي يعد أقدم واحد على رأس هذا النظامquot;.

وأوضح البشير الدخيل، في تصريح لـ quot;إيلافquot; أن quot;المخيمات يقع فيها الشيء نفسهquot;، مؤكدًا أن الإطاحة بنظام القذافي له الأثر المباشر على الجبهة والجزائرquot;. وأضاف المؤسس السابق للبوليساريو، الذي يعيش حاليًا في المغرب، quot;البوليساريو سيتأثر، لكنني لا أظن أنه قادر على أن يتعلم الدرسquot;.

وحول احتمال وقوع quot;انتفاضةquot; في تيندوف، قال البشير الدخيل إن quot;الوضع في تيندوف لا يمكن أن يؤثر مباشرة على النظام، لأن هناك أقلية فقيرة يحكمها نظام عسكري تقف خلفه الجزائرquot;، مشيرا إلى أنه quot;مهما كان نوع الانتفاضة، إلا أنه لا يمكن أن يكون لها تأثيرquot;.

وكان موقع quot;بوليساريو كونفيدونسيالquot;، المهتم برصد تطورات ملف الصحراء وتأثيراته على دول الجوار، كشف أن قرابة مائة من المحاربين المحسوبين على البوليساريو، الذين قاتلوا إلى جانب كتائب العقيد القذافي في ليبيا، عادوا، الجمعة الماضي، برًا إلى صحراء تندوف.

وأكد أن السلطات العسكرية الجزائرية سهلت عملية عبور المرتزقة الذين قضوا زهاء الشهرين في خدمة كتائب القذافي، مقابل ما لايقل عن 500 دولار يوميًا كأتعاب خدمة. وكانت أولى الأسلحة التي وصلت إلى قياديي البوليساريو التي صوبوها ضد المغاربة آتية من ليبيا، كما احتضن نظام القذافي الجبهة داعماً إياها مادياً وعسكرياً وديبلوماسياً.

يذكر أن المغرب وجبهة البوليساريو يجريان مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة في ضاحية مانهاست الأميركية منذ حزيران (يونيو) 2007.

وكان من يسمّى بوزير الدفاع في جبهة البوليساريو، محمد لمين البوهالي، هدد، أخيرًا، بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، حيث صرح بأن quot;جيش البوليساريو في كامل الجاهزية، ويمتلك تجربة غنية تؤهله لمواجهة أي طارئ في المنطقةquot;، وذلك بفعل quot;تأهيله تقنيًا وعسكريًا وزيادة ميزانيته والتحاق أعداد كبيرة من الشباب بهquot;، على حد قوله.

تأتي التهديدات الجديدة للبوليساريو بحمل السلاح من جديد في وجه الجيش المغربي، بعد فشل الجولة الثامنة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو، وذلك في أفق تدشين المفاوضات الرسمية الخامسة بين الأطراف المتنازعة حول قضية الصحراء.