كبقية الحكام العرب، تمتع القذافي والمقربون منه بمسرّات لا تتوافر لشعبه. ومن ضمن هذه طائرة laquo;إيرباصraquo; سعرها 125 مليون دولار، حوّلها الثوار إلى استراحة لهم في مطار طرابلس الدولي.


طائرة العقيد الخاصة صارت استراحة للثوار في مطار طرابلس

صلاح أحمد: طائرة القذافي laquo;إيرباص ايه 340raquo; التي كانت تعتبر، حتى وقت قريب على خشبة المسرح الدولي على الأقل، إحدى علامات حكمه وجاهِه وقبضته الكاملة على بلاده، تحولت إلى استراحة فاخرة للثوار الذين يسيطرون الآن على مطار البلاد الرئيس.

ووفقًا لصحيفة laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية فقد تناوب هؤلاء أمام عدسة مصورها لالتقاط صورهم الفوتوغرافية التذكارية وهم يتمتعون بالجلوس على مقاعد الطائرة ومساندها الجلدية الفاخرة. والواقع أن الجلد الفاخر هذا لا يقتصر على المقاعد والمساند وحدها لأنه يكسو أيضًا جدران كابينتها.

فلا غرو إذن أن خزانة الدولة اشترتها للعقيد (في 2003) بما لا يقل عن 125 مليون دولار. وتقول الصحيفة إن الديكور العام للطائرة شاهد على ذوق العقيد المتدني.

فالأرضية عبارة عن سجّاد بالأحمر الفاقع والرمادي هنا وهناك، والأضواء الكاشفة تغطّي السقف على طريقة مراقص الديسكو.

وبالطبع فإن الغرب ndash; خاصة بريطانيا والولايات المتحدة ndash; لن ينسى أن هذه الطائرة هي التي أرسلها العقيد إلى غلاسغو، وعلى متنها ابنه سيف الإسلام في 2009 من أجل العودة بعبد الباسط المقراحي. وهذا الأخير هو المُدان الوحيد بتفجير طائرة بان آم الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في 1988.

وفي أغسطس / اب 2009 أطلقت السلطات الاسكتلندية سراحه بناء على توصية طبيب، قال إنه سيموت بسرطان البروستاتا في غضون ثلاثة أشهر من ذلك التاريخ. لكن بقاءه على قيد الحياة حتى الآن يثير موجة وراء أخرى من الغضب العارم في واشنطن ولندن.

وقد ظلت طائرة العقيد، التي تدير شؤونها laquo;الخطوط الجوية الأفريقيةraquo; في طرابلس، قابعة على أرض المطار منذ أن بدأ الناتو وحلفاؤه حظر الطيران في الأجواء الليبية قبل ستة أشهر. على أنها نجت، على الأقل، من مصير العديد من الطائرات الأخرى التي تحولت الى أكوام من الحديد المحترق والرماد بعد تعرضها للقصف من سائر الجهات.

على بعد كيلومترات قليلة على شاطئ الأبيض المتوسط، يتمتع ثوار آخرون بالراحة في إحدى مصاطب فيلا فاخرة مخصصة لاصطياف زوجة القذافي الثانية (من 1970) صفية فركاش. وهذه فيلا تكتظ بأثاث مصنوع على الطراز الفرنسي في عصر النهضة، وغني عن القول إن مثلها لا يُتاح لأي من الليبيين خارج دائرة الصفوة الحاكمة والمحمولين على ظهرها.

وكانت هذه الفيلا إحدى دور آل القذافي العديدة التي تعرضت للنهب أكثر من غيرها. وبين الحاجيات الشخصية التي عُثر عليها هنا ألبوم لصور بالأبيض والأسود تظهر محتوياته العقيد في شبابه مع زوجته، وصور تظهر فيه السيدة الأولى بحذاء جلدي طويل وتنورة قصيرة تنتهي فوق الركبة على طريقة الموديلات الغربيات.