طرابلس: تتجه قوات جادو التابعة للمجلس الوطني الليبي الانتقالي نحو مدينة الغريفة جنوب طرابلس بهدف quot;تحريرهاquot; وطرد القوات الموالية للعقيد الفار معمر القذافي منها، بحسب ما اكد احد القادة الميدانيين للثوار اليوم الأحد.
وقال القائد الميداني في قوات جادو الامازيغية سالم غيد في تصريح لوكالة فرانس برس ان quot;قواتنا في الجنوب تتجه نحو مدينة غريفة التي تبعد حوالى 170 كلم جنوب غرب سبها لتحريرهاquot;. واضاف ان في الغريفة (حوالى 800 كلم جنوب طرابلس) quot;قوات موالية للقذافي لا تزال ترفع العلم الاخضر وسنعمل على طرد هذه القوات منهاquot;.
وتابع غيد انه quot;لا يوجد اي اتصال مع اهل غريفة لكننا نتوجه نحو هذه المدينة بناء على توصية من ثوار اوباري (منطقة قريبة) التي جرى تحريرها مؤخراquot;. واوضح ان هؤلاء الثوار quot;طلبوا منا التوجه الى الغريفةquot; مسقط راس عبد الرحيم شلقم، المندوب الليبي في الامم المتحدة الذي اعلن في بداية الثورة انشقاقه عن القذافي.
وذكر غيد ردا على سؤال حول امكان اعتقال قادة كبار من النظام السابق في هذه المدينة quot;نتوقع دائما ان نجد قادة كبارا في الجنوبquot;. واوضح ان الغريفة quot;منطقة حدودية (قريبة من الجزائر)، ونحن نسعى الى السيطرة على المناطق الحدوديةquot;.
وكان الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي احمد باني اعلن الخميس ان عددا من اركان نظام القذافي فروا من مدينة سبها (750 كلم جنوب طرابلس) باتجاه النيجر بعد سقوط هذه المدينة بأيدي الثوار. وقال ان الثوار quot;سيطروا على سبها بالكاملquot;.
واكد باني انه quot;تم تحرير المدن القريبة من سبها بالكامل بعد ان كانت من اكثر المدن تحصيناquot; ومن ضمنها مدينة اوباري التي ينتمي سكانها الى الطوارق، مؤكدا ان quot;الكثير من الطوارق يقاتلون الى جانب الثوارquot;. واوضح ايضا انه quot;تم تحرير اكثر من تسعين بالمئةquot; من بلدات الجنوب الليبي، داعيا السكان في جنوب البلاد الى المشاركة في القتال ضد كتائب القذافي.
مواصلة مشاوراته حول تشكيل الحكومة الموقتة
هذا وواصل المجلس الانتقالي الاحد في بنغازي مشاوراته حول تشكيل الحكومة الموقتة التي كان رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل اعلن انها ستعلن quot;خلال الاسبوع القادمquot;، بحسب عضو في المجلس.
وكان عبد الجليل صرح السبت ان quot;الحكومة ستعلن خلال الاسبوع القادمquot;، مضيفا quot;بعض الحقائب سيتولاها اعضاء من المجلس الانتقاليquot; مقرا بوجود خلافات في وجهات النظر اخرت مجددا الاعلان عن تشكيل الحكومة ومشددا على ان المجلس قرر ان quot;النضالquot; ضد نظام معمر القذافي quot;ليس معياراquot; لتولي حقائب وزارية وانما الكفاءة.
وقال عضو المجلس الذي طلب عدم كشف هويته، quot;استمرت في الاجتماع المشاورات والمداولات حول تشكيل الحكومة وتقرر في نهاية اجتماع اليوم تاجيل النقاش لوقت آخر وسيخصص اجتماعنا غدا الاثنين لمسائل اخرىquot; غير الحكومة.
غير انه اضاف ان مسار النقاش يؤشر الى quot;توجه الى تشكيل حكومة من 18 وزيرا والى اعتبار اننا في مرحلة استثنائية لا مجال فيها لفصل بين السلطاتquot; في اشارة الى ما اعلنه رئيس المجلس الانتقالي السبت من quot;مزجquot; بين المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي. ونفى المصدر نفسه الاتفاق حتى الان على الاسماء quot;لاسباب عديدةquot;، لم يوضحها عضو المجلس الانتقالي.
وكان مصدر مسؤول في المجلس قال في وقت سابق انه quot;من المتوقع ان يتم الاعلان عن الحكومة السبت او الاحد القادمينquot; وذلك في انتظار استكمال المشاورات وعودة رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل من نيويورك حيث يشارك في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
وينص الاعلان الدستوري في ليبيا في آذار/مارس الماضي على حكومتين، حكومة موقتة قبل تحرير كامل الاراضي، ثم في مهلة لا تزيد عن 30 يوما من اعلان التحرير تشكل حكومة انتقالية تشرف على انتخاب مؤتمر وطني عام (مجلس تاسيسي) وعلى اعداد الدستور وادارة العملية الانتخابية. ويحل المجلس الانتقالي عند انتخاب مجلس تاسيسي بعد ثمانية اشهر من تشكيل الحكومة الانتقالية.
غير ان مصدرا قريبا من الاجتماع قال ان quot;تشكيل الحكومة دونه الكثير من الصعوباتquot; موضحا ان quot;عدد الوزراء مشكلة، والتسمية مشكلة، واسماء من يتولى الحقائب مشكلةquot; مشيرا حسب رايه الى ان quot;دخول اعضاء من المجلس الانتقالي الحكومة يطرح مشكلة اضافية من طبيعة قانونية حيث لا يفترض باعضاء المجلس تولي مناصب تنفيذية بحسب الاعلان الدستوريquot;.
وكان عبد الجليل اعلن السبت انه قد يتم quot;المزجquot; بين المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي وتولي اعضاء من المجلس حقائب وزارية في هذه الحكومة الموقتة التي ستصرف شؤون البلاد الى حين استكمال تحرير مختلف المناطق. واشار المصدر الى ان اجتماعات المجلس الحالية في بنغازي لا تقتصر على بحث ملف الحكومة.
وقال ان الاجتماعات تنظر في quot;كل القضايا التي تهم ليبيا وليس فقط في الحكومةquot; مضيفا انه quot;من المسائل التي يتدارسها اعضاء المجلس تفعيل القرارت الخاصة باسر الشهداء والجرحى والمقاتلين، وايضا الوضع في غدامس اثر هجوم فلول كتائب (معمر) القذافي على المدينةquot;.
وكان المجلس قرر السبت منحا مالية لاسر الشهداء والجرحى والمقاتلين وايضا التكفل بعلاج الجرحى في الاردن وايطاليا. وكان موالون للقذافي شنوا فجر الاحد هجوما على مدينة غدامس (600 كلم جنوب غرب طرابلس)، ما ادى الى مقتل ثمانية من الثوار الليبيين، بحسب ما افاد مسؤول محلي.
وغدامس تعد تاريخيا من اهم طرق التجارة بين شمال افريقيا ودول جنوب الصحراء الافريقية وهي منطقة واحات وتهريب تصعب السيطرة عليها امنيا وتقع عند مفترق طرق بين ليبيا والجزائر وتونس.
التعليقات