يسعى الثوار إلى إسقاط آخر معاقل القذافي |
يعتقد ثوار ليبيا أنهم بحاجة إلى عشرة أيام، وربما أقل، للسيطرة على مدينة سرت، آخر معاقل الزعيم الليبي معمّر القذافي، في وقت يحاول فيه المجلس الانتقالي التفاوض مع قوات القذافي هناك لدخول المدينة بدون قتال.
بنغازي: قال العقيد سالم مفتاح الرفادي أحد قادة المعارضة الليبية يوم الاحد ان المعارضة بحاجة الى عشرة أيام على الاكثر للسيطرة على سرت مسقط رأس الزعيم الليبي معمّر القذافي وآخر معاقله الرئيسة.
وتابع في تصريحات لوكالة رويترز أن قوات المعارضة تقدمت من ناحية الشرق وأصبحت على بعد نحو 100 كيلومتر من سرت، وتتقدم أيضًا من مصراتة من ناحية الغرب، وستقاتل اذا فشلت المفاوضات الجارية الآن بشأن تسليمها السيطرة على المدينة.
وقال الرفادي أثناء زيارة لبنغازي quot;احنا مش هدفنا دماء. احنا هدفنا تحريرquot;. وأضاف quot;لا نريد مزيدًا من الدماء، وخاصة في صفوف المجاهدين أطفال.. شيوخ.. نساءquot;.
وردًا على سؤال بشأن المدة التي يحتاجها المعارضون للسيطرة على المدينة، قال الرفادي انها عشرة ايام على الاكثر، وربما اقل.
ويشعر المراقبون بقلق من أن يكون القتال في سرت أكثر دموية منه في طرابلس، حيث لا تزال في الشوارع جثث متحللة، بعدما اجتاحت قوات المعارضة العاصمة في الاسبوع الماضي.
ويعتقد أن سرت تضم عددًا كبيرًا من المقاتلين الموالين للقذافي المصرّين على موقفهم ومنشآت عسكرية مهمة. ويقول حلف شمال الأطلسي ان جيش القذافي أطلق عددًا من صواريخ سكود من البلدة، لكن يعتقد أنها كلها سقطت بعيدًا عن أهدافها.
وقد أعلن ثوار ليبيا الأحد أنهم تمكنوا من الاقتراب أكثر نحو سرت في وسط البلاد، وذلك بعدما نجحت وحدات تابعة لهم بالسيطرة على بلدة quot;بن جوادquot; الواقعة إلى الشرق منها، بعد معارك قاسية خاضوها في طريق تقدمهم باتجاه المناطق الواقعة غرب رأس لانوف.
جاءت تأكيدات دخول بن جواد على لسان الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي، شمس الدين بن علي، الذي قال لشبكة quot;سي إن إنquot; بأن البلدة الواقعة على بعد 160 كيلومتراً من سرت قد باتت في قبضة الثوار.
وكان الثوار في ليبيا قد أعلنوا السبت أنهم أحكموا السيطرة على جيب كانت قوات العقيد معمّر القذافي تستخدمه لضرب مطار العاصمة طرابلس، في حين واصلت طائرات حلف شمال الأطلسي غاراتها على أهداف متفرقة في البلاد، يعتقد أنها عائدة لوحدات عسكرية ما زالت تقاتل الثوار.
وذكر الثوار أنهم دخلوا قرية quot;قصر بن غشيرquot; الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات شرق مطار العاصمة، وأفشلوا بالتالي محاولات قوات القذافي لاستخدامها من أجل السعي إلى إعادة السيطرة على المطار عبر قصفه بشكل متواصل بصواريخ الغراد وقذائف الهاون.
وقالت مصادر الثوار إن قوات العقيد القذافي غادرت القرية خلال الليل، مضيفة أنهم دخلوها من دون مصاعب، وسيطروا على مزرعة تعود ملكيتها إلى خميس القذافي.
من جهته، قال حلف شمال الأطلسي quot;ناتوquot; إنه واصل غاراته فوق ليبيا، فوجّه ضربات جوية إلى أهداف وآليات عائدة إلى قوات القذافي في العاصمة طرابلس، وكذلك في معاقله المتبقية في مدينة سرت وميناء رأس لانوف النفطي.
وكان الثوار قد أعلنوا مساء الجمعة السيطرة على معبر quot;رأس جديرquot; الحدودي مع تونس، بعد اشتباكات متقطعة وخفيفة مع كتائب القذافي، فيما لم يعرف موقف الكتائب التي لم تبد ردَّ فعلٍ واضحًا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء التونسية quot;واتquot;.
وقالت الوكالة إن الثوار الليبيين quot;سيطروا مساء الجمعة في حدود الساعة التاسعة على المعبر الحدودي في رأس جدير من دون مقاومة تذكر من قبل الكتائب الموالية للقذافيquot;، مشيرة إلى أن الثوار نفذوا محاولة أولى للسيطرة على المعبر بعد فترة وجيزة من موعد الإفطار، حيث سمعت أصوات اشتباكات متقطعة في الجانب الليبي من المعبر.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية وشهود عيان أن عناصر كتائب القذافي quot;انتشرت على المناطق الساحلية وبالقرب من سبخة لا تبعد كثيرًا على المعبر من الجهة الليبية من دون أن يكون لها رد فعل واضح، مضيفة أنه يعتقد أن quot;هذه الكتائب لا قيادات لها ولا تتلقى أية تعليمات واضحةquot;.
وكانت الأنباء حول الموقف عند بوابة رأس جدير، المعبر الرئيس إلى تونس، قد تضاربت، حيث ذكرت تقارير صحافية ليبية مؤيّدة للثوار الليبيين إن الثوار تمكنوا من السيطرة على المعبر بعد اشتباكات مع عناصر موالية لمعمّر القذافي، ورفعوا علمهم على المعبر.
ونقلت صحيفة quot;ليبيا المستقبلquot; أن الثوار باتوا quot;يسيطرون على بوابة رأس جدير، وهي الآن في قبضة الثوارquot;.
غير أن وكالة الأنباء التونسية أشارت في تقرير سابق إلى مواجهات محدودة في محيط المعبر،لافتة إلى أن عدداً قليلاً من الثوار وصلوا ظهر الجمعة إلى المعبر، وأن مواجهات وقعت بين الجانبين حتى الساعة الثالثة مساء بحسب التوقيت التونسي المحلي، quot;من دون أن يسفر ذلك عن سيطرة الثوار على هذا المعبر، الذي مازال علم ليبيا الأخضر يعلوهquot;.
وأوضحت أنمعظم الليبيين العاملين في المعبر انسحبوا منه إلى الأراضي التونسية، quot;ولم يبق منهم إلا عدد قليل، ويتواصل في غضون ذلك التفاوض مع كتائب القذافي لتسلم المعبر بطريقة سلميةquot;.
وفي وقت سابق كشف الجيش البريطاني أن طائرات تابعة له أطلقت وابلاً من الصواريخ الموجّهة نحو مدينة سرت، مسقط رأس العقيد معمّر القذافي، استهدفت غرفاً محصنة في مقر عائد له.
في الأثناء، واصل الثوار في العاصمة طرابلس محاولة إحكام السيطرة على المطار، الذي سقطت فيه قذائف، أدت إلى احتراق طائرة مدنية.
وذكر الثوار أن القصف يأتي من قرية في شرق المطار، تتمركز فيها وحدات مؤيدة للقذافي، تحاول وقف تقدم الثوار في أحياء العاصمة، مشيرين إلى أن وجود المدنيين في القرية يدفعهم إلى التريث في اختيار طبيعة الرد على مصادر النيران.
التعليقات