ملف خاص: سوريا... الثورة |
جنيف: أكدت الخارجية الفرنسية اثنين ان عرقلة اتخاذ موقف في الامم المتحدة من قمع التظاهرات في سوريا quot;امر مشينquot; منددة بمقتل ناشط حقوقي سوري تحت التعذيب مؤخرا.
وذكر المتحدث باسم الوزارة بيرنار فاليرو بحصيلة الضحايا التي بلغت 2600 قتيل على الاقل، حسب مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي، واصفا مقتل الناشط غياث مطر تحت التعذيب بانه quot;جريمة مروعةquot; وطالب بالافراج عن جميع المعتقلين السياسيين. وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد تقمعها السلطات بقوة.
وقال فاليرو quot;الى متى سيبقى المجتمع الدولي اعمى وابكم امام هذه السلسلة المتواصلة من الجرائم؟ هذا هو سؤالنا اليومquot;. واضاف quot;ان عرقلة اتخاذ قرار في مجلس الامن تشكل فضيحةquot;. وقال فاليرو quot;ان الفظاعات التي يرتكبها نظام دمشق بحق شعبه يوميا غير مقبولةquot;.
واضاف ان quot;فرنسا تواصل دعوة السلطات السورية الى وقف اعمال العنف والافراج عن جميع السجناء السياسيين، وهي تنتظر حاليا الافراج الفوري عن الصحافي والناشط السلمي يحيى شربجي صديق غياث مطر الذي اوقف معه، وعامر مطر المعتقل في دمشق منذ 4 ايلول/سبتمبر، ونجاتي طيارة الذي اوقف للمرة الثالثة في 10 ايلول/سبتمبر في حمص ومخرج الافلام القصيرة شادي ابو فاكر الذي اوقف في 23 اب/اغسطس في دمشقquot;.
وافادت منظمة هيومن رايتس ووتش ان جثة غياث مطر (26 عاما) الذي لعب دورا مهما في تنظيم التظاهرات ضد نظام بشار الاسد سلمت السبت الى ذويه. وبدت عليها اثار رضوض على الصدر وجروح في الوجه، بحسب ناشطين اكدوا انه quot;عذب حتى الموت في اثناء اعتقالهquot;، على ما نقلت هيومن رايتس ووتش.
وأعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين في موسكو ان حوالى 1400 شخص، هم 700 شرطي وعسكري وعدد مماثل من ما وصفتهم بـ quot;المتمردينquot; قتلوا في اعمال العنف في سوريا. وهذه الحصيلة التي اعلنتها شعبان هي اول حصيلة رسمية توردها السلطات السورية.
وكانت شعبان دعت في وقت سابق الغربيين الى ان يحذوا حذو روسيا عبر تشجيع الحوار السياسي في البلاد بدلا من الدعوة الى عقوبات ضد النظام. وقالت شعبان امام الصحافيين بعد لقائها مبعوث الكرملين الى المنطقة ميخائيل مارغيلوف quot;اود شكر الدولة والشعب الروسيين على دعم تطلعات سوريا الى حل سلمي للاحداثquot;.
وبعد ذلك اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين انه من غير الضروري ممارسة quot;ضغوط اضافيةquot; على دمشق، معارضا بذلك اي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على نظام الرئيس بشار الاسد.
واعلن مدفيديف اثناء لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في موسكو quot;مثل هذا القرار يجب ان يكون شديد اللهجة لكن يجب الا ينص على تبني عقوبات بشكل تلقائي لانه تم اعتماد عدد كبير العقوبات اساسا من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبالتالي ليس هناك ضرورة لممارسة ضغوط اضافيةquot; على دمشق.
واضاف مدفيديف ان quot;روسيا تنطلق من مبدأ انه من الضروري اعتماد قرار حازم لكن متوازنا وموجها الى طرفي النزاع السوري، اي السلطات الرسمية بقيادة الرئيس بشار الاسد والمعارضة على حد سواءquot;. وجاءت تصريحات مدفيديف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كاميرون الذي يسعى الى اعتماد اجراءات رد مشددة على دمشق ويطالب برحيل الرئيس السوري.
من جهته قال كاميرون quot;لا نرى مستقبلا للرئيس الاسد ونظامهquot;. وقالت شعبان بعد لقائها مارغيلوف quot;نرغب في ان يحذو الغرب حذو روسيا في مواقفه بدلا من ان يدعو الى اعمال تساهم في تصعيد العنفquot;. وبعد ان اشارت الى العراق وليبيا، نددت شعبان بالتدخل الغربي الذي يؤدي الى سقوط العديد من الضحايا quot;ويشجع التطرفquot; كما قالت.
وقالت quot;نحن الشعب السوري والشعوب العربية نرى ان الغرب لا يرغب في بذل جهود للتوصل الى حل سلميquot; متساءلة quot;اين كان الغربيون في العراق حين قتل مليون شخص وحيث لا تزال الخلافات بين السنة والشيعة مستمرة؟quot;. وتابعت quot;انظروا الى ليبيا، قبل تدخل حلف شمال الاطلسي كان هناك 20 قتيلا والان تبلغ الحصيلة 50 الف قتيلquot;. وتعرقل موسكو، حليفة دمشق منذ فترة طويلة، اعتماد قرار في مجلس الامن يدين النظام السوري.
والجمعة استقبلت روسيا ممثلين عن المعارضة السورية ودعتهم الى فتح quot;حوارquot; مع السلطة وذلك غداة تصريح مدفيديف بان بعض المعارضين السوريين يمكن ان يعتبروا quot;ارهابيينquot;. من جهته قال مارغيلوف وهو ايضا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي في ختام لقائه مع شعبان quot;لا نريد ان يتكرر السيناريو الليبي في سورياquot;.
واعلن ان وفدا من مجلس الاتحاد (المجلس الاعلى في البرلمان) سيزور سوريا قريبا. وقال عضو مجلس الاتحاد ايلياس اوماخانوف الذي يتراس هذا الوفد quot;سنلتقي ممثلين عن مختلف القوى السياسية وسنحاول التشجيع على ان يجري الحوار بين الاطراف السورية بشكل سلميquot;. واضاف quot;ان هدف روسيا هو تجنب ان يؤدي تدخل خارجي الى تصعيد اعمال العنف وسقوط العديد من الضحاياquot;.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض الاربعاء الماضي دعوات نظيره الفرنسي الان جوبيه خلال زيارته موسكو الى الانضمام للجهود الغربية من اجل وقف ما وصفه بانه quot;جرائم ضد الانسانيةquot; في سوريا. وتعارض موسكو رحيل الرئيس السوري الذي يطالب به الغربيون وكذلك الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على واردات النفط السوري من اجل معاقبة نظام دمشق.
التعليقات