بنغازي: يحلم مالك، المفتون بعالم الصحافة واصغر صحافي في ليبيا وسليل أسرة أسهمت في الجهاد الليبي أيام مقارعة عمر المختار الاستعمار الايطالي وفي الثورة الليبية، بمشاريع عديدة في ليبيا الجديدة تراوح بين وكالة أنباء ومنظمة للدفاع عن حقوق الاطفال.

ومنذ أن تسلل من المنزل ببنغازي من دون أن يعلم ابوه الذي كان يمنعه من الخروج من البيت بسبب الاوضاع، اصبح مالك المغربي (14 عاما) منذ أشهر وجهاً مألوفاً في فندق يقيم فيه الصحافيون في مدينة بنغازي (شرق) لا تكسر جديته وهو يجلس الى حاسوبه المحمول او يفاجىء مختلف المتحدثين السياسيين في المؤتمرات الصحافية باسئلته، الا ابتسامة طفولية تنفرج لها اسارير وجهه الاسمر.

ولدى سؤال الفتى النحيل: الم يتملكك الخوف حين شاركت في اول مؤتمر صحافي؟ يجيب باستنكار quot;انا اخاف؟quot; لكنه سرعان ما يقر quot;صحيح، شعرت بهيبة الموقف حين تحولت الي كل الانظار خلال مؤتمر صحافي اخذت فيه الكلام للسؤال لاول مرة. ولكني تجاوزت ذلك والقيت سؤالي وكان عن اهتمام السلطة الجديدة بحق الاطفال في الاعلام وطلبت صحيفة حائطيةquot;، وصفق له الحضور اعجابا.

ويقول مالك الذي انتقلت اسرته من البريقة (شرق) للسكن في بنغازي خلال الاحداث الاخيرة، انه بدأ يهتم بالكتابة في سن الثانية عشرة وquot;كنت اكتب مقالات على الكمبيوتر يقراها افراد اسرتي فقط، وكان اول ما كتبت مقالا عن جدي حمد بن مبروك المغربي وكان مجاهدا ضد الاستعمار الايطالي ولقب باسد جبل هاروش ولم يلق اهتماما في اعلام القذافي، غير اني وقعت في اخطاء كثيرة تولى والدي تصحيحها لي من خلال مقابلة اجريتها معه واعدت كتابة المقال وايضا سيرة ذاتية لجدي الذي كان هو وشقيقه محمد من المجاهدينquot;.

ونجا حمد جد مالك من اصابات خطيرة وتوفي في بداية سبعينات القرن الماضي، في حين اعدم الايطاليون شقيقه محمد في بنغازي، بحسب مالك ووالده محمد المغربي (محام). وعانى الاخير من quot;قمع نظام القذافي حيث حاول الاصلاح من خلال مؤسسات النظام غير انه اصطدم بفاسدين لفقوا له تقارير فكان نصيبه الضرب والتعذيب مرارا وتكراراquot;.

ويروي مالك quot;حين بدات الاحداث في بنغازي (شباط/فبراير) كنا لا نزال نسكن في البريقة، كتبت مقالا بعنوان نداء عاجل لنجدة بنغازي وعلقته في احد الشوارع، وفي اليوم التالي وجدته ممزقا (..) ثم ازاء خطورة الوضع على والدي الذي كان يساعد الثوار في البريقة انتقلت الاسرة للعيش في منزل للعائلة في بنغازيquot;.

ثم اضطرت الاسرة الى الفرار الى مصر حين سيطرت قوات القذافي لفترة على المدينة واستغل مالك الفرصة لتحسين امكاناته، ويروي quot;انفقت اربعة جنيهات مصرية في محل انترنت لفتح حساب فيسبوك ومعرفة هذا العالم الجديد علي، ثم كل ما املكه 50 جنيها (نحو 9 دولارات) لاصلاح حاسوبي المحمول ولم يبق لدي ما ادفعه للتاكسي فعدت للمنزل بالمترو معدما ولكني في غاية الفرحquot; لاصلاح الجهاز.

وعادت الاسرة الى بنغازي بعد ان سيطر الثوار عليها واصبحت مقرهم. وحصل مالك على بطاقته الصحافية حين عمل مع والده في المنزل الذي تحول الى مقر المجلس المحلي بالبريقة وكان يساعد في الطباعة ثم اطلق المجلس صحيفة لمساعدة الثوار اعلاميا.

ويقول مالك المولود في الاول من ايلول/سبتمبر 1997 ويكبره نظام القذافي ب30 عاما، quot;حصلت على بطاقة صحافي من الصحيفة لاتمكن من مواكبة الاحداثquot;. ويضيف quot;وايضا لاقهر (ابز) بها اقرانيquot;.

واصبح مالك مدمنا الحضور الى ساحة التحرير ببنغازي وفندق الصحافيين ويواكب المؤتمرات الصحافية والتظاهرات وينشرها على حسابه على فيسبوك. وصودف ان التقى فريقا اردنيا يعمل لشركة بث اذاعي وتلفزيوني فتدرب معهم على الفيديو لشهر وحصل على شهادة.

غير انه يقول quot;بعدها شعرت بفراغ كبير فقررت تاسيس نواة وكالة للانباء اطلقت عليها وكالة البريقة الاخبارية وظللت اسال عن ترجمة الاسم الى الانكليزية (بي ان ايه) واسست موقعا على فيسبوك وبدات ابث اخباري وهي منوعة سياسية واجتماعية واقتصاديةquot;.

وعن مقر quot;وكالتهquot; يجيب quot;ليس لها مقر، مقرها الان حيث انا لكني اعمل على توفير مقر لهاquot;. ويضيف بطموح quot;واريد فتح مكتب للوكالة في سورياquot; لتغطية انتفاضة الشعب السوري ويحرص على التوضيح quot;سادشنه واعود للعمل في ليبيا التي اصبحت حرة وديموقراطيةquot;. كما يرغب في تاسيس quot;منظمة تهتم بحقوق الطفل وترعاها وفي اطلاق قناة للاطفالquot; متسائلا quot;لماذا لا يعطونا احدى قنوات معمر (القذافي) لنؤسس فيها لجيل ليبي جديد؟quot;.