شهدت فترة عيد الفطر حركة نشطة في التنقل بين المملكة العربية السعودية وجارتها مملكة البحرين، إذ عبر ما يزيد على نصف مليون سعودي جسر الملك فهد الواصل بين البلدين، وهو ما يؤكد أن الدولة الخليجية الجارة وِجهة مفضلة بالنسبة إلى عدد كبير من السعوديين، في ظل عودة الاستقرار التام إلى البحرين.
حركة التنقل نشطة جدًا بين السعودية والبحرين |
الرياض: حصلت quot;إيلافquot; على إحصائية رسمية عن عدد السيارات السعودية التي عبرت جسر الملك فهد الرابط بين المملكتين السعودية والبحرينية.
ووفقاً للأرقام الواردة فإن معدل السيارات التي عبرت نقطة الحدود بين البلدين تجاوز الـ 65 ألف سيارة يومياً، في حين بلغ المجموع الكلي خلال أيام عيد الفطر الخمسة، أكثر من 329 ألف سيارة.
وبينت الإحصائية أن عدد المسافرين في أول أيام العيد بلغ أكثر من 48 ألفاً، وتضاعف العدد في ثاني أيام العيد إلى أكثر 64 ألفاً، ليزداد العدد في اليوم الثالث إلى أكثر من 77 ألفاً سيارة، في حين انخفض عدد المسافرين في رابع أيام العيد إلى67 ألفاً، ليرتفع خامس أيام العيد إلى أكثر من 70 ألفاً.
ووفقاً لمصادر في النقطة الحدودية بين البلدين، فإن هذه النسبة هي الأعلى منذ اندلاع الاضطرابات في المملكة الخليجية الصغيرة، وأكد المصدر عينه quot;أن ثقة السائح السعودي بما آلت إليهالأوضاع البحرينية باتت في وضع مطمئنquot;.
وتعتبر مملكة البحرين أقرب الدول الخليجية للسعودية، ويؤمّها ملايين المسافرين سنويًا سياحة وعملاً وصلة قرابة، ويربط بينهما جسر بري، أُنشئ على الخليج العربي، إبان عهد العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز العام 1986، ويبلغ طوله نحو 28 كلم.
وتأثرت البحرين اقتصادياً جراء الاضطرابات التي اجتاحت مناطق متفرقة في المملكة الصغيرة منذ الرابع عشر من فبراير/شباط الماضي، وذلك بالنظر إلى أنها تعتمد كثيراً على سياحة المسافرين السعوديين.
لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تنامياً ملحوظاً في عودة الأمور تدريجياً إلى سابق العهد في التواصل السياحي بين البلدين، خصوصاً وأن الكثير من العوائل السعودية تفضل قضاء نهاية الأسبوع في البحرين، التي تتوافر فيها عوامل ترفيه كثيرة، لا يجدونها في السعودية.
على الجانب الآخر، فإن الكثير من العوائل البحرينية تعبر بصورة متواصلة نحو السعودية لأغراض متعددة، من أهمها التسوق في المحال الشعبية في الأحساء، أو التواصل العائلي، الذي ينتشر بين كثير من الأهالي في البلدين.
سياسياً، فإن البحرين تتواصل فيها مبادرات الحوار للوصول إلى صيغة مناسبة بين الأطراف جميعها، وأعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة قبل نحو شهرعن جملة إصلاحات برلمانية، ومنح مزيدًا من الصلاحيات لمجلس النواب المنتخب.
جاء ذلك خلال حديث الملك حمد بن عيسى لهيئةٍ عينتها الحكومة تسمّى الحوار الوطني، شُكلت لمعالجة الشكاوى العامة بعد إنهاء العمل بالأحكام العرفية في مايو/أيار بعدما قدمت الهيئة مقترحاتها النهائية بشأن الإصلاحات.
وقال العاهل البحريني في كلمةٍ بثها التلفزيون الرسمي quot;وفي سبيل أن تأخذ مرئيات التوافق الوطني طريقها نحو التفعيل عن طريق المؤسسات الدستورية، فقد أمرنا السلطتين التنفيذية والتشريعية باتخاذ ما يلزم، وأمر أيضاً بزيادة في quot;رواتب موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين والمتقاعدينquot;.
وتدعم دول الخليج الست الحكومة البحرينية نحو مزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وسيلت مليارات الدولارات في وقت سابق إنعاشًا للخطط البحرينية في مواجهة تحديات اقتصادية كبيرة، فيما أنشأت السعودية جامعة الخليج العربي في البحرين، بتكلفة جاوزت المليار ريال، خلال زيارة قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المنامة في أبريل/نيسان منالعام الماضي.
وجاء في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية الرسمية آنذاك quot;وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببناء مدينة طبية تتبع لجامعة الخليج العربي في البحرين باسم شعب المملكة العربية السعودية لأشقائه شعب مملكة البحرين ولدول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة بمبلغ مليار ريال سعوديquot;.
صرح بذلك رئيس جامعة الخليج العربي الدكتور خالد بن عبدالرحمن العوهلي، وقال quot;إن جامعة الخليج العربي في البحرين تتشرف وتفتخر بتسمية المدينة الطبية باسم quot; مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبيةquot; تقديراً وعرفاناً بدور خادم الحرمين الشريفين الرائد في خدمة الأمتين العربية والإسلامية، وداعماً للتنمية والعلوم في دول الخليج العربي، للرقي بها إلى مصاف الدول المتقدمةquot;.
التعليقات