انتظرت الجالية الليبية في فرنسا موعد اكتساح الثوار لطرابلس بالكثير من الصبر المشوب بتفاؤل جميل، وها هي اليوم تحس quot;بالمعنى الفعلي للحريةquot; كما جاء على لسان ناشطة ليبية في باريس، وزيادة على الشعور بالفرحة العارمة، ليس من قبل هذه الجالية فقط، وإنما من لدن من خدموا نظام القدافي دبلوماسيًا وقرروا في وقت من الأوقات أن ينحازوا للثورة.


الثوار الليبيون فرحون بالانتصار

باريس: قال القنصل العام الليبي السابق في باريس، بشير الجديدي quot;إن الشعب الليبي دخل مرحلة المعنويات المرتفعة جدًا في انتظار ساعة الحسم بالقبض على القدافي وأعوانهquot;.

وعبّر الجديدي، في تصريح خاص لإيلاف، عن سعادته الغامرة بالتطورات الأخيرة التي عرفها المشهد الليبي قائلاً: quot;أنا سعيد جدًا، واليوم سنبدأ مرحلة جديدة، الإنسان الليبي سيعمل لمصلحة الوطن، وليس الشخصquot;، بحسب تعبيره.

ووصف الدبلوماسي السابق هذه المرحلة quot;بالمهمة جدًاquot;، معبّرًا عن استعداده لتقديم الدعم quot;ليس فقط للسلك الدبلوماسي لبلده، وإنما لكل الليبيين...quot;.

وقدم محدثنا تهانيه الخاصة إلى كل الشعب الليبي بهذه الانتصارات التي حققها الثوار الليبيون على أرض الميدان، مشيدًا بتعاضد مكونات هذا الشعب بكونه quot;لحمة واحدة غير قابلة للتفتيتquot;.

إرساء دولة الحق والقانون

وقال الجديدي، وهو يتحدث لإيلاف عبر الهاتف، إن quot;هذه اللحظات لا يمكن وصفهاquot;، بسبب نشوة الفرح التي كانت تغمره، كما وجّه رسالة إلى مواطنيه في ليبيا، داعيًا إياهم إلى quot;المحافظة على مؤسسات الدولة والترفع عن تصفية الحسابات...quot;.

ويرى هذا القنصل الذي اشتغل في السلك الدبلوماسي السابق لنظام القدافي، قبل أن يعلن انشقاقه عنه إبان تأجج الثورة الليبية، أن quot;المهم اليوم بالنسبة إلى ليبيا هو إرساء دولة الحق والقانون...quot;.

وعبّر الجديدي عن استعداده للعودة إلى العمل الدبلوماسي ضمن خارجية الحكومة الليبية المقبلة، مؤكداً على احترامهكل القرارات التي تتخدها الوزارة الوصية المقبلة على هذا الجهاز quot;وقبوله بها لما فيه المصلحة العليا للبلادquot;.

هواء الحرية

من جهتها عبّرت صالحة الشتيوي رئيسة حركة 17 فبراير الليبية في باريسعن إحساسها quot;الفعلي بمعنى الحريةquot;، قائلة quot;ها نحن نتنفس هواء الحرية النقي، نحن في شهر رمضان المبارك الكريم، لكننا لا نشعر لا بجوع ولا بعطش، نحننشبع الآن بهواء الحرية...quot;.

بخصوص الشعور الذي ينتاب باقي أفراد حركتها، ومعهم الجالية الليبية، بعد هذه الانتصارات التي حققها الثوار، تقول الشتيوي: quot;استقبلت الجالية الليبية نصر الثوار ودحرهم لباب العزيزية بالفرحة الكبرى، وهي لحظات تاريخية لن تمحو من ذاكرتنا...quot;.

وأضافت في الاتجاه نفسهأن هذه quot;اللحظات تاريخية مجيد،ة ستحفر وتزخرف مواقع كبيرة، وتختزن في أعماق قلوبنا وأذهاننا وسندرسها، لكل الأجيال اللاحقة إن شاء الله، ونعلمهم معنى الشجاعة والشهامة وكيف نحرس ونحافظ على حريتنا...quot;.

عهد القدافي انتهى

وإن كانت مطمئنة اليوم إلى مستقبل بلدها، تجيب الناشطة الليبية، quot;طبعاً أنا مطمئنة لأن رمز الفساد انتهى، وسنعيش في وطن لكل الليبيين، ليس مثل عهد القذافي، حيث كنا نشعر بأننا غرباء في وطننا العزيز، لأنه لم تكن فيه لا عدالة ولا مساواة بين الناس...quot;.

وتتابع: quot;ليبيا الجديدة ستنهي هذه الآفات السيئة التي كانت سائدة في ليبيا من قبل نظام فاسد لم يكن يرحم لا صغيرًا ولا كبيرًا، ليبيا الجديدة ستكون لجميع الليبيين، ولا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح...quot;، على حد تعبيرها.

بالتفاؤل نفسه تنظر إلى مجريات المعارك الدائرة اليوم في طرابلس، quot;فهذه التطورات التي تعرفها ليبيا، كلها في مصلحتنا والحمد اللهquot;، تؤكد محدثتنا، quot;بالرغم من وجود بعض جيوب وفلول للقذافي...quot;.

وتزيد ساخرة من quot;ملك ملوك إفريقياquot; بقولها: quot;ولكن هذا لا يعني أن القذافي مازال هنا...القذافي اختفى فيأحد أنابيب الصرف الصحي في طرابلس، لأنه لا يوجد له أي أثر داخل المدينة... القذافي انتهى...انتهى... وسنتخلص من هؤلاء الأزلام قريباً بإذن الله...quot;.

المرأة الليبية

عن دور المرأة الليبية بعد القدافي في مستقبل بلدها، تفيد الشتيوي، quot;المرأة الليبية موجودة، ودورها ومكانها محفوظان، لأنها أثبتت جدارتها في هذه الثورة المجيدة، فهي بجانب أخيها الرجل في كل مكان... فهي مثلها مثل أخيها الرجل... فهي إنسان، ولها دورها في بناء المجتمع...quot;.

quot;وعلينا أن لا ننسى، تضيف الشتيوي، quot;أن المرأة الليبية هي التي دفعت بابنها وأخيها وزوجها للذهاب إلى المعركة للتخلص من طاغوت العصر أو فرعون الأمة... ألا يكفى بأنها ضحّت بأغلى ما عندها سواء فلذة كبدها أو أخيها أو زوجها؟...ألا يكفى هذا؟...quot;.

وتستطرد رئيسة حركة 17 فبراير في السياق عينه قائلة، quot;فالمرأة الليبية تبني بهذه الأرواح الطاهرة الزكية وستواصل مسيراتها، وستسهم أكثر فأكثر لبناء ليبيا الحبيبة، وستكون بجانب أخيها الرجل في كل مكان وزمان لتنهض بوطنها الغالي...quot;، تختم الشتيوي.