رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين

اتهمت المعارضة الإيرانية quot;فئةquot; من موظفي وزارة الخارجية الأميركية بمنع رفع الولايات المتحدة لاسم منظمة مجاهدي خلق المعارضة من قائمة الإرهاب، وقالت إن هذه الفئة تحاول الاتصال ببعض أجنحة النظام الإيراني في الداخل، مؤكدة أن شطب اسم المنظمة من قائمة الإرهاب هو خطوة تحتاجها الولايات المتحدة ومؤشر لتصحيح المسار السياسي الخاطئ لها في المنطقة وفي ما يتعلق بإيران بشكل خاص.


قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية محمد محدثين في حديث مع quot;إيلافquot; اليوم الجمعة ان quot;هناك فئة صغيرة في الخارجية الأميركية تقف وراء ارتكاب اخطاء فادحة فهي تجد نفسها مرتبطة بالتزامات حمقاء مع النظام الحاكم في إيران، وهي التي كانت تقف وراء هذه التسمية منذ البدايةquot;.

وعبّر عن الاسف لأن السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية، ورغمكل التناقضات والتقاطعات التي تعيشها مع النظام الإيراني، فإنها تعلق الآمال على اقامة العلاقة مع النظام ومتشوقة للاتصال مع بعض اجنحته في الداخل .

واشار الى ان الولايات المتحدة تقف حاليًا امام مفترق طريق، فهي اما ان تعمل وفقا للقانون وتتخذ منهجًا صحيحًا، وهو ما يدعو إليه الكونغرس الأميركي والنخبة السياسية في هذا البلد بشطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب وتوفير الحماية والأمن لسكان معسكر أشرف في العراق أو الاستمرار بالتخاذل امام النظام الإيراني.

وعن تأثير الربيع العربي على الاوضاع في ايران، قال القيادي الايراني المعارض ان هذا الربيع اصاب السلطات الايراني بقلق كبير نظرًا إلى انهيار جبهته الاقلمية والدولية .. وفي ما يلي اسئلة quot;إيلافquot; واجابات محدثين عنها:

** متى تتوقعون صدور قرار الإدارة الاميركية برفع اسم منطمة مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب؟
ان ادراج اسم منظمة مجاهدي خلق في قائمة الإرهاب كان هدية إلى النظام الإيراني، وكانت حصيلة سياسة المسايرة والمهادنة المنتهجة حيال الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. فلذلك هذه التسمية كانت تفتقر اية شرعية منذ يومها الأول، لكنها وبعد قرار المحكمة الصادر في تموز/ يوليو 2010 [ اي محكمة استئناف واشنطن] وحتى الآن فإن الاستمرار بهذه التسمية يعدّ خرقًا للقانون الأميركي من جهة وخرقًا لكل الموازين السياسية القويمة والأخلاقية.

فبالتأكيد ان الأمر لا يتوقف عند القرار الصادر من المحكمة فحسب، بل انه يعد إجماعًا متزايدًا في مختلف الاوساط الأميركية بامتيا،ز وهي الاوساط التي تؤكد أن اسم مجاهدي خلق يجب ان لا يدرج اساسًا في مثل هذه القائمة، وامّا الآن فيجب شطب اسمها فورًا من القائمة. وهذا ما يتم التأكيد عليه سواء على مستوى الكونغرس الأميركي او من قبل شخصيات محورية وقيادية في الحزيبين الديمقراطي والجمهوري، فمثل هذه القناعة موجودة.

مع الأسف ان السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية ورغمكل التناقضات والتقاطعات التي تعيشها مع النظام الإيراني فانها باتت معلقة الآمال على اقامة العلاقة مع النظام ومتشوقة للاتصال مع بعض اجنحة النظام الداخلية، مما يمنعها من انتهاج سياسة قويمة وصحيحة تجاه النظام بصورة عامة وحيال مجاهدي خلق بشكل خاص، لأن النظام كان ناجحًا تمامًا لإفهام الجانب الأميركي بأن مجاهدي خلق من وجهة نظر النظام تعد خطًا أحمر، وان المؤشر لحسن نوايا أميركا تجاه النظام من منظر الأخير هو الاستمرار في إدراج اسم منظمة مجاهدي خلق في قائمة الإرهاب وعدم قيام الولايات المتحدة الأميركية بواجبها حيال مجاهدي أشرف.

انها هي اللعبة التي لعبها النظام الإيراني منذ 14 عامًا، اي منذ 1997 حتى الآن مع الإدارة الأميركية. ان الولايات المتحدة الأميركية تقف حاليًا امام مفترق طريق، وهو اما ان تعمل وفقا للقانون وتتخذ منهجًا صحيحًا، وهو ما يدعو إليه الكونغرس الأميركي والنخبة السياسية في هذا البلد، وهو شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب وتوفير الحماية والأمن لسكان أشرف أو الاستمرار بالتخاذل والمهادنة حيال النظام الإيراني.

ومن الضروري التأكيد على نقطة مهمة، وهي ان الأمر نفسه بقدر تعلقه بمجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية فإن مسألة قائمة الإرهاب هي مسألة تعود إلى الماضي لان اليوم في العالم بشكل عام وفي الولايات المتحدة بشكل خاص يعرف القاصي والداني أن هذه التسمية لا تحمل ادنى مصداقية فإن هذه القائمة والتسمية لهما رسالة واحدة، الا وهي اهمية منظمة مجاهدي خلق والمكانة التي تحتلها خاصة بالنسبة إلى النظام الإيراني ومدى تخوف النظام من مجاهدي خلق الإيرانية.

حيث ينظر النظام في مسألة مجاهدي خلق الإيرانية، مسألة الموت والحياة بالنسبة إليه، هذا هو المنطلق الذي ينطلق منه النظام، وانه مستعد ان يفعل المستحيل حتى يُبقي الضغوط والتحجيم على المنظمة وذلك بثمن باهظ جدًا، ومنه تقديم ثروات الشعب الإيراني مجانًا إلى أطراف اجنبية كي يشتري مثل هذه الضغوط على المنظمة، وانتم تتذكرون عام 2008 عندما الحكومة البريطانية اضطرت الى شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الارهاب التابعة لها، على خلفية قرارات المحكمة البريطانية، فإن الصحافة ومنها صحيفة rdquo;وال استريت جورنالrdquo; كتبت بأن الدبلوماسين الذين يتفاوضون مع النظام الإيراني حول الملف النووي وسائر الملفات، فان جميع هولاء الدبلوماسيين متفقون على أن النظام يذكروهم دومًا بأن قمع مجاهدي خلق وادراجهم ضمن قائمة الإرهاب يتصدر اسبقيات النظام في الدول الغربية.

فلذلك اريد ان اوجز كلامي بهذا الاستنتاج: ان الشرفاء الاميركيين يقفون معنا، الكونغرس الاميركي معنا. ان الساسة المحنكين والبارزين الذين يعرفون المصالح الأميركية لأمد بعيد يقفون معنا وان جميعهم يعارضون هذه التسمية، وطبعًا هناك فئة صغيرة في الخارجية الأميركيةتقف وراء ارتكاب اخطاء فادحة، فإن هذه الفئة تجد نفسها مرتبطة بالتزامات حمقاء وهوجاء مع النظام الحاكم في إيران.

فهذه الفئة هي التي كانت تقف وراء هذه التسمية من البداية والاستمرار بها، عدا ذلك لا يمكن لأي انسان ذي شعور ان يجهل الاضرار التي تترتب على مثل هذه التسمية بالنسبة إلى الشعب الإيراني ولشعوب المنطقة ولمصالح الولايات المتحدة الأميركية نفسها.

** ماهي المؤشرات الصادرة من واشنطن عن قرب هذا الاجراء وما هي الجهود التي بذلتموها لتحقيق هذا الهدف؟
* هناك ثلاثة عوامل ساهمت في توسيع نطاق حملتنا الخاصة بشطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب:
العامل الاول: ان النظام الإيراني هو نظام ظلامي يعود إلى العصور الوسطى لا يمكن التعايش معه في القرن الحادي وعشرين، وهو نظام وضعت لبنة اساسه على انتهاك القوانين والتوسعية وتصدير الارهاب والتطرف الديني.

العامل الثاني: ان التجربة اثبتت ان الحل الوحيد السياسي والثقافي والاجتماعي لمشكلة النظام الإيراني هو المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق. حيث اي اميركي منصف يطلع على الحقائق الخاصة بالشأن الإيراني قد ادرك واستوعب ذلك.

اما العامل الثالث: ابعد من قضية إيران نفسها، ان السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة يكمن في تغيير النظام الحالي في إيران واقامة الديمقراطية في إيران، سيما وان منظمة مجاهدي خلق لا تقدم حلاً لمسألة إيران فحسب، بل انها تقدم حلا لمعالجة التطرف الديني الذي قام نظام الملالي باستخدامه في تأزيم المنطقة كلها وبات يهدد ثورات الشعوب العربية، اي هم يقدمون الإسلام الديمقراطي ضد الإسلام المتطرف.. وهذه هي الحالة التي يشهد عليها عدد كبير من الخبراء الاقليميين في المنطقة بانها حالة مساعدة ومؤازرة للعالمين العربي والإسلامي، وحتى لا يقعان في مستنقع الإرهاب والتطرف.

واود ان اشير إلى المؤتمر الذي اقيم في الايام الماضية خلال شهر رمضان في باريس، حيث شارك فيه عدد كبير من اعضاء البرلمانات من الدول العربية وكذلك الشخصيات الدينية وكلهم كانوا متفقون على هذا الخطاب. ان العوامل الثلاثة المذكورة اعلاه ادت إلى ان خطاب المقاومة الإيرانية ومواقفها ndash; وهي المواقف التي كانت تكررها منذ ثلاثين عامًا-وان تجد آذانًا صاغية اكثر- على مستوي الولايات المتحدة الأميركي،ة كما اشرت اعلاه في الكونغرس الاميركي، واعضائه ومختلف اللجان التابعة له يبذلون قصارى جهدهم من اجل شطب اسم مجاهدي خلق من هذه القائمة. فانني بذلك استند إلى جلسة الاستماع للجنة الشؤون الخارجية في السابع من تموز/ يوليو.

وكمثال لما قلت في جلسة الاستماع التي حضرها فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في 27 تموز / يوليو 2011.واما الجانب الرابع والاهم من كل ذلك هو وجود اجماع في الاوساط الاميركية بان الاستمرار بوجود هذه التسمية الجائرة هو اداة في يد النظام الإيراني لقمع أشرف، وان هذا الجانب جرت مناقشته بصورة مستفيضة في الكونغرس.

وخلال الجلسة نفسها، وفي جلسة للجنة الفرعية التي يرأسها السيد روهرا باكر، قال ان رئيس المفوضية السامية للاجئين في الولايات المتحدة الأميركية اخبرني بكل صراحة في مكتبي بان الاستمرار في هذه التسمية يعد مانعًا جادًا في معالجة قضية أشرف. واضاف روهرا باكر رئيس اللجنة الفرعية للشرق الاوسط وآسيا الجنوبية في الكونغرس:

laquo;واما اذا اتخذ شخص ما قرار بعدم شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الارهاب ndash; مهما كان منصبه- فانه يريد ان يظهر التفاتة لدكتاتورية الملالي، فإنه بذلك يلعب مع حياة وارواح المدنيين العزل الذين تعرضوا للمجزرة في وقت سابق، وانني آمل عندما تعودون إلى الخارجية دعوا ان يعرفوا هولاء بانه اذا حدثت مجزرة جماعية مرة أخرى فانتم المسؤولون ولا غيركم، انتم تتحملون مسؤولية موت هولاء المدنيين العزل، لانكم لا تقومون باجراء بسيط، وهو الغاء تسميتهم من قائمة المنظمات الإرهابية ان هذا الإجراء هو عملية بسيطة وابسط من تجميد الأموال السورية في الولايات المتحدة الأميركية، فلذلك انه اجراء انتم تستطيعون القيام به وانجازهraquo;.

انني اؤكد هنا أنه اذا تعرض اشرف مرة أخرى لكارثة فإن الخارجية الأميركية ستتحمل المسؤولية فيها، لانكم وبكل سهولة ومن خلال تطبيق القانون والغاء هذه التسمية، تقضون على التمهيدات الخاصة بالقضاء على أشرف.
اضافة إلى الكونغرس الأميركي هناك العديد من الشخصيات السياسية البارزة، بينهم رؤساء اركان سابقين للجيش الأميركي، وكذلك اول المستشار الأمني للرئيس بوش، وزير العدل، وزير الامن الداخلي، وهم الرجال الذين يشكلون المدراء والأمناء لثلاث او اربع ادارات أميركية متتالية خلال الأعوام الأخيرة، ومن ادارة كلينتون، ادارة بوش وادارة اوباما الحالية، وحتى بعض من رؤساء إدارة بوش الأب في بداية التسعينات.

فلذلك هناك اجماع واتفاق في الآراء في الولايات المتحدة ومن الآن فصاعدًا، سواء ان قامت الخارجية الاميركية بواجبها ام استمرت بسياستها على غرار سياسة rdquo;ايران غيتrdquo; فان المقاومة الإيرانية تحظى بمكانة مختلفة تمامًا على المستوي الدولي وعلى مستوى الولايات المتحدة.

** ماذا سيترتب على نشاط مجاهدي خلق مستقبلاً بعد صدور القرار؟ وماذا سيعني ذلك من تأثير على النظام الإيراني؟ وعلى الحركة الجماهيرية المناهضة للملالي داخل ايران ايضا؟
* قبل اي كلام آخر يجب ان نؤكد ونقول إن المقاومة الإيرانية ومقاومة الشعب الإيراني والتي تقودها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل إيران وخارجها تتواصل نشاطها وتقدمها، لكنه من الطبيعي ان هذه التسمية كانت وما زالت عنصرًا في تشديد القمع والاعدامات، ومثلما انني شرحت الأمر في أشرف، فان النظام يستخدم هذه التسمية للإعدامات في داخل إيران ايضًا.

لكنه من الواضح أن الإدارة الأميركية اذا انهت العمل بسياستها الخاطئة، فإن مثل هذه الخطوة تحمل رسالة واضحة موجهة إلى النظام الإيراني، مفادها انه، اي النظام، لم يعد بامكانه بعد الآن الاعتماد على السياسة الأميركية الخاطئة المتخلفة. كما انها تحمل رسالة إلى الشعب الإيراني، مفادها بأن أميركا لا تقف ضد تطلعاته، فان لم تقف إلى جابنها لأن ابناء الشعب الإيراني حتى الذين لا يؤيدون مجاهدي خلق، فانهم ينظرون إلى هذه التسمية على انها علامة واضحة لانحياز الجانب الإميركي لنظام الملالي.

كما انها تحمل رسالة إلى المنطقة وإلى دول المنطقة بأن الإدارة الأميركية تقف مع التغيير في إيران، وانها لا تقف ضد الإسلام والمسلمين، بل العكس هو الصحيح،انها تقف إلى جانب الشعوب المسلمة انها تقف ضد دكتاتورية دينية تقوم بحملات الإبادة ضد مواطنيها تحت غطاء الإسلام.

**ما هو تأثير التطورات الاخيرة في المنطقة العربية على قضية الغاء تسمية الإرهاب عن مجاهدي خلق؟
* اليوم وبالنظر إلى الثورات في المنطقة العربية، وخاصة ما تشهده ليبيا وسوريا حاليًا- في ليبيا على وجه التحديد فان النظام الإيراني يحتاج اكثر من السابق أن يفرض القيود والمحددات والقمع على مجاهدي خلق، حتى يبقي المجال امامه مفتوحًا للتدخل في الانتفاضات التي تشهدها بلدان المنطقة.

بل اهم ذلك في الظروف التي يساور النظام قلقًا قويًا حول انهيار جبهته الاقليمية والدولية فانه يشعر بمزيد من الحماية كي يبقي معارضيه تحت القيود مكبلة، فلذلك فان الغاء هذه التسمية يعد حاجة للولايات المتحدة ان تشطب مجاهدي خلق من هذه القائمة، فبهذا الإجراء تجد موقفها ومكانها إلى جانب الشعب الإيراني والمعارضة الإيرانية بعدما كانت تقف إلى جانب النظام الحاكم في إيران طيلة 14 عامًا، وهي الحالة التي خلفت عن الولايات المتحدة سابقة سلبية وصورة قاتمة عنها لدي ابناء الشعب الإيراني، واريد اعلن اليوم بأن شطب اسم مجاهدي خلق من قائمة الإرهاب الأميركية قبل ان تكون حاجة لمجاهدي خلق، فإنها خطوة تحتاجها الولايات المتحدة ومؤشر لتصحيح المسار السياسي الخاطئ لها في المنطقة وفي ما يتعلق بإيران.

يذكر ان منظمة مجاهدي خلق كانت قد تأسست عام 1965 بهدف الاطاحة بنظام شاه ايران، وبعد الثورة الاسلامية عام 1979 عارضت النظام الجديد القائم في ايران، ثم قام الرئيس العراقي السابق صدام حسين باستقبال عناصرها وتسليحهم ودفعهم للقيام بعمليات مسلحة ضد الجيش الايراني خلال الحرب العراقية الايرانية، التي امتدت بين عامي 1980 و1988. وقد تم شطب المنظمة في اواخر كانون الثاني (يناير) من العام الماضي من لائحة الاتحاد الاوروبي للمنظمات الارهابية، حيث دانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار.