لاقى إضراب أطفال بحرينيين عن الطعام استنكاراً واسعاً بين مهتمين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر الكثيرون أن ذلك يعكس استغلالاً مهيناً لبراءة الأطفال والزج بهم في قضايا سياسية لا يدركونها ولا يمكنهم اتخاذ موقف فيها.


مراقبون أكدوا أن quot;أياد قذرةquot; تقف وراء اضراب الأطفال عن الطعام

دبي: مضت عدة أيام على بدء إضراب عن الطعام لمجموعة من الأطفال البحرينيين مساهمة منهم في الاحتجاجات التي تتواصل في مملكة البحرين منذ الرابع عشر من فبراير الماضي.

ورغم أن الاحتجاجات في البحرين شهدت طوال الأشهر الماضية جملة من التباينات في مواقف الأفراد والدول، خصوصاً وأن الطائفة الشيعية تمثل أغلبية ساحقة في المعارضة، إلا أن إضراب الأطفال عن الطعام كان العامل الوحيد الذي يكاد يتفق عليه المراقبون والناشطون بأنه عمل غير إنساني ولا يعكس صورة إنسانية عن المعارضة التي تبنته، واعتبر أولئك أن استغلال الأطفال والزج بهم في ساحة لم يدركوها وتعريض حياتهم للخطر يمثل استغلالاً فاضحاً للطفولة.

ويرى الكاتب محمد سمان أن هناك أيادي قذرة وراء مثل هذا الإضراب قائلا في حديثه لـquot;إيلافquot;: quot;أشعر أن هناك أيادي قذرة وراءها، كمن يستخدمون الأطفال دروعا بشرية، فيها رائحة طائفية هدفهم المساومة على مكاسب وقتية والضغط بالأطفال للحصول عليها، فالشارع العربي والإسلامي عموما، يستجيب إذا ما تمت المساومة بالطفل والمرأة ، وهم يعرفون الحساسية التامة حيالهم quot;.

ووصف السمان الموقف بالصراع وأنه لابد وأن ينتصر فيه طرف ، فالكل يبحث عن وسائل ضغط ومساومة ، خاتما حديثه أنه quot; على الحكومة البحرينية كشف المستور عن استخدام الأطفال quot; .

ويرى الكاتب سعد السعيدي أن لا صواب من استخدام الأطفال في هذه الأمور ، مضيفا quot; أنه علينا أن نبعد الأطفال عن السياسة وألاعيبهاquot;، في حين علق الروائي والكاتب السعودي عبده خال على ذلك بأن السياسة لا أخلاق لها.

وقالت الأخصائية النفسية دعاء الحديثي إن مشاركة الأطفال في التظاهرات في هذه السن سيكون لها تأثير سلبي على حالتهم النفسية وحياتهم في المستقبل ، مضيفة أنه من الطبيعي أن يتأثر الطفل بالأوضاع التي تحيط به خاصة إن كانت تظاهرات أو ثورات أو أي حدث من الأحداث .

ورفضت الحديثي خلال حديثها لـquot;إيلافquot; وضع الأطفال في قلب الحدث كعنصر أساسي، واصفة هذا quot;بالسرقة والاستغلال حيث يتم سرقتهم من طفولتهم واستغلال براءتهمquot; ، مطالبة بتوفير إحساس الأمان للأطفال وتعليمهم أن التظاهرات والإضرابات للبالغين الراشدين وذلك من أجل حالتهم النفسية .

وعن إضرار هذا الإضراب على صحة الأطفال أكدت الدكتورة دعاء quot; أن جسد الأطفال يحتاج لطاقة والطعام والشراب احتياجا أساسيا ولابد من حصولهم عليه وعدم تعليمهم الامتناع عنه quot; .

أما عن أضراره على حياة الطفل في المستقبل قالت : quot; إن مثل هذه الإضرابات مؤثرةفي نفسية الطفل وعلى حياته في المستقبل وفي تكون شخصيته quot;، مؤكدة أنها ضد إدخال الأطفال بكل تلك الأمور لما له من أضرار نفسية وصحية لمشاكلها النفسية والصحية .

وكان الناطق باسم مجموعة quot;صوت الثورة الإعلاميةquot; أكد استمرار المجموعة في تبني ودعم هذه الحملة وإيصال أصوات المضربين عن الطعام لاسيما الأطفال، ووفقاً للمجموعة ذاتها فإن عدد الأطفال المضربين وصل إلى 16 في آخر حصيلة لها.

يذكر أن البحرين شهدت حركة احتجاج واسعة وصلت إلى المطالبة بإسقاط النظام، و كان معظم المشاركين فيها من الشيعة الذين يشكلون غالبية طفيفة من السكان، وأدت مواجهة هذه الاحتجاجات إلى مقتل 24 شخصا بين مدنيين ورجال شرطة بحرينيين وفق الحصيلة الرسمية.

وأعلن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى قبل نحو شهر جملة إصلاحات برلمانية ومنح مزيد من الصلاحيات لمجلس النواب المنتخب، جاء ذلك خلال حديث الملك حمد بن عيسى لهيئةٍ عينتها الحكومة تسمى الحوار الوطني، شُكلت لمعالجة الشكاوى العامة بعد إنهاء العمل بالأحكام العرفية في مايو بعدما قدمت الهيئة مقترحاتها النهائية بشأن الإصلاحات.

وقال العاهل البحريني في كلمةٍ بثها التلفزيون quot;وفي سبيل أن تأخذ مرئيات التوافق الوطني طريقها نحو التفعيل عن طريق المؤسسات الدستورية فقد أمرنا السلطتين التنفيذية والتشريعية باتخاذ ما يلزم، وأمر أيضاً بزيادة في quot;رواتب موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين والمتقاعدينquot;.