أكدالسفير الاميركي لدى تركيا أن بلاده تشعر بالقلق الشديد حيال الأزمة الحادة بين تركيا وإسرائيل.


العلاقة بين اسرائيل وتركيا شهدت توترا خلال السنوات القليلة الماضية

انقرة: قال السفير الاميركي لدى تركيا ريتشارد ريكاردوني اليوم ان الولايات المتحدة تشعر بالقلق الشديد حيال الازمة الحادة في العلاقات بين تركيا واسرائيل وتدعو الى تطبيع العلاقات باسرع وقت ممكن. واضاف السفير ريكاردوني في تصريح للصحافيين انه يتعين على انقرة وتل ابيب ابقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة للتغلب على الخلافات التي طرات على العلاقات الثنائية بسبب ازمة حادث الاعتداء على اسطول الحرية.

واعرب عن الاسف للتدهور الحاصل في العلاقات التركية الاسرائيلية لكنه اعرب عن الثقة في امكان البلدين اصلاح الضرر الذي لحق بها، معتبرا ان استقرار المنطقة يعتمد بشكل حاسم على علاقات وطيدة بين تركيا واسرائيل.

ياتي هذا بعدما خفضت انقرة مستوى التمثيل الدبلوماسي مع تل ابيب الى درجة سكرتير ثان وجمدت الاتفاقيات العسكرية وعلقت التعاون في المجال الدفاعي والصناعي وتستعد لفرض عقوبات اضافية لحمل الجانب الاسرائيلي على الاستجابة لمطالبها بشأن حادث الاعتداء.

وتشترط تركيا لتطبيع العلاقات بتقديم اسرائيل اعتذرا عن الحادث الذي ادى الى قتل تسعة اتراك واصابة 30 اخرين في الهجوم على سفينة مرمرة احدى سفن اسطول الحرية ودفع تعويضات لذوي الضحايا والجرحى اضافة الى رفع الحصار المفروض على قطاع غزة من خمس سنوات.

وكانت مستشارة السفارة الاسرائيلية في أنقرة غادرت في وقت سابق اليوم الى بلادها وذلك بعد أيام قليلة من تخفيض تركيا مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل الى مستوى سكرتير ثان.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مستشارة السفارة الاسرائيلية ايلا افيق القول قبل مغادرتها مطار (أتاتورك الدولي) في اسطنبول quot;انها أكملت مهمتها في تركيا وانها عائدة الى اسرائيل بعد ان مثلت حكومتها لمدة عام في تركياquot;.

وكانت العلاقات قد شهدت تدهورا بين البلدين اثر حادث اسطول الحرية في مايو من عام 2010 حينما اعترضت القوة البحرية الاسرائيلية الاسطول المكون من ست سفن وتصدت بالاسلحة لنشطاء السلام على متن الاسطول.

وسحبت انقرة سفيرها في تل ابيب اثر الحادث وقدمت شكوى للامم المتحدة التي شكلت بدورها لجنة لتقصي الحقائق مكونة من خبراء دوليين مستقلين ومن تركيا واسرائيل وانتهت الى اصدار تقرير الاسبوع الماضي عرف بتقرير (لجنة بالمر).

وانتقدت الحكومة التركية فحوى التقرير ووصفته بانه quot;مسيسquot; لكونه لم يدن بصراحة الهجوم الاسرائيلي وحمل القائمين على اسطول الحرية جزءا من مسؤولية الحادث بدعوى انهم حاولوا اختراق الحصار البحري الاسرائيلي على غزة الذي اعتبره التقرير مشروعا ما اثار استياء تركيا.

وصعدت انقرة الازمة القائمة مع اسرائيل فور صدور التقرير وتستعد لخيارات اخرى من بينها تجميد العلاقات التجارية والتعاون في مجال الصناعة الدفاعية