أعلنت السلطات اليمنيّة أنها تمكنت من تحرير مدينة زنجبار من قبضة تنظيم القاعدة المتطرّف الذي حاول إقامة (إمارة إسلامية) في المدينة التي يسيطر عليها منذ أربعة أشهر، محاصرًا في الوقت نفسه اللواء 25 ميكانيكي المتمركز عند أطراف زنجبار التي تقع في جنوب البلاد.


وحدات من الجيش اليمنيّ متجهة إلى مدينة زنجبار السبت

عدن: أعلن محافظ ابين في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) ان الجيش اليمني تمكن من تحرير مدينة زنجبار (جنوب) التي يسيطر عليها عناصر يشتبه بانتمائهم الى القاعدة منذ ايار/مايو الفائت.

وقال صالح حسين الزوعري ان quot;ابطال القوات المسلحة والأمن ورجال القبائل الأوفياء تمكنوا من طرد عصابات القاعدة من زنجبار عاصمة أبين بعد تلقيها ضربات قاتلة من نسور البر والبحر، وسقط العشرات منهم، ولاذ الباقون بالفرار مهزومين يجرّون خلفهم أذيال الهزيمة والانكسارquot;.

وقال سكان لفرانس برس ان الجيش تمكن من السيطرة مجددا على القسم الشرقي من زنجبار، لكن معارك لا تزال تدور في المدينة التي فرّ معظم سكانها خلال الاشهر الفائتة.

من جهته، اوضح مصدر عسكري ان ألوية تابعة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح واخرى تابعة للضابط المنشق علي محسن الاحمر، الذي انضم الى المعارضة في اذار/مارس، تقاتل جنبا الى جنب ضد مقاتلي القاعدة في زنجبار.

وفي 29 ايار/مايو، تمكن مئات من المقاتلين الذين يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة من السيطرة على المدينة، ومحاصرة اللواء 25 ميكانيكي المتمركز عند اطراف زنجبار.

وذكرت الوكالة ايضًا ان الرئيس علي عبدالله صالح quot;هنّأ ابطال القوات المسلحة والامن على ما حققوه من انتصار عظيم بإنهاء الحصار على اللواء 25 ميكانيكي الذي دام اكثر من ثلاثة اشهر من قبل انصار تنظيم القاعدة في محافظة ابينquot;.

واضافت الوكالة ان الرئيس اليمني quot;اشاد بما قدمته المملكة العربية السعودية الشقيقة من دعم لوجيستي ساهم في التخفيف من وطأة الحصار على أبطال اللواء 25 ميكا، وشكر الولايات المتحدة على التعاون وتقديم المعلومات، والذي يأتي في إطار الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالمquot;.

واستفاد تنظيم القاعدة من ضعف السلطة المركزية على خلفية موجة الاحتجاجات المناهضة للرئيس علي عبدالله صالح ليعزز سيطرته على العديد من المدن في جنوب اليمن، وخصوصًا في محافظة ابين.

ولا يزال الرئيس اليمني في السعودية التي نقل اليها في الرابع من حزيران/يونيو لتلقي العلاج بعد اصابته في هجوم استهدف قصره في صنعاء.

وتنفي السلطات اليمنية عمومًا اي مشاركة للولايات المتحدة في التصدي للقاعدة. ولكن في 21 تموز/يوليو اقرّ نائب وزير الاعلام اليمني عبدو الجندي بتلقي الجيش اليمني مساعدة لوجستية من الولايات المتحدة في المعارك حول زنجبار، لافتًا الى انهم تمكنوا من ايصال مواد غذائية الى اللواء المحاصر في المدينة.

واستولى متشددون يشتبه بأن لهم صلات بتنظيم القاعدة على قطاعات من الاراضي في محافظة أبين الجنوبية مستغلين فرصة الاضطرابات في بلد تعصف به منذ شهور احتجاجات ضد حكم الرئيس علي عبد الله صالح المستمر منذ 33 عامًا.

وسيطر المتشددون الاسبوع الماضي على بلدة اخرى في أبين رغم حملة الجيش التي تدعمها غارات جوية وأسلحة ثقيلة.

وقال مسؤول عسكري في وقت سابق يوم السبت ان الجيش كسر حصارًا فرضه مقاتلون يقال إنهم من جناح القاعدة في شبه جزيرة العرب على لواء متمركز قرب زنجبار.

واضاف ان الكثير من المتشددين فرّوا باتجاه جعار، وهي بلدة اخرى خاضعة لسيطرتهم في أبين، مؤكدًا ان ثلاثة متشددين قتلوا في اشتباكات داخل وحول زنجبار وان اربعة من الجنود اصيبوا بجروح.

وحوصر اللواء 25 في مايو/ ايار بعدما استولى المتشددون على زنجبار التي تبعد بضعة كيلومترات عن ثكناته العسكرية.

وقال اللواء محمد الصومالي ان قوات الجيش تلاحق quot;جيوبًا محدودةquot; من المتشددين لكن المعركة الحقيقية ستكون لتطهير بلدة جعار.

وهنأ الرئيس صالح -الذي يتعافى في المملكة العربية السعودية من محاولة اغتيال تعرض لها في يونيو/ حزيران- القوات المسلحة على ما وصفه بانتصارهم على quot;العناصر الارهابيةquot;.

ونشرت سفارة اليمن في واشنطن بيانًا يقول إن السعودية وحكومة الولايات المتحدة تقدمان الدعم الخاص بالامداد والتموين اثناء العمليات المستمرة.

وتخشى الولايات المتحدة والسعودية أن يمنح غياب القانون والفوضى السياسية في اليمن جناح القاعدة في شبه جزيرة العرب فرصة أكبر لشنّ هجمات في المنطقة وخارجها.

وتتهم المعارضة الرئيس اليمني بالتهويل في تصوير خطر القاعدة، بل وتشجيع التطرف لإثارة مخاوف واشنطن والرياض ودفعهما إلى مساندته.