رفض ناشطون سوريون لقاء معارضين مع دبلوماسيين إيرانيين في باريس معربين عن خشيتهم من أن يكون هؤلاء أقرب للسلطة وللفكر الإيراني الهادف الى إطالة عمر النظام. ورأى معارض كردي ان الاعلان المفاجئ عن المجلس الوطني للثورة السورية في اسطنبول يدخل في سياق الاجندات التركية الخاصة.

معارضون يعلنون تشكيل المجلس الوطني السوري من اسطنبول

القاهرة: رفض ناشطون لقاء معارضين سوريين مع دبلوماسيين ايرانيين في باريس ، في حين قال معارضون إنهم يسعون إلى توحيد المعارضة بعيدا عن الأجندات الاقليمية.

وألقت السلطات السورية القبض على المعارض مصطفى رستم ، حيث اعتقلته سيارتان من المخابرات الجوية في السلمية (حماة)، ورفض عناصر الأمن حتى أن يلبس ثيابه، أو يأخذ دواءه، فذهب بملابس النوم. ويبلغ عمر مصطفى رستم 75 سنة ومريض بالقلب.

هذا ورفض الدكتور عمار قربي مدير المكتب التنفيذي للمؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا) في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; رفض لقاء معارضين سوريين بدبلوماسيين ايرانيين في باريس متحفظا على لفظ quot;معارضينquot; وقال أخشى أن من التقى الدبلوماسيين الايرانيين هم سوريون اقرب الى السلطة منهم الى الفكر المعارض ويحملون الفكر الايراني نفسه في اطالة عمر النظام وبقائه.

من جانبه أكد شلال كدو قيادي في الحزب اليساري الكردي في سوريا في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; quot;يتطلع الكرد في سوريا منذ بدء الثورة السورية، قبل ما يقارب الستة اشهر، الى توحيد صفوف المعارضة السورية، بمختلف اطيافها وتلاوينها، تحت سقف مظلة جامعة تأوي الجميع، بعيداً عن الاجندات الاقليمية، التي تريد رسم معالم للمعارضة السورية على مقاساتها، ووفقاً لرؤاها ومصالحها واهوائها، متناسية بأن سورية المستقبل سوف تكون لكل السوريين، دون تفضيل فئة او مكون على آخر بسبب العرق او الدين او اللونquot;.

إقرأ أيضاً
ملف خاص: سوريا... الثورة

واعتبر ان الاعلان المفاجئ عن المجلس الوطني للثورة السورية في العاصمة التركية مؤخراً، انما يدخل في سياق الاجندات التركية الخاصة، ومقاربتها للثورة السورية انطلاقاً من مصالحها، التي تدفعها للحفاظ على نظام البعث الاستبدادي، او التزاوج بينه وبين بعض التيارات الاسلامية المتطرفة على احسن تقدير، بما يضمن استمرار الاستبداد فيها وابعادها عن الديمقراطية الحقيقية، التي من شأنها تحويل سوريا الى منصة لإطلاق العدالة وحقوق الانسان صوبها، وصوب غيرها من الدول، التي تضطهد بعضاً من مكونات شعوبها.

ولفت الى ان تزايد احتمالات دمقرطة سوريا، تؤرق تركيا وتقضّ مضاجعها اكثر من اي وقت مضى، لذلك فإنها تسعى بقوة لرسم ملامح مبتورة ومشوهة للمعارضة الوطنية السورية، التي ما زالت تعاني تصدعات وانشقاقات وتباينات في رؤاها، مع استثناء المعارضة الكردية الموحدة بطبيعة الحال من هذه المعادلات الاقليمية، التي لا تريد الخير لسورية المستقبل، بقدر ما تسعى الى تحقيق مآربها وتمرير مخططاتها، وتحاول تمكين بعض المعارضين، وتدفعهم لركوب موجة الثورة.

وأضاف quot;ان محاولة تهميش الكتلة الكردية، من دزينة المؤتمرات التي اصرّت المعارضة الخارجية على عقدها في تركيا بالذات، دون اي دولة اخرى تطرح استفهامات وتساؤلات كبيرة، ولها دلالاتها وتفسيراتها، لعل ابرزها رغبة الأتراك بالتواطؤ مع بعض القوى المعارضة السورية، التي ما زالت تفكر بعقلية النظام الشوفينية والاقصائية، باهمال وتهميش دور المكون الكردي في صنع مستقبل البلاد، متناسين حجم الكرد وثقلهم السكاني وتماسكهم القوي، وما يمتلكون من اسباب القوة والمنعة، التي تعتبر بحسب الكثير من المراقبين والمحللين، حاسمة في تغيير موازين القوى في سورياquot;.

وشدد علىquot; أن عدم اخذ رأي الكتلة الكردية، في ما يخص اي عمل سوري معارض، سواء اكان في الداخل او الخارج، انما يندرج في اطار مخطط عنصري مقيت، شبيه برؤية البعث ونظرته الى المختلف اثنياً او ثقافياً او دينياً، والتي ادت في النهاية الى الوضع الذي نعيشهمعا في مختلف المدن والبلدات السورية. وفي هذا المضمار فإن الاحزاب الكردية الاحد عشر التي تعمل ضمن اطار quot;احزاب الحركة الوطنية الكردية في سورياquot; معروفة للجميع، واغلبها تعمل ضمن اطر المعارضة السورية، كهيئة التنسيق الوطنية واعلان دمشقquot;.

من ناحية اخرى، فإن الملفت من وجهة نظر كدو، quot;أنه على الصعيد السياسي في الايام الاخيرة بالنسبة إلى الازمة السورية، هو ان اصدقاء النظام في المنطقة والعالم، بدأوا بالضغط عليه لحمله على ترك الخيار الامني والكف عن الاستخدام المفرط للقوة، والا فإنه كما يبدو سوف يواجه تغييرات جذرية في مواقف اقرب المقربين اليه في القريب العاجلquot;.

وقال quot;ان حزب الله اللبناني، بات يخشى على مصير النظام السوري، حينما قال في الآونة الاخيرة على لسان زعيمه حسن نصرالله، إن اجراء الاصلاحات ضرورية في سورية، وعلى النظام الاستماع الى اصوات المتظاهرين، والا فإن سقوط النظام سوف يكون له نتائج وتداعيات سلبية على عموم انحاء المنطقة بحسبه، ما يعني أن نصرالله نفسه بات يخشى على مصير حليفه في دمشق، رغم انه كان يرى أن النظام السوري في منأىً عن الاخطاء، وكذلك عن التغييرات التي تحصل في المنطقة، لانه نظام اقرب الى الكمال في كل شيء بحسب اعتقاد الحزب اللبنانيquot;.

وأضاف quot;أن نظام ايران، الذي يعتبر الاب الروحي للنظام السوري، اقر بدوره بضرورة اجراء الاصلاحات في سوريا، وكذلك ضرورة اصغاء النظام لمطالب الجماهير المنتفضة،واصفاً اياها بـالمحقةquot;،في خطوة تثبت بما لا لبس فيه، أن ايران باتت تخشى على مصير النظام السوري، في ظل تنامي موجة الاحتجاجات العارمة، التي تزداد زخماً وقوة يوماً بعد آخر، رغم استخدام النظام الحديد والنار على نطاق واسعquot;.

اما روسيا التي تعتبر صديقاً قديماً واستراتيجياً للنظام السوري، فقد بات موقفها ، بحسب كدو، quot;قاب قوسين او ادنى من التغيير، ونراها كيف تبيع مواقفها في بازار المجتمع الدولي، خاصة حينما يتعلق الامر بمصير الانظمة الاستبدادية في الشرق الاوسط، حيث باعت صديقها معمر القذافي وقبله صدام حسين بأبخس الاسعار وهكذا..، ما يبعث على الاعتقاد بأن السيناريو الليبي بات اقرب الى التطبيق على سوريا، في ظل غياب اي مرونة من لدن النظام، واستمراره في القمع والتنكيل بمواطنية المسالمين العزلquot;.