ما زال القذافي يتمتع في الشعبية بين الموالين له حتى بعد هزيمة نظامه أمام الثوار.


تتحدث بعض التقارير الغربية عن ما تصفه بالتأييد والإعجاب القوي الذي لا يزال يتمتع به القذافي على الرغم من سقوط نظامه في ليبيا، مشيرة إلى أن العديد من الليببين لا يزالون يضمرون مشاعر قوية وتقدير كبير للزعيم المخلوع رغم الفظائع التي ارتكبتها قواته خلال أشهر الثورة الطويلة والدامية التي شهدتها البلاد.

بعض الموالين للقذافي بعد أن وقعوا بيد الثوار

ووفقاً لصحيفة التايم quot;في سجن الخندق خارج طرابلس، يقبع نحو اربعين ليبي وأجنبي وراء باب حديدي مغلق على غرفة بحجم ملعب لكرة السلة. ويقول الثوار أن هؤلاء السجناء هم مجموعة متنوعة من القوات الموالية للقذافي والمرتزقة الأجانب. وبالرغم من أن معظمهم ينكرون أنهم حاربوا من أجل القائد المخلوع، إلا أنهم عبروا عن إعجابهم بشخصه وإنجازاتهquot;.

quot;القذافي أعطانا الحريةquot;، يقول وليد فتح الله، شاب في الـ 21 من العمر، جاء من مدينة سبها على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب طرابلس، والذي اتى برفقة ابن عمه لمساعدة قوات القذافي على محاربة الثوار في 6 آب/ أغسطس.

ونقلت الـ quot;تايمquot; عن فتح الله قوله: quot;تلقيت التدريب العسكري ليوم واحد فقط قبل إرسالي إلى الجبهة ، وقد وعدني رجال القذافي بـ 200 دولار، لكنني لم أحمل السلاح من أجل المال بل لأنني أؤمن بالزعيم القذافي وأردت أن أساعده على هزيمة أولئك الذين يقاتلون ضدهquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن تأييد فتح الله، للقذافي ليس حالة استثنائية أو معزولة، مضيفة أن منطقة سبها التي عانت نقصاً في المياه والكهرباء خلال الثورة، لا يزال العديد من سكانها يدعمون الزعيم الليبي المخلوع.

ورأت أن هذا التأييد يعود إلى أن القذافي كان يفضل سبها والقرى المحيطة بها على المناطق الليبية الأخرى ويوليها الدعم والإهتمام طوال فترة حكمه التي دامت 42 عاماً، وأن القذافي أغدق الأموال على هذه المنطقة الفقيرة، وانشأ فها الكثير من المشاريع التنموية والبنى التحتية، لكن دوافعه كانت بعيدة عن التطوير، بل كان يهدف إلى إنشاء حصن منيع يحميه من أي ثورة أو تمرد.

ونقلت عن حميد الدخيل، جندي سابق في الجيش الليبي (29 عاماً) قوله: quot;نحن نعرف القذافي منذ كنا أطفالاً، وقال لنا آباؤنا أنه كان رجلا جيداً وبنى هذه المدينة بيدهquot;.

وعلى الرغم من الخسارة التي مني بها القذافي في حربه مع الثوار، وقول الرئيس الأميركي باراك أوباما إن quot;على الزعيم الليبي معمر القذافي الاعتراف أن حكمه قد انتهىquot;، تستمر المعركة بين الموالين للقذافي والثوار في مدن مثل بن جواد وزوارة.

وأشارت الصحيفة إلى أن طالما أن هناك ليبيين موالين للقذافي مثل فتح الله والدخيل المستعدان للقتال من أجل رجل لعنه التاريخ، قد تتطلب المعركة مزيداً من الوقت قبل أن تحسمquot;.