الطوابير اختفت من أمام مراكز الاقتراع في المرحلة الثالثة من الانتخابات

يتوافد المصريون اليوم منذ ساعات الصباح الأولى إلى صناديق الاقتراع ضمن المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية، وسط إقبال ضعيف وبعض الخروقات كاستعمال بطاقات الموتى القومية.


القاهرة: يتوافد المصريون إلى مراكز الإقتراع منذ الثامنة صباحاً بتوقيت القاهرة السادسة بتوقيت غرينتش، ضمن المرحلة الثالثة من الإنتخابات البرلمانية، لإختيار 150 نائباً من بين 2754 مرشحاً. وشهدت لجان الإقتراع إقبالاً ضعيفاً في بعض مراكز الإقتراع ومتوسطاً في مراكز أخرى، مقارنة بالمرحلتين الأولى والثانية. فيما استمرت العديد من الخروقات القانوينة، ومنها وجود دعاية إنتخابية أمام اللجان، وتضمن سجلات الناخبين أسماء متوفين كما حدث في محافظة شمال سيناء. فيما يتنافس مجموعة من رموز الإسلاميين والفلول في هذه المرحلة.

150 نائباً

ووفقاً للجنة العليا للإنتخابات فإن المرحلة الثالثة تشمل محافظات: المنيا، القليوبية، الغربية، الدقهلية، شمال سيناء، جنوب سيناء، الوادي الجديد، مطروح، قنا. وتجري في 7210 مقرات انتخابية بالمحافظات، و15175 لجنة فرعية، بإشراف 13000 من القضاة وأعضاء الهيئات القضائية. ويبلغ إجمالي من يحق لهم التصويت في المحافظات التسع 14مليونا و39 ألفا و300 ناخباً، عليهم إختيار مائة نائب بنظام القائمة، و50 النظام الفردي. وتجري عملية التصويت على مدار يومين، الثلاثاء والأربعاء 3 و4 يناير الجاري، على أن تجري جولة الإعادة يومي 10 و11 من الشهر نفسه.

تزامن محاكمة مبارك

وتتزامن إنتخابات المرحلة الثالثة مع إستئناف محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلي، وستة من مساعديه في تهم تتعلق بالفساد وقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير التي أطاحت به من الحكم في 11 فبراير الماضي. ورغم اهتمام المصريين بالمحاكمة منذ بدايتها في 3 أغسطس الماضي، إلا أن اهتمامهم بها خفت بدرجة كبيرة، لصالح الإنتخابات البرلمانية، التي ستحدد مستقبل دولتهم، ولم يعودوا يجلسون مشدوهين أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة رئيسهم السابق ونجليه وهم يدخلون ويخرجون من قفص الإتهام، فيما خف أيضاً اهتمام المصابين وأسر القتلى بالقضية، فلا يتظاهرون بالمئات أو الآلاف أمام مقر أكاديمية الشرطة التي تجري فيها فصول المحاكمة.

الخوف من فشل الثورة

ويعزي حسن أبو العينين محامي الضحايا عدم اهتمام المصريين بالمحاكمة إلى تلاحق وتشعب الأحداث في مصر بشكل كبير، وقال لـquot;إيلافquot; إن خشية المصريين من حدوث فوضى وفشل ثورتهم، بسبب أعمال العنف التي شهدتها البلاد منذ شهر منذ نهاية شهر يونيو فيما عرف بأحداث البلون ثم أحداث ماسبيرو، ثم أحداث محمد محمود ثم أحداث مجلس الوزراء وحرق المجمع العلمي، كل ذلك جعلهم غير شغوفين بمتابعة محاكمة الرئيس السابق ورموز نظام حكمه، وأضاف أبو العينين إن توقف المحاكمة لنحو شهرين، ثم استئنافها، وتزامنها مع الإنتخابات البرلمانية دفع بالمصريين إلى الاتهمام أكثر بالإنتخابات، التي تحظى عادة بمتابعة الأغلبية، لا سيما أنها تعتبر المرة الأولى في تاريخهم التي يجربون فيها إنتخابات تتمتع بالنزاهة والشفافية، ويشعرون أن أصواتهم صارت ذات قيمة وفائدة في تحديد مصير بلادهم.

رموز الإسلاميين

يتنافس في الإنتخابات الحالية مجموعة من الشخصيات ذات الثقل السياسي، وإضافة إلى بعض رموز الفلول، ومنهم: الدكتور سعد الكتاتني الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ويخوض المنافسة على رأس قائمة الحزب في محافظة المنيا، جنوب القاهرة. وكان الكتاتني رئيس كتلة الأخوان البرلمانية في برلمان 2005، ولكنه لم ينجح في إنتخابات 2010 التي شهدت أعمال تزوير واسعة، وكانت أحد أهم أسباب اندلاع ثورة 25 يناير.

وينافس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط الكتاتني في المنيا، حيث يترشح ماضي على رأس قائمة حزبه، ويعتبر من رموز العمل الإسلامي في مصر، وكان عضواً بجماعة الإخوان المسلمون، قبل أن يعلن انشقاقه عنها، ويؤسس حزبه quot;الوسطquot;، ولكنه لم يحصل على الترخيص من النظام السابق، رغم صدور أحكام قضائية بأحقيته في العمل السياسي، وكان quot;الوسطquot; أو حزب سياسي يخرج للنور بعد الثورة.

ومن الوجوه الإخوانية البارزة التي تنافس في المرحلة الثالثة، الدكتور محمد البلتاجي، المرشح بمحافظة القليوبية، ويشغل منصب الأمين العام لحزب الحرية والعدالة بالقليوبية، ومرشحاً على رأس قائمته، وكان من الوجوه البارزة أثناء الثورة. بالإضافة إلى محسن راضي، هو قيادي بارز بالجماعة أيضاً، وكان نائباً في مجلس الشعب في دورة 2005، ويمتلك شركة للإنتاج الفني، ويتبنى مشروعاً لإنتاج مسلسل وفيلم سينمائي عن حياة مؤسس الجماعة حسن البنا، رداً على مسلسل الجماعة الذي كتبه وحيد حامد، وأنتجه التلفزيون المصري عام 2010.

رموز الفلول

يتنافس بعض رموز quot;الفلولquot;، وعلى رأسهم: عبد الرحيم الغول، المرشح على مقاعد الفردي في محافظة قنا، ويحظى بعصبية قوية. ويعتبر الغول من أبرز وجوه النظام السابق، وكان لا يفوت فرصة إلا ويمتدح فيها الرئيس السابق حسني مبارك.

ورغم أن أصابع الإتهام أشارت إلى ضلوعه في حادث نجع حمادي في بداية العام 2010، الذي راح ضحيته سبعة أقباط أثناء خروجهم من كنيسة بعد أداء الصلاة، إلا أنه لم يقدم للمحاكمة، ورشحه الحزب الوطني المنحل في إنتخابات عام 2010، وفاز بها.

ويعتبر الإعلامي توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين من الوجوه البارزة فيما يعرف بـquot;الفلولquot;، وكان من أشرس المدافعين عن النظام السابق قبل الثورة، ثم صار من أشد المدافعين عن المجلس العسكري بعد الثورة. وكان على رأس الفائزين في إنتخابات 2010 التي شهدت أعمال تزوير واسعة. وانتشرت له فيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي وهو ينحي مقبلاً يد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني المنحل، والذي يحاكم حالياً في تهم تتعلق بالفساد وقتل المتظاهرين.

ويخوض عكاشة الإنتخابات بمحافظة الدقهلية على رأس قائمة حزب مصر القومي الذي أسسه بعد الثورة.

وينظر إلى مرتضى منصور على أنه من quot;الفلولquot; أيضاً، وكان من أشد مؤيدي الرئيس السابق، وكان ينعته بـquot;باباquot;، أو quot;الرجل الكبيرquot;، وهو رئيس نادي الزمالك الأسبق، ومتهم حالياً في قتل المتظاهرين فيما عرف لـquot;موقعة الجملquot;، ويخوض منصور الإنتخابات مستقلاً على مقعد دئرة ميت غمر في محافظة الدقهلية.

الموتى يصوتون

وشهدت الساعات الأولى من عمليات الإقتراع بعض الإنتهاكات، أبرزها إستمرار الدعاية أمام اللجان، وتأخر فتحها أمام الناخبين لمدد تتراوح ما بين عشرة دقائق وساعة كاملة. ورصد جمعية عالم جديد لحقوق الإنسان التي تراقب الإنتخابات وجود أسماء متوفين ضمن سجلات الناخبين، وذلك في محافظة شمال سيناء ، ومنهم: تسجيل المتوفى نصر الله هجرس موسى الهرش المتوفي في 19/8/2009 برقم 851 ورقم قومي 25309053400073 بلجنة رقم 240 بمدرسة متعب هجرس الابتدائية بقرية رابعة، قسم شرطة رمانة، محافظة شمال سيناء. و تسجيل المتوفى ماهر خليف مقيبل المتوفي في 3/3/2005 برقم 672 باللجنة رقم 240 بالمدرسة نفسها أيضاً.

الدعاية المحظورة

ومن الخروقات القانوينة، إستمرار الدعاية الإنتخابية أمام الجان، ويستوي في ذلك جميع الأحزاب المتنافسة، لا سيما أحزاب: الحرية والعدالة الإخواني، النور السلفي، الكتلة المصرية، والمستقلين.

ومن النماذج التي تم رصدها: وجود دعاية لحزب الحرية والعدالة امام مدرسة سالم اليماني الابتدائية المشتركة بشمال سيناء. دعاية لأحزاب الوفد والكتلة المصرية والنور أمام مدرسة الشهيد احمد عبد الكريم حداد الثانوية العسكرية محافظة مطروح. دعاية انتخابية لحزب النور امام مدرسة رفاعة الابتدائية بمحافظة قنا. وامام مدرسة معهد القراءات للفتيات محافظة الغربية.