الانتقالي يسيطر على سبها وأنباء عن فرار القذافي من المدينة

مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي في موقع قرب بني وليد

استقدم الثوار الليبيون مجموعة جديدة من الدبابات في محاولة للسيطرة على بلدة بني وليد أحد معاقل كتائب العقيد معمر القذافي الأخيرة، فيما سيطر الثوار بشكل شبهكامل على مدينة سبها.

بني وليد:حكم على رئيس الوزراء الليبي السابق المحمودي البغدادي الذي اعتقل مساء الاربعاء في تونس، بالسجن ستة اشهر صباح الخميس لاجتيازه الحدود بطريقة غير قانونية، كما قال لوكالة فرانس برس المتحدث باسم وزارة العدل.

وقال كاظم زين العابدين المتحدث باسم وزارة العدل لوكالة فرانس برس، ان البغدادي quot;احيل فورا امام مدعي الجمهورية في توزر (340 كلم جنوب العاصمة) وحكم عليه بالسجن ستة اشهر مع النفاد بمفعول فوريquot;.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية الخميس اعتقال البغدادي المحمودي الذي كان آخر رئيس حكومة في نظام القذافي مساء الاربعاء قرب الحدود مع الجزائر.

الا ان مسؤولا في وزارة الداخلية التونسية قدم المحمودي على انه الرئيس السابق للاستخبارات الليبية.

واوضح هذا المصدر ان المحمودي اعتقل لدخوله الاراضي التونسية بشكل غير شرعي في منطقة تمغزه الحدودية في جنوب غرب تونس.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مسؤول في وزارة الداخلية quot;انه اعتقل مساء امس قرب تمغزه لدى دخوله الى تونس. لم يكن لديه تأشيرة دخولquot;، موضحا ان شخصين آخرين كانا يرافقانه.

وقال متحدث باسم الحكومة الليبية المؤقتة اليوم الخميس ان القوات الموالية للحكومة الجديدة بسطت سيطرتها على كل أجزاء مدينة سبها التي كانت معقلا لانصار العقيد الفار معمر القذافي. وأضاف المتحدث أن المجلس الوطني الانتقالي يتحرى تقارير عن احتمال فرار القذافي من المدينة. وقال ان قوات المجلس تسيطر الان على مئة بالمئة من سبها وان كانت هناك جيوب مقاومة من جانب قناصة.

هذا وقال موسى ابراهيم المتحدث باسم القذافي لرويترز يوم الخميس ان ضربات حلف شمال الاطلسي الجوية وهجمات قوات الحكومة المؤقتة على سرت يومي الاربعاء والخميس تسببت في مقتل 151 شخصا.

وأضاف أن الامدادات نفدت من المستشفى الرئيسي بالمدينة. ويتعذر التحقق من هذه التصريحات اذ أن معظم الاتصالات مقطوعة في سرت -مسقط رأس القذافي- كما أن قوات المجلس الوطني الانتقالي تحاصرها من ثلاث جهات.

وقال ابراهيم عبر هاتف يعمل بالاقمار الصناعية quot;ما بين أمس وصباح اليوم قتل 151 مدنيا داخل منازلهم مع سقوط صواريخ جراد وغيرها من المتفجرات على رؤوسهم... توقف مستشفى المدينة عن العمل تماما.quot; وتدور اشتباكات بين مقاتلي المجلس الوطني الليبي الانتقالي وقوات موالية للقذافي في بني وليد اليوم الخميس، فيما اعاد الثوار تمركزهم خارج المدينة في مواقع تعرضت للقصف بالصواريخ.

ومن على بعد حوالى ستة كيلومترات من وسط بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) تسمع بين الحين والآخر اصوات الرصاص والانفجارات، فيما تتصاعد اعمدة الدخان من المدينة، وسط استمرار تحليق طائرات حلف شمال الاطلسي في الاجواء.

وقالت الطبيبة مريم الطيب التي ترافق الثوار منذ بدء المعارك في بني وليد، احد آخر معاقل القذافي، ان المركز الطبي الذي يقع في منطقة وشتاتة على بعد حوالى 30 كلم من المدينة quot;لم يتلق اي اصابات اليومquot;. واضافت لوكالة فرانس برس ان quot;الجبهة هادئة اليوم لذا لا نتوقع استقبال جرحى او شهداء قبل بدء معارك جديدة تنتظر اعادة تنظيم الصفوفquot;.

واعاد الثوار تمركزهم في مواقع لهم خارج بني وليد كانت تعرضت للقصف بصواريخ غراد الاربعاء. وتراجعت اعداد المقاتلين عند موقع اساسي كانوا يتمركزون عنده على بعد حوالى 20 كلم من بني وليد، وعاد هؤلاء حوالى خمسة كيلومترات الى الوراء.

ورغم اعلان مسؤولين في المجلس الانتقالي ان quot;معركة حاسمةquot; للسيطرة على بني وليد قد تنطلق خلال الساعات المقبلة، فان اعداد المقاتلين والآليات على الارض لا توحي بذلك. ويواجه الثوار صعوبات في السيطرة على بني وليد منذ ان دخولها قبل ايام، وهي صعوبات تتمثل في المقاومة العنيفة التي يلقونها من قبل قوات القذافي، وسوء التنظيم والتنسيق الذي يعم صفوفهم.

وابلغ قادة ميدانيون فرانس برس الاربعاء انهم اطلقوا حملة quot;اعداد وتنظيمquot; من اجل خوض quot;معركة حقيقةquot; في بني وليد، على ان يقوموا قبل اي هجوم كبير جديد بدراسة quot;طبيعة الارضquot; التي يقاتلون فيها.

واستهدفت أربعة صواريخ غراد الاربعاء موقعا اساسيا لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالقرب من بني وليد احد آخر معاقل العقيد معمر القذافي حيث استقدم الثوار مجموعة من الدبابات لاستخدامها في المعارك الهادفة الى السيطرة على المدينة. وسقطت الصواريخ في محيط الموقع الذي يبعد ما بين 15 الى عشرين كيلومترا عن بني وليد، ما دفع العديد من الثوار الى التراجع في حالة من الفوضى، بحسب مراسل فرانس برس في المكان.

والهجوم هو الاول من نوعه على هذا الموقع منذ نحو اسبوع، علما ان قوات المجلس الانتقالي سبق أن أعلنت أنها دخلت مدينة بني وليد وباتت تسيطر على مواقع فيها. وقتل ثلاثة عناصر من قوات المجلس الانتقالي على الاقل واصيب اكثر من 15الأربعاء وفقا للاطباء في المركز الطبي الذي يعالج الجرحى ويتلقى جثث القتلى على بعد حوالى 30 كلم من بني وليد.

وقال الطبيب مبروك كرناف لفرانس برس quot;سقط لنا ثلاثة شهداء على الاقل اليوم وعالجنا اكثر من 15 جريحاquot;. ولم يوضح كرناف والاطباء الآخرون ما اذا كان الضحايا سقطوا في الهجوم الصاروخي الذي تعرض له موقعهم او في حادث آخر وقع عن طريق الخطأ في المكان نفسه.

وكان مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبد الله كنشيل اعلن في تصريح لفرانس برس قبل ساعات من هذا الهجوم استقدام مجموعة من الدبابات quot;ستستخدم لدك حصون القوات الموالية للقذافي في بني وليدquot;. واضاف quot;نحتاج الى كثافة نارية لمواجهة القناصةquot;، مشيرا الى حشد مجموعات من الثوار من اجل quot;شن معركة حاسمة خلال 48 ساعةquot;.

وعلى بعد حوالى 20 كلم من بني وليد التي يلقى فيها الثوار منذ حوالى عشرة ايام مقاومة عنيفة من قبل قوات موالية للعقيد الليبي الفار، بدأت مجموعة من المقاتلين صباح اليوم تجهيز أربع دبابات احضروها من مناطق اخرى. وقال المقاتل سعد ابو عجيرة لفرانس برس quot;استقدمنا اربع دبابات جديدة لاستخدامها في معارك بني وليد وهناك دبابة خامسة سبق ان أحضرناها الى هناquot;.

واضاف ان quot;هذه الدبابات التي كانت تستخدمها قوات القذافي قبل الثورة، حان الوقت كي نستخدمها ضدها نحنquot;. وبدا واضحا أن الدبابات الاربع الروسية الصنع تعاني مشاكل تقنية، الا ان عددا من الخبراء بين الثوار انكبوا على إصلاحها، الى ان عملت ثلاث من الدبابات.

وقال المهندس عبد الرحمن محمد مختار الذي كان يقود احدى الدبابات quot;تعلمنا تصليح هذه الآليات وهي من نوع quot;تي-52quot; في جبهات القتال خلال مراحل الثورةquot; المسلحة التي انطلقت في منتصف شباط/فبراير واطاحت بحكم القذافي الذي استمر لاكثر من اربعة عقود. واضاف quot;لا ادري ان كنا سنستخدمها اليوم لكنها حتما ستفيدنا في معاركناquot;.

ويواجه مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي صعوبات متزايدة بينها غياب التنسيق والقيادة خلال محاولاتهم السيطرة على بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس). وبعد اكثر من اسبوع على انطلاق هجمات الثوار المبتهجين بسيطرتهم على العاصمة الليبية، باتجاه بني وليد اثر فشل مفاوضات لدخولها بشكل سلمي، لم يحرز هؤلاء سوى تقدم بسيط واصبحوا يتكبدون خسائر بشرية في شكل يومي.

في موازاة ذلك يتحدث العديد من المقاتلين عن تململ في اوساط الثوار جراء quot;خياناتquot; يتعرضون لها من قبل زملاء لهم، ينتمي معظهم الى بني وليد نفسها. وقتل واحد على الاقل من الثوار الأربعاء في انفجار وقع عن طريق الخطأ في سيارة قرب موقع يتمركز فيه الصحافيون على بعد حوالى 15 كلم من بني وليد.

وبعد دقائق من هذا الحادث، فقد مقاتل آخر السيطرة على سلاحه فبدأ بإطلاق النار في كل اتجاه وكاد يصيب اربعة من رفاقه. ويفتقد مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي في بني وليد الى التنظيم والتنسيق، وغالبا ما تحدث خلافات بين الكتائب المختلفة التي تضمهم حول أحقية الدخول الى جبهات القتال. وبعد نحو عشرة ايام من المعارك العنيفة، بات يتوجب على الراغبين في المشاركة في القتال الحصول على إذن رسمي من قادة ميدانيين.