فيما أثبت الثوار الليبيون قدرتهم العسكرية على إحكام السيطرة على العاصمة طرابلس، يستعدون من جديد لكسر الحصار المفروض على مدينة زوارة بصفتها آخر الجيوب المتبقية لنظام معمّر القذافي.


سرعة سقوط باب طرابلس كانت مفاجأة للكثيرين

صبراته: يستعد الثوار الليبيون لخوض معركة فاصلة في غرب ليبيا ضد كتائب القذافي عبر كسر الحصار المفروض على مدينة زوارة على الطريق الاستراتيجية بين طرابلس وتونس، وهم يراهنون على انهيار آخر جيوب المقاومة للقوى الموالية للقذافي.

وقال انور المشري، احد المسؤولين العسكريين لدى الثوار، وهو في الزنتان المعقل الاستراتيجي للثوار في غرب البلاد quot;ان شاء الله ننتهي قريباquot;.

ومنذ الاربعاء يحشد الثوار قواتهم لدعم زوارة المدينة التي يتحدر سكانها من البربر، وتقع على الشاطئ على بعد نحو ثلاثين كيلومترا شرق الحدود مع تونس. وكانت زوارة تحررت قبل ثلاثة ايام الا ان قوات القذافي سرعان ما حاصرتها.

وفي حال سقطت هذه المنطقة بأيدي الثوار، فان مركز رأس جدير الحدودي مع تونس الذي لا يزال بأيدي قوات القذافي سيصبح بحكم الساقط، ولن يكون بمقدور الزعيم الليبي استخدامه لمغادرة البلاد في حال رغب بذلك.

ولا تزال مدينة زوارة تتعرض لقذائف وصواريخ كتائب القذافي المتمركزين في الغرب في زلطن (على بعد 30 كلم) وفي الجنوب الغربي في رقدالين (على بعد 15 كلم) وفي الجنوب في الجميل (على بعد عشرة كيلومترات) وفي الجنوب الشرقي في العجيلات (على بعد 25 كلم). كما ان الطريق الساحلية باتجاه صبراتة ليست آمنة تمامًا.

وقال منسق الكتائب العسكرية في منطقة الزنتان العقيد عبدو سالم quot;طلب ثوار زوارة من الثوار فيال زنتان ومناطق اخرى محررة ارسال تعزيزاتquot;.

وافاد قائد احدى مجموعات الثوار في صبراتة (40 كلم شرق زوارة) ان التعزيزات في طريقها الى زوارة. وقال بلال منصور ان quot;المتمردين في الزنتان ورجبان وطرابلس والزاوية سيصلون صباح الغد على اقصى حد للمشاركة في المعركةquot; على العجيلات.

وبات الثوار عند مدخل العجيلات مسقط رأس احد وزراء العقيد القذافي. وكان المتمردون في زوارة وصبراتة تمكنوا من التسلل مساء الاربعاء الى العجيلات قبل انسحابهم منها quot;لاننا لا نزال نسعىإلى اللتوصل الى حل سلميquot; حسب ما قال منصور.

وفي اليوم نفسه حصلت معركة على الطريق بين زوارة والجميل، حسب ما افاد احد ثوار صبراتة المدعو علي موسى.

من جهتهم يحاول ثوار النالوت التقدم شمالاً باتجاه زوارة، ويبلغ عددهم نحو سبعة الاف مقاتل. وقد باتوا على بعد نحو مئة كيلومتر من زوارة، حسب ما قال رئيس المجلس العسكري في تلك المدينة العقيد مسعود سالم.

في الشرق، تتواصل المعارك، وسيطر الثوار الاربعاء على باب العزيزية، حيث يوجد المقر العام للقذافي في طرابلس، كما يحاول الثوار التقدم باتجاه سرت.

ولا يخفي الثوار مظاهر فرحهم، وهم يقفون على الحواجز في مدينة صبراتة، التي اصبحت بايدي الثوار منذ ثمانية ايام.

وفي الزاوية المدينة الكبيرة الواقعة على بعد 60 كلم شرق زوارة، يستعد المستشفى لاستقبال الجرحى، حسبما قال عبد اللطيف قاضي عضو المجلس الذي شكل لادارة المرحلة الانتقالية في هذه المدينة التي تحررت السبت.

اما سكان زوارة فهم ينتظرون ما سيحصل على احر من الجمر. وتمكن علي موسى الاربعاء من الوصول اليها عبر طريق الساحل. وقال quot;لقد كانوا سعيدين جدا عندما رأونا واستقبلونا بترحاب شديدquot;.

وكان سكان زوارة من اوائل المدن التي ثارت على النظام، الا انها تعرضت لقمع شديد من قوات القذافي.

الامم المتحدة تطالب باتباع قواعد الحرب في تعقب القذافي

في غضون ذلك، حذرت المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان الجمعة من عدم اتباع القواعد المنظمة للحروب الجمعة على خلفية اعلان المجلس الانتقالي للمعارضة الليبية مكافأة لمن يساعد في القبض على القذافي quot;حيًا أو ميتًاquot;.

وقال روبرت كولفيل المتحدث بلسان المنظمة الدولية quot;لا بد من احترام حقوق الانسان، التي تنطبق على القذافي كما تنطبق على اي شخص اخرquot;. وجاء ذلك ردا على سؤال حول اعلان المجلس، الهيئة السياسية للمتمردين الليبيين، مكافأة قدرها 1.67 مليون دولار لمن يسهم في القبض على القذافي حيا او ميتا.

وقال المتحدث quot;بالطبع تتعلق القواعد بعمليات الإعدام من دون محاكمة والتي تحرمها، سواء في وقت السلم او الحربquot;.

وقد وعد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي في طرابلس ايضًا بعفو عام quot;عن اي شخص من الدائرة المقربة (من القذافي) يقتله او يقبض عليهquot;.

واكد كولفيل ان quot;الحل الامثلquot; سيكون اعتقال القذافي حيًا ومحاكمته امام المحكمة الجنائية الدولية حيث يواجه اتهامات بجرائم ضد الانسانية. كما ناشد المتحدث الدولي quot;كل من في مواقع سلطة في ليبيا، بما في ذلك الجيش، اتخاذ الاجراءات كافة للحيلولة دون وقوع جرائم الثأر والعمليات الانتقاميةquot;.

أنصار القذافي قتلوا اكثر من 150 سجينًا في طرابلس

اعلن مسؤول العمليات العسكرية للثوار الليبيين في طرابلس ان القوات الموالية للعقيد معمّر القذافي قتلت اكثر من 150 سجينًا في طرابلس اثناء هربهم امام تقدم المتمردين الذين سيطروا على مقر القذافي في باب العزيزية الثلاثاء.

وقال المسؤول العسكري quot;جرت اعمال انتقام خلال الساعات الاخيرة لسقوط النظام. حصلت مجرزة في باب العزيزية. لقد قتلوا اكثر من 150 سجينًاquot;. واضاف quot;فعل الحرس ذلك قبل ان يهربوا. لقد القوا عليهم قنابل يدويةquot;.

واعلن المسؤول العسكري ان قوات الثوار باتت تسيطر على 95% من طرابلس، وانه quot;لم يبق سوى بضع جيوب مقاومةquot; في حي صلاح الدين وحي بوسليم.

وقال انه يتوقع السيطرة على العاصمة، والعثور على معمّر القذافي خلال 72 ساعة.