طرابلس: بعد أربعة ايام من الحصار لا يزال نحو ثلاثين صحافيا اجنبيا بينهم مراسل لوكالة فرانس برس ينتظرون الاربعاء التمكن من مغادرة الفندق الواقع على بعد كيلومتر واحد من مقر الزعيم الليبي الذي سيطر عليه الثوار في طرابلس الثلاثاء.

واختفى العدد الاكبر من الجنود المسلحين الذين كانوا يحرسون الصحافيين في فندق ريكسوس بعد السيطرة على مقر القذافي، تاركين وراءهم بعض الجنود بلباس مدني ومسلحين باسلحة رشاشة. وينزل الصحافيون في الطابق الاول من الفندق وهم يرتدون سترات واقية من الرصاص وخوذا. وعاد التيار الكهربائي الى الفندق، لكن المياه لا تزال مقطوعة. وما زال الاتصال عبر الهاتف المحمول صعبا.

ويؤكد الصحافيون انهم منقطعون عن العالم ولا يعلمون ماذا ينتظرهم، فاما ان يسيطر الثوار على الفندق الذي ينزلون فيه من دون مقاومة، او انه سيشهد معارك. وعلق الصحافيون لافتات كتبوا عليها عبارات تدل على عملهم الصحافي وتطلب عدم اطلاق النار عليهم.

وصباح الاربعاء غامر بعض الصحافيين بالخروج وبعد ان ابتعدوا بضعة امتار عن الفندق اندلعت مواجهات مسلحة وامرهم احد المسلحين بالعودة، قائلا quot;يجب الانتظار. اما ان ياتي الثوار او الجنودquot; الموالون للنظام. كما يؤكد الصحافيون انهم يخشون القناصة.

ودعت منظمة مراسلون بلا حدود الاربعاء quot;الاطرافquot; في ليبيا الى quot;توفير الامن للصحافيين الذين يغطون الاحداث في البلادquot; خصوصا الموجودين منهم في فندق ريكسوس والذين قالت ان عددهم 37. واعتبرت المنظمة انهم quot;محتجزون رهائنquot;.

وتحدث مراسل بي بي بي ماثيو برايس عن وضع quot;يائسquot;. وقال quot;الوضع تدهور كثيرا خلال الليل عندما ادركنا اننا لسنا احرارا في مغادرة الفندقquot;. وقال quot;هناك مسلحون في الممرات. اعتقد ان هناك قناصة على سطح الفندق وحركتنا محدودة جداquot;.

واضاف ان quot;الصحافيين متوترون جدا. لقد وجه مسلح رشاشه الى مصور في تلفزيون آي تي ان (البريطاني). انه الان بخير وانتهى الامر على خيرquot;. وقال quot;يصعب علينا حقا ان نعرف كيف سنخرج من هناquot;. وسمع اطلاق نار متقطع في الفندق. وخلال الايام الاخيرة، دخل المسلحون الذين تزداد اعدادهم، الى الفندق للتزود بالمؤن او لتفقد الفندق.

وحرم الصحافيون طوال ليلتين من الماء والكهرباء مع تناقص الطعام. الا ان المودة بدات تنشا بين المراسلين الذين يحاولون الحفاظ على روح معنوية مرتفعة. وغادر الموظفون الفدق كما غادر الموظفون الحكوميون الذين كانوا يتخذون من الفندق مقرا من عدة اشهر. وقد حصل الصحافيون على تصريح من المنظمة الدولية للهجرة بغية ترحيل مرتقب عبر البحر.