تشير وثائق عُثر عليها في مبنى سفارة بريطانيا في طرابلس إلى أنّ خميس القذافي نجل العقيد الليبي وصاحب الشخصية المخيفة في أوساط الليبيين العاديين، كان يحظى بمعاملة خاصة ومترفة في المملكة المتحدة التي كانت تستضيفه باستمرار.


خميس القذافي النجل الخامس للعقيد الليبي الفار

لندن: كشفت صحيفة quot;الدايلي تلغرافquot; البريطانية النقاب عن مستوى المعاملة المترفة التي كان يتلقاها خميس القذافي، النجل الخامس للعقيد الليبي الفار، من جانب المملكة المتحدة، على مختلف الأصعدة والمستويات.

واستهلت الصحيفة حديثها في هذا الجانب بإبراز تلك الدعوة التي وجّهها إليه في العام الماضي السفير البريطاني في ليبيا، ريتشارد نورثيرن، لحضور حفل عيد ميلاد الملكة إليزابيث الثانية.

وقالت الصحيفة إن حضور خميس هذا الحفل، الذي أقيم في السادس عشر من حزيران/ يونيو عام 2010، إلى جانب 32 آخرين من صفوة الجيش الليبي وُجِّهَت إليهم الدعوة أيضاً من أجل حضور تلك المناسبة، كان بمثابة التغطرس الدبلوماسي النادر في بلد يحظر قائدها الكحول، باعتباره تهديداً على quot;المجتمع الليبي الثوريquot;.

وقد أظهرت وثائق، عثرت عليها الصحيفة في مبنى سفارة بريطانيا المهجور الآن في ليبيا، أن خميس القذافي ورفاقه لم يُدرَجوا في قائمة الضيوف بناءً على طلب نورثيرن، وإنما بناءً على اقتراح من جانب منظمة الأمن والدفاع الصناعي والتجاري، وهي عبارة عن وحدة تابعة للحكومة مخصصة للترويج لصادرات الأسلحة البريطانية.

وفي العام 2007، على هامش quot;صفقة الخيمةquot; سيئة السمعة التي أبرمت بين رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، والعقيد القذافي في الصحراء الليبية، والتي مهّدت الطريق أمام الإفراج عن المقرحي، المتهم في حادث تفجير لوكيربي، قام اللواء خميس بالتوقيع على عقد قيمته 85 مليون إسترليني من أجل الحصول على نظام قيادة وتحكم من quot;جنرال ديناميكسquot;، التي قامت بتصنيع نموذج مشابه للجيش البريطاني.

وقد تم تمرير تلك الصفقة، التي حظيت بدعم شخصي من جانب بلير نفسه، رغم أن صحبة خميس لا تجلب أي متعة لأي أحد، باستثناء ربما تجار السلاح، على حد قول الصحيفة.

لم يقف وصف الصحيفة لخميس عند هذا الحد، بل واصلت بقولها إنه كان يبدو كشخصية مخيفة في أوساط المواطنين الليبيين العاديين، الذين كانوا ينظرون إليه على أنه رجل قوي الشخصية، وتتم تربيته وإعداده لكي يحل محل والده.

ويعلم الدبلوماسيون منذ فترة طويلة أن وحدته المكونة من 10 آلاف شخص مجهزة بصورة أفضل من بقية الوحدات في الجيش الليبي، ومهمتها الإبقاء على أسرة العقيد في السلطة مهما تكلف الأمر.

وهو ما اتضح مع بدء الانتفاضة الشعبية في البلاد خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، حيث قامت الكتيبة بكل المحاولات الممكنة من أجل سحق الثوار في بنغازي ومصراتة.

وزادت حدة الأساليب التي تستعين بها الكتيبة مع وصول أعمال القتال إلى العاصمة طرابلس، حيث قامت بإعدام 45 سجيناً على الأقل في مستودع بالقرب من ثكناتها يوم 23 من شهر آب/ أغسطس الماضي.

وأوردت الصحيفة هنا عن شخص نجا من عمليات الإعدام هذه، يدعى عبد الرحيم إبراهيم بشير، قوله : quot;صعد 4 جنود إلى أعلى المستودع، وفتح جندي آخر الباب. وبدؤوا يطلقون النار صوبنا. وكان هناك شخص يقف عند الباب يقذف بقنابل يدوية. وبعدما هربت، رأيت أحد الجنود يقوم بقتل أي شخص مصابquot;.

وبينما تسود اعتقادات بأن خميس قد لقي حتفه، بعدما أطلقت مروحية أباتشي صاروخاً على سيارته المصفحة بالقرب من بني وليد، فإن الحكومة المقبلة ستتبعه، إذا كان لا يزال حراً وعلى قيد الحياة، لتقديمه إلى محكمة لاهاي على ما اقترفه من جرائم حرب.

إلى هنا، تساءلت الصحيفة عن الأسباب التي دفعت ببريطانيا إلى تسليح وحدة يدل اسمها على أنها ميليشيا خاصة. ورداً على ذلك، قال ناطق باسم منظمة الأمن والدفاع البريطانية إنهم لم يُصَدِّروا أي معدات لتلك الوحدة، خشية استخدامها في القمع الداخلي.

وقد وجدت الوثائق، التي عثرت عليها الصحيفة، النطاق الاستثنائي الذي كانت تدلل بريطانيا من خلاله كتيبة خميس القذافي.

وتبين أن عقد quot;جنرال ديناميكسquot; فتح الباب لعهد جديد من التعاون الوطيد مع الجيش الليبي، بما في ذلك تدريبه من جانب القوات الجوية البريطانية الخاصة quot;SASquot;، وخطط لتلقيه دورات في أكاديمية ساندهيرست، ورحلات من جانب الجنرالات البريطانيين لملاقاة خميس في ليبيا، إضافة إلى توجيه دعوات خاصة إلى قادة عسكريين تابعين للقذافي إلى حضور معرض فارنبوروغ الجوي، مع الإقامة في فنادق خمس نجوم في العاصمة البريطانية لندن.

ثم مضت الصحيفة تتحدث، من خلال الوثائق، عن مدى التعاون الذي كان قائماً بين الجانب العسكري في بريطاني ونظيره الليبي، وأبرزت في السياق عينه أيضاً دفاع أحد المسؤولين البريطانيين عنأحد البرامج التي كانت تعنى بتدريب قوات ليبية خاصة، لاسيما وأنه لا يوجد ما يبرر امتناع الحكومة البريطانية عن تنفيذ تلك الخطوة.