كشف مسؤول أميركي بارز ان جيش بلاده واستخباراتها وافقت على تصعيد الهجمات الآحادية على شبكة حقاني في باكستانرداً على تكثيف عمليات الشبكة عبر الحدود لمهاجمة القوات الأميركية والأفغانية. واتهمت الولايات المتحدة المخابرات الباكستانية باستغلال شبكة حقاني لشن حرب بالوكالة.


واشنطن: كشف مسؤول أميركي بارز إن الولايات المتحدة كثفت، العام الماضي، هجماتها الأحادية على شبكة حقاني داخل باكستان، تزامناً مع انتقاد وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، تقاعس حكومة إسلام أباد في ملاحقة الحركة التي تعبر الحدود لاستهداف القوات الأميركية بأفغانستان.

وذكر المصدر، فضل عدم كشف هويته نظراً لحساسية القضية، إن الجيش الأميركي، إلى جانب وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وافقاً على تصعيد الهجمات بباكستان ضد الشبكة الإرهابية ، رداً على تكثيف عملياتها عبر الحدود لمهاجمة القوات الأميركية والأفغانية.

وأوضح المسؤول أن 20 في المائة من الهجمات بطائرات غير مأهولة، التي تنفذها وكالة الاستخبارات، استهدفت العام الماضي، عناصر الحركة، إلا أن مدى نجاح تلك الحملة في تحجيم قدرات الحركة يظل سؤالاً مطروحاً على ضوء استمرارها في شن هجمات كبيرة.

وأضاف: quot;أتخذ قرار تكثيف استهداف حقاني عام 2010.. هدف هجمات الاستخبارات الأميركية بالطائرات غير المأهولة هو القاعدة وحلفائها من المليشيات.quot;

وأشار المصدر إلى أن هجمات الطائرات غير المأهولة، لاستهداف حقاني، ترقى إلى تصرف أميركي أحادي الجانب داخل الأراضي الباكستانية، حتى مع رفع الجيش الأميركي وتيرة هجماته العسكرية ضد مليشيات الحركة داخل أفغانستان.

والثلاثاء، صعد وزير الدفاع الأميركي الضغوط على الحكومة الباكستانية لتفعيل تحركاتها ضد الشبكة الإرهابية قائلاً: quot;مبعث قلقنا البالغ حالياً هو الضغط قدر الإمكان على الباكستانيين للسيطرة على الحدود من جانبهم.quot;

وتابع: quot;لا يمكن السماح لقحاني عبور الحدود لمهاجمة قواتنا و(الأفغان) ومن ثم الاختفاء بالعودة إلى مخبأهم الآمن.. هذا لا يمكن السكوت عليه ونحثهم على التحرك.quot; ومن جانبه أبلغ رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الأدميرال مولن، نظيره الباكستاني، الجنرال أشفق كياني، تذمر واشنطن من إيواء إسلام أباد للحركة.

ويشتبه مسؤولون أميركيون في دعم الاستخبارات الباكستانية لشبكة حقاني. كما ناقش مدير الاستخبارات الأميركية، ديفيد بتريوس، مع نظيره الباكستاني، الجنرال أحمد شوجا باشا، الثلاثاء، عددا من القضايا المشتركة على رأسها شبكة حقاني.

وتبرز شبكة حقاني كعنصر توتر جديد بين أميركا وحليفها الأبرز في مكافحة الإرهاب، فيما يحاول الطرفان رأب الصدع الذي تسبب به الهجوم الأميركي على مقر زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، في بلدة quot;أبوتابادquot; الباكستانية.

وقتل بن لادن في العملية السرية التي نفذتها نخبة من قوات quot;سيلزquot; الأميركية، في مطلع مايو/أيار الماضي، دون إعلام الجانب الباكستاني مسبقاً بالهجوم.

وذكر المصدر الأميركي المسؤول، إنه بعد العملية، أوقفت باكستان العمل باتفاقية بين الجانبين، تقضي ببقاء قوة أميركية صغيرة داخل أراضيها، لكنها عادت لاحقاً لتسمح بدخول 150 جندياً أميركياً، وهو نصف العدد المتفق عليه مسبقاً.

وأوضح أن غاية التواجد الأميركي هو دعم وتدريب قوات الحدود الباكستانية.

والشبكة ، بزعامة جلال الدين حقاني، هي جماعة متمردة تحالفت مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ويعتقد أن يكون مقرها في المناطق الحدودية الباكستانية، التي تنعدم فيها سيطرة الحكومة المركزية، وينشط عناصر الحركة في المناطق الحدودية الوعرة بين أفغانستان وباكستان.

وتعتقد الاستخبارات الأميركية أن شبكة حقاني تلعب دوراً كبيراً في الأحداث الجارية بالمنطقة، وتشير التحقيقات إلى أنها تحصل على مواردها المالية من ثلاثة مصادر هي التبرعات التي تأتيها من الخليج، ومبيعات المخدرات، والمبالغ التي يقدمها تنظيم القاعدة.

أميركا تتهم باكستان بخوض حرب بالوكالة ضدها

واتهمت الولايات المتحدة المخابرات الباكستانية باستغلال شبكة حقاني لشن حرب بالوكالة وشددت بذلك من حدة انتقادها لعلاقات إسلام اباد بالفصائل المتحالفة مع طالبان والتي تقاتل قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية في أفغانستان. وقال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إنه خلال مناقشة مع قائد الجيش الباكستاني استمرت لنحو اربع ساعات ضغط على باكستان لقطع صلاتها مع الجماعة المتشددة.

وقال في كلمة القاها امام معهد كارنيجي للسلام امس الثلاثاء بحثنا ... الحاجة الى عزل شبكة حقاني خاصة الحاجة الى أن تقطع المخابرات الباكستانية صلتها بحقاني وهذه الحرب بالوكالة التي تشنها. وأضاف المخابرات الباكستانية كانت تفعل هذا - تعمل من أجل - دعم وكلاء لفترة ممتدة من الوقت. إنها استراتيجية في الدولة وأعتقد أنه يجب أن يتغير النهج الاستراتيجي في المستقبل.

الاميركيون يحضون باكستان على التحرك ضد حقاني بعد اعتداءات كابول

وحض وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا اليوم الاربعاء باكستان على التصدي لشبكة حقاني التابعة لحركة طالبان والتي حملها مسؤولية الهجوم الضخم الذي استهدف مقر قيادة قوات الحلف الاطلسي والسفارة الاميركية في كابول الثلاثاء.

وقال بانيتا متحدثا لصحافيين على متن الطائرة التي كانت تقله الى سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا quot;طلبنا مرارا من الباكستانيين استخدام نفوذهم لمنع وقوع مثل هذه الهجمات التي تشنها شبكة حقاني ولم نحرز سوى تقدم طفيف جدا بهذا الصددquot;.

واضاف quot;لن اقول لكم كيف سنرد بل اكتفي بالقول اننا لن نسمح بتكرار هذا النوع من الهجماتquot;. وقال ان quot;هجمات شبكة حقاني تقلقني كثيرا، لانها تقتل اشخاصا وتقتل جنودنا ولان عناصرها يفرون بعدها ويعودون الى ملاذ آمن في باكستان، وهذا غير مقبولquot;.

واضاف مؤكدا quot;سنقوم بكل ما في وسعنا للدفاع عن قواتناquot;. وشنت مجموعة من المقاتلين الثلاثاء والاربعاء على مدى 19 ساعة سلسلة من الهجمات في كابول استهدفت بصورة خاصة مقر قيادة قوات الحلف الاطلسي والسفارة الاميركية واوقعت ما لا يقل عن 15 قتيلا.

وافاد السفير الاميركي في كابول ان المهاجمين ينتمون الى شبكة حقاني التابعة لطالبان والمقربة من القاعدة. ويشتبه بان هذه الحركة التي تعتبر عدوا لدودا للقوات الاميركية دبرت عدة هجمات ضخمة في السنوات الاخيرة ولا سيما في كابول.