قد تكون الجائزة النموذجية في مسابقة للأطفال عبارة عن حقيبة ظهر أو علبة غداء، أو ربما بعض الألعاب، لكن ليس في الصومال.


بيروت: خلال عطلة نهاية الأسبوع، أقامت إذاعة صومالية يديرها مجموعة الشباب، وهي أقوى جماعة إسلامية متشددة في البلاد، حفل توزيع جوائز لتكريم الأطفال الذين أثبتوا جدارتهم في الإجابة على أسئلة العامة وقراءة القرآن. أما الجوائز: بنادق أوتوماتيكية وقنابل يدوية حية.

وأشارت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; إلى أن المسابقة بدأت خلال شهر رمضان، وكان الشباب يوجهون اسئلة للمتسابقين، يعتقدون أن على كل طفل معرفتها، مثل: ما الحرب التي قتل فيها الشيخ تيماجيليك (مقاتل في مجموعة الشباب)؟

وتعتبر الصومال واحدة من الدول التي سجلت أدنى معدلات التعليم في العالم، وذلك في غياب حكومة مركزية عاملة، الأمر الذي جعل العديد من الأطفال الصوماليين أكثر دراية بالبنادق من الأقلام والمواد المدرسية.

وبعد انتهاء المسابقة، تم تسليم الجوائز يوم الأحد الماضي، خلال حفل أقيم في محطة quot;الأندلسquot; الإذاعية في ايلاشا بياها، وهي بلدة صغيرة بالقرب من العاصمة مقديشو.

وحاز الفائزون في المرتبة الأولى والثانية على بنادق AK - 47، إضافة إلى مبلغ من المال وبعض الكتب الإسلامية. وقدّم الشباب للفائز في المرتبة الثالثة quot;هديةquot; عبارة عن قنبلتين يدويتين، مع الإشارة إلى أن معظم المتسابقين في سن يتراوح بين 10-17 عاماً.

وعلى الرغم من أن طريقة اختيار الفائزين ونوع الهدايا التي قدمت لهم تبدو غير واضحة، إلا أن الشيخ مختار روبو ابو منصور قال بفخر أثناء حفل التكريم: quot;يجب على الأطفال أن يستخدموا يداً من أجل التعليم وأخرى لحمل السلاح والدفاع عن الإسلامquot;.

وباتت حركة الشباب وغيرها من الجماعات الاسلامية المتشددة مشهورة في حماسها على فرض تفسير صارم للدين الإسلامي وتعاليمه. ففي العام الماضي، حظرت حركة الشباب استخدام أجراس المدارس في بلدة جنوب الصومال بعد أن قرروا أن صوتها يبدو شبيهاً بأجراس الكنائس. وحظرت حركة الشباب أيضاً حمالات الصدر، وأسنان الذهب والرقص وكرة القدم، معتبرين انها مظاهر غير إسلامية.

وتمنع هذه الجماعة العديد من منظمات الاغاثة الغربية من الدخول إلى الأماكن التي تسيطر عليها من أجل تقديم المساعدة للمدنيين، في حين يعاني الصومال من المجاعة وقد توفي عشرات الآلاف من الناس بسبب الجوع والجفاف.

وأمر حزب الاسلام (جماعة متشددة أخرى في الصومال) جميع المحطات الإذاعية بإيقاف تشغيل الموسيقى، الأمر الذي اضطر المذيعين إلى إلغاء حتى الأصوات المتناغمة من برامجها اليومية. وتم استبدال بعض المحطات الموسيقية بنشرات الأخبار مع أصوات طلقات نارية، هدير محركات، أبواق السيارات وهمهمات الحيوانات.