شهد الموقفان الإيراني والروسي تغييراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة باتجاه الاعتراف الصريح بوجود أزمة في النظام السوري، ووجود مطالب مشروعة للشعب، وحول ما يشبه المبادرة الداعية إلى إيقاف العنف والقيام بإصلاحات جدّية تمهد الطريق للمصالحة بين النظام والمعارضة.


معارضون سوريون يتظاهرون من أجل إسقاط النظام

بهية مارديني: قال الدكتور عقاب يحيى المعارض السوري لـquot;ايلافquot; إنه لا بدّ من التمييز بين خلفية الموقفين، quot;فإيران التي تعتبر النظام السوري quot;بؤبؤ العينquot; والمتحالفة معه بما يتجاوز شتى أنواع التحالفات العادية المعروفة، بالنظر إلى ما يجمعهما على صعيد البنية العقيدية، تشعر بأن النظام ذاهب إلى الهاوية، طالما استمر في نهجه القمعي الشمولي، ولخشيتها عليه تحرّكت ضمن ذلك السقف، وبغاية الحفاظ على النظام، وهو ما نلحظه، أيضاً في موقف حزب الله، وأمينه العام حسن نصر الله.

في الوقت نفسه فإيران صاحبة المشروع القومي الراكب على عقيدة مذهبية لا بدّ وأنها تفكر بمستقبل وجودها في سوريا إذا ما سقط النظام، لذلك تحاول جسّ النبض، ومدّ الخيوط مع أطراف محسوبة على المعارضة، وإظهار نوع من المرونة.. بينما وجودها القوي على الأرض كداعم كبير للنظام الدموي لا يُخفى على أحدquot;.

أما خلفيات الموقف الروسي، فاعتبر يحيى أنها quot;تنطلق من مصالح هذا البلد الكبير، وأهمهما هنا: مبيعات السلاح، والقاعدة العسكرية في طرطوس، وجملة العلاقات التجارية الواسعة بين البلدينquot;.

وأكد أن quot;الحقيقة الأهم التي تقف خلف هذه التطورات تكمن في الشعب السوري وثورته الصامدة في مقارعة نظام الطغمة، فهو الذي يبني معادلة جديدة على كل الأصعدة، تفرض على كل دول العالم التعاطي معها من موقع الاعتراف بضرورة التغيير، والانتقال إلى الدولة الديمقراطية، التعددية، بينما تلوح للكثيرين نذر نهاية النظام في أفق لن يكون بعيداً، بما في ذلك حقيقة سقوط النظام بالمعنى الأخلاقي، والواقعي، وحقيقة استحالة أن تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، وحقيقة تآكل النظام وولوجه مرحلة النهاية.

لكل ذلك فالدول صاحبة المصالح والمشاريع الخاصة بها ستتعامل مع الوقائع المفروضة، وليس مع الأمنيات، وهي تحاول اليوم الدخول على خط quot;المصالحةquot; بين النظام والمعارضةquot;، وفي الوقت نفسه تمدّ أذرع خيوطها في كل الاتجاهات المعارضة، حساباً للتطورات وما تحمله من احتمالاتquot;.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ندد بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على سوريا قائلاً quot;إنها لن تعود بخيرquot;. وقال لافروف quot;قلنا دومًا إن العقوبات الأحادية لن تعود بخير. هذا يقوّض منهج الشراكة لحل أي ازمةquot;.

هذا وفي زيارة لمعارضين سوريين الى القاهرة تبدأ يوم 7 سبتمبر/أيلول ستنظم ندوة عن سوريا في صحيفة المصري اليوم، ثم لقاءات مع الأحزاب الآتية: حزب المصريين الأحرار، وحزب الغد، وحزب الخضر، وحزب الوفد ـ حزب الوسط، وشباب الثورة المصرية، وحزب الجبهة، والحزب الديمقراطي المصري، وحزب الحرية والعدالة، والجمعية الوطنية للتغيير والعديد من القوى السياسية والشعبية ولقاء مع المرشد العام للأخوان المسلمين ولقاء مع شيخ الأزهر الشريف وندوة عن سوريا في مقر صحيفة الأهرام، اضافة الى لقاء مع منظمات المجتمع المدني المصري وعشاء مع قيادة حركة كفاية ومجموعة لقاءات مع عدد من المثقفين والكتاب والإعلاميين المصريين.

وتقوم مظاهرة يوم 13 سبتمبر العاشرة صباحًا أمام جامعة الدول العربية بمشاركة الأحزاب والقوى المصرية، وسوف يتم تشكيل لجنة دعم ونصرة الشعب السوري من الشخصيات المصرية الثقافية والفكرية والفنية والاعتبارية، وينعقد أخيرًا مؤتمر صحافي في نقابة الصحافة في القاهرة.

من جانبها قالت منظمة روانكه في بيان، تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه، لايزال النظام الأمني السوري يمارس نهجه القمعي العنيف اللا إنساني في مواجهة الاحتجاجات السلمية للمواطنين، quot;ويوماً بعد يوم تتسع دائرة العنف المفرط بحق المدنيين العزل، من قبل الأجهزة الأمنية، وشبيحة النظام، والجيش الذي يستخدم الدبابات والقاذفات في دك المدن والبلدات في مختلف المحافظات السورية، لتحصد أرواح الكثيرين، عدا الجرحى الذين لا يعرف مصير الكثيرين منهم في المستشفيات والسجون، في حين أن الاعتقالات التعسفية تطال الكثيرين، سواء أثناء التظاهرات الاحتجاجية أو أثناء المداهمات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية مدعومة بالشبيحة للبيوت، منتهكة الحرمات، وتخريب الممتلكات، وسرقة البيوت والمحال، والقيام بالاعتقالات التعسفية بشكل مهين للكرامة الإنسانية، والقانون، وحقوق الإنسان، والأخلاق، والضميرquot;.

واعتبرت quot;أن قصف المساجد وانتهاك حرماتها، والاعتداء على المصلّين داخلها بمثابة انتهاك للشعور الديني، ويمثل اعتداء سافراً على المقدسات التي تمنع كل القوانين الدولية المسّ بها، كما إنها تعتبر نوعاً من أنواع التحريض الطائفيquot;.