المشير حسين طنطاوي متجولا في شوارع القاهرة مساء الاثنين |
تجول المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري للمرة الثالثة مساء الاثنين في وسط القاهرة. لكن هذه المرة كانت الجولة مفاجئة ومن دون حراسة أمنية، ما ادى الى طرح تساؤلات عدة حول الهدف منها. وفيما قال التلفزيون المصري إن طنطاوي يصلح لقيادة البلاد شكك شباب الثورة في نوايا المجلس العسكري.
القاهرة:في خطوة مفاجئة لا تخلو من الدلالات، تجول المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري في وسط القاهرة، مساء الإثنين الماضي، مرتدياً الزي المدني، ومن دون حراسة، وإلتقط له المواطنون صوراً بالموبايل وهو يسير في شوارع وسط القاهرة وكان يرتدي حلة سوداء، ويصافح المارة والباعة.
يصلح للرئاسة
ونقل التلفزيون المصري الرسمي اللقطات وبثها مع تعليق لمذيع يؤكد فيها أن الزيارة تؤكد أن مصر تنعم بالأمان، لكنّ ذلك المذيع ذهب إلى ما أبعد من دلالة الأمن، ليؤكد أن quot;المشير طنطاوي يصلح لقيادة مصر في الزي المدني، يعني يبقى رئيس مصر في المرحلة المقبلةquot;.
وتحمل تلك الجولة رقم3 في زيارات المشير طنطاوي لمنطقة وسط القاهرة بعد الثورة، حيث زار ميدان التحرير أثناء اشتعال الثورة ضد الرئيس السابق حسني مبارك وصافح المتظاهرين الذين كانوا يحتشدون في الميدان، ثم زاره مرة أخرى بعد إزاحة مبارك لمدة 40 دقيقة بتاريخ 12 آب- أغسطس الماضي، بعد صلاة الجمعة، و تفقد الميدان، وصافح أفراد الشرطة العسكرية والشرطة المدنية المتواجدين في الميدان، وسألهم عن أحوالهم ومشاكلهم. كما التقى بعض المواطنين. وسألهم عن أحوال البلد ، فرد أحدهم مستفسراً منه عن موعد تسليم السلطة إلى رئيس منتخب، فرد المشير بابتسامة قائلًا: قريباً إن شاء الله. وهتف له بعض المواطنين quot;يا مشير يا مشير سير سير.. إحنا وراء من التحريرquot;.
لا نية للتخلي عن السلطة
من جانبها، شككت نهاد ممدوح عضو إتحاد ثورة 25 يناير في أن تكون الجولة من دون سابق ترتيب، أو من دون حراسات، وأضافت لـquot;إيلافquot; أن الجولة تشير إلى أن المجلس العسكري لا ينوي التخلي عن السلطة بسهولة، منوهةً بأن الجولة قد تكون في سياق الترويج الإعلامي للمشير على أنه الرئيس المصري الأول لما بعد الثورة، لاسيما أن المذيع الذي كان يعلق على الجولة قال ذلك صراحة.
فيما ذهب الدكتور عمار علي حسن إلى أن الجولة لها أكثر من دلالة، وأوضح لـquot;إيلافquot; أن أولى الدلالات أنها تبعث برسالة طمأنة للمصريين وللخارج تفيد بأن مصر تنعم بالأمان، ولا تعاني فلتانا أمنيا، مشيراً إلى أن الدلالة الثانية للجولة هي محاولة لتخفيف احتقان الشارع بعد الأنباء التي خرجت لتزعم أن شهادة المشير في محاكمة مبارك كانت لصالح الرئيس السابق، معتبراً أن الدلالة الأهم أنها قد تكون مقدمة للترويج لترشح المشير للإنتخابات الرئاسية المقبلة، وأن المجلس العسكري ليس لديه نية حقيقية لتسليم السلطة إلى رئيس منتخب ويكون من خارج المؤسسة العسكرية.
من دون ترتيب
فيما قال مصدر عسكري لـquot;إيلافquot; إن جولة المشير طنطاوي في وسط القاهرة تمت من دون سابق ترتيب ولم يكن برفقته حراسة خاصة، مشيراً إلى أن طنطاوي كان في زيارة غير رسمية لأحد أصدقائه في شارع قصر النيل، وترجل من أجل التأكيد أن الشارع المصري ينعم بالأمان، وأضاف أن التلفزيون المصري لم ينقل الجولة على الهواء مباشرة كما يشاع، بل نقلها عن لقطات فيديو مصورة من قبل أحد المواطنين. وحول تعليق المذيع حول أن الزيارة تدل على أن طنطاوي يصلح لقيادة مصر بالزي المدني في المرحلة المقبلة، قال المصدر إن المجلس العسكري جاد في تسليم السلطة إلى رئيس مدني منتخب، ولا نية لديه للقفز على السلطة، لافتاً إلى أن ما قاله المذيع يمثل رأيه الشخصي، ولا يعبر عن وجهة نظر المجلس العسكري أو المشير طنطاوي.
ثورة جديدة
ومن جانبه، حمل المهندس حازم صلاح أبو اسماعيل المرشح المحتمل للرئاسة والمنتمي إلى التيار السلفي على المجلس العسكري بقوة، وقال إن لم يتبق له في الحكم سوى 24 ساعة فقط، حسب الوعد الذي قطعه على نفسه بتسليم السلطة خلال ستة أشهر، وقال أبو إسماعيل في لقاء جماهيري مساء أمس، quot;لم يتبقَ للمجلس العسكري سوى 24 ساعة فقط، وفقاً لما ألزموا أنفسهم به، ونحن ليس لنا إلا طلب واحد، وهو إعلان جدول زمني واضح لعملية انتقال السلطة يحدد مواعيد إجراء انتخابات مجلس الشعب والشورى والانتخابات الرئاسيةquot;، وأضاف أن ثورة جديدة سوف تندلع في حال عدم تسليم المجلس العسكري للسلطة أو وضع جدول زمني محدد وواضح لإجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية.
دولة مدنية
وكان المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أكد أن مصر ستكون دولة مدنية ديمقراطية، وذلك خلال خطابه بمناسبة الإحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة 23 يوليو- تموز 1952، مشيراً إلى أن المجلس العسكري يمضي في تنفيذ خطته الرامية إلى تسليم السلطة إلى المؤسسات المدنية من خلال إجراء الإنتخابات البرلمانية ثم وضع دستور للبلاد ثم إجراء إنتخابات رئاسة الجمهورية، لكنه لم يحدد جدولا زمنياً لذلك.
التعليقات