يؤكد المعارضون السوريون أنهم يريدون المحافظة على سلمية تحركاتهم لكنهم يخشون من وقوع البلاد تحت وطأة الحرب الأهلية.
بيروت: تناولت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; المخاوف من اندلاع حرب أهلية في سوريا، مشيرة إلى أن النشطاء في سوريا يقولون انهم يريدون المعارضة السلمية لنظام الأسد ولكن العديد من السوريين يشعرون بالقلق من وقوع البلاد في أتون حرب أهلية طاحنة.
واضافت الصحيفة: quot;بعد خمسة أشهر من حملة القمع الوحشية التي تمارسها قوات الأمن السورية، يعلق نشطاء المعارضة في سوريا آمالهم على تدخل دولي للمساعدة على تسريع اطاحة نظام الرئيس السوري بشار الأسدquot;.
وأشارت الصحيفة إلى أن النشطاء السوريين يريدون الحفاظ على المعارضة السلمية، لكنهم يخشون من أن المواجهة ستزداد سوءا في الاشهر المقبلة، وأن البلاد ستنزلق الى حرب أهلية من دون دعم خارجي للمساعدة في حمايتهم.
ونقلت الـ quot;ساينس مونيتورquot; عن أحمد، وهو ناشط في المعارضة من مدينة بانياس الذي هرب إلى لبنان الاسبوع الماضي، قوله quot;النظام ذاهب نحو مزيد من القتل، وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة لنفوز هو أن نطلع العالم على ما يجري في سوريا quot;، مضيفاً: quot; نحن لا نريد ان نلجأ لخيار الكفاح المسلح ضد النظام. ولكن إذا كان المجتمع الدولي لا يتدخل، فنخشى أن ذلك سيؤدي الى حرب اهليةquot;.
خلفت الحملة التي شنتها قوات الامن السورية نحو 2200 قتيل، وفقا لتقارير الأمم المتحدة، في حين أن أيا من الجانبين لا يظهر أي علامة على الاستسلام.
وأشارت الصحيفة إلى أنه quot;عوضاً عن قمع الانتفاضة في مراحلها المبكرة، أدى استخدام القوة العسكرية الى زيادة اصرار المعارضة على اسقاط نظام الاسد، وقد يحول العلاقات بين المواطنين الى نزاعات طائفية متأزمة، بدأت تتفاقم بين السنة الذين يشكلون نحو 75 في المئة من السكان، والعلويين الأقلية الذين يشكلون العمود الفقري للنظام الحاكمquot;.
من ناحية أخرى، وفي حين أن المعارضة تستخدم شبكات وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعية كالفايسبوك وتويتر، لتنسيق الاحتجاجات ونشر رسائلهم، وكسب تعاطف دولي واسع، إلا أن هذه الوسائل لا يمكن ان تحميهم ضد الأسلحة الرشاشة والدبابات.
شهية دولية للتدخل في سوريا
وأشارت الصحيفة إلى جهود الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لفرض عقوبات على القادة السوريين الرئيسيين، فيما يسعى الاتحاد الاوروبي الى فرض حظر على واردات النفط السورية إلى الأسواق الأوروبية. لكن هناك حماسا كبيرا للتدخل المباشر في سورية، على غرار حلف شمال الاطلسي الذي تولى مهمة دعم ثوار ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافي.
لكن الصحيفة اضافت ان quot;مساعدات الناتو لم تمنح للثوار إلا بعد الحصول على ضوء أخضر من الجامعة العربية بموافقة الـ22 عضواًquot;. واشارت إلى أنه quot;على الرغم من أن الجامعة العربية قد دعت إلى وضع حد للعنف في سورية، إضافة إلى عدد من دول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية التي سحبت سفيرها من دمشق، إلا أن المحللين يستبعدون ان يكون هناك موافقة عربية لتدخل عسكري غربي في سورياquot;.
ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي أوروبي في دمشق قوله: quot;ليس هناك فرصة للغرب في التورط عسكريا في سوريا الآن، لكن يمكن أن يكون ذلك محتملاً في المستقبل إذا تفاقم الوضع كما نتوقعquot;. واعتبرت الصحيفة أن المواجهة في سوريا تتحول إلى قتال طائفي خطر، يمكن أن يغري المحتجين على تسليح أنفسهم، للرد على طلقات الرصاص.
وتناولت الصحيفة التقارير التي تشير إلى عمل مسلح من قبل المعارضة، بما في ذلك نصب كمائن واغتيال رجال الأمن السوري، إضافة إلى أن الشائعات تتحدث عن الكثير من عمليات تهريب الأسلحة من لبنان والعراق، وقد بدأ بعض زعماء المعارضة الدعوة علنا لتمرد مسلح ضد نظام الأسد.
التعليقات