سيارة تحمل دعاية للكتلة المصرية الليبرالية

يوشك المصريون على الانتهاء من أول إنتخابات مصرية بعد سقوط نظام الرئيس مبارك، وسط إقبال ضعيف وبعض أعمال العنف، كما مارس السلفيون ضغوطاً دينية على الناخبين. وتزامنت هذه الانتخابات مع محاكمة الرئيس حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي.


القاهرة: يوشك المصريون على الإنتهاء من أول إنتخابات برلمانية بعد الثورة التي أطاحت بنظام حكم الرئيس مبارك، واستأنفوا التصويت في المرحلة الثالثة والأخيرة من الإنتخابات لليوم الثاني، وبدا الإقبال على التصويت متوسطاً، واختفت ظاهرة الطوابير الطويلة التي كانت سمة مميزة للمرحلتين الأولى والثانية. ولكن قد يعود ذلك إلى أن المحافظات التسع التي تشكلها المرحلة الثالثة ذات كثافة سكانية أقل من سابقيها. وتأتي الإنتخابات متزامنة مع استئناف محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعدي الأخير في قضايا تتعلق بقتل المتظاهرين والفساد. فيما وقعت أعمال عنف أثناء الإقتراع، واستمرت الدعاية الإنتخابية المحظورة والرشاوى.

إقبال ضعيف

كان الإقبال ضعيفاً جداً خلال الساعات الأولى، لكنه عادة ما يتزايد بعد الثانية ظهراً، موعد خروج الموظفين والعاملين في مؤسسات الدولة من أعمالهم. وقدر حزب الحرية والعدالة الإقبال على التصويت في اليوم الأول أمس 3 يناير الجاري، ب35%، مشيراً إلى أن محافظتي الدقهلية والقليوبية سجلتا أعلى نسبة إقبال تليهما الغربية والمنيا، ثم شمال وجنوب سيناء والوادي الجديد، بينما كانت محافظتا قنا ومرسي مطروح الأقل من حيث نسبة الاقبال. وانتقد الحزب الذي يعتبر الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وقوع أعمال عنف في اليوم الأول، منوهاً بأن هناك عدة مخالفات تمثلت في وجود موظفين في اللجان الانتخابية أقارب لعدد من المرشحين كما هو الحال في بعض اللجان زفتي في محافظة الغربية، وعدد من لجان محافظة الدقهلية وفي بعض اللجان في بئر العبد شمال سيناء وكذلك في محافظة قنا، بالإضافة إلى ما شهدته بعض اللجان من طرد عدد من القضاة مندوبي مرشحي الحزب وعدم السماح بتواجدهم داخل اللجان.

تأخر فتح اللجان

وشهد اليوم الثاني عدة خروقات أهمها: تأخر فتح اللجان أمام الناخبين لمدد تتراوح ما بين 25 دقيقة وساعة، كما هو الحال في لجان: مدرسة الشهيد عمر عبد الخالق في كفر منصور، طوخ، القليوبية. مدرسة الإعدادية بنات، العريش، شمال سيناء.

مدرسة الجمالية للتعليم الأساسي في قرية الجمالية، مركز قوص، قنا. و فتحت لجان مدرسة بني عامر الابتدائية المشتركة في مركز العدوة محافظة المنيا، أبوابها للناخبين بعد الموعد ساعة وربع الساعة. واستمرت الدعاية المحظورة أمام اللجان، ويتساوى في ذلك الأحزاب والمرشحون، ومنها: دعاية لحزب النور أمام مدرسة الشهيد عبد اللطيف الابتدائية في قرية الدلجمون الغربية. دعاية انتخابية للمرشح سيد محمد شلقامي (مستقل) أمام مدرسة كفر منصورة الابتدائية المنيا. دعاية انتخابية لحزب الحرية والعدالة أمام مدرسة بئر العبد التجارية الثانوية شمال سيناء.

العنف

وعادت مجموعة من الظواهر السلبية التي كانت متأصلة في العملية الإنتخابية في عهد النظام السابق، ومنها: العنف وإطلاق النار، وحسب تقرير لمؤسسة عالم واحد، وقع اطلاق نار بين أنصار حزب الحرية وبين الناخبين أمام مدرسة الدكتورعبد العزيز القوصي في قنا، دون وقوع إصابات بسبب الدعاية التي يقوم بها انصار الحزب. وحاول أحد الناخبين اطلاق النار بسبب العصبية القبلية أمام مدرسة أبو بكرالصديق شمال سيناء، قبل أن يسيطر الجيش علي الموقف. وفي لجنة المعهد الأزهري الابتدائي والإعدادي في الدائرة الأولى في محافظة قنا، اعتدى مرشحو حزب الوفد والمرشح محمد فتحي عبد الهادي بالضرب على السيدات المنتقبات والرجال الملتحين، ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم ومنع مندوبي المرشحين من القيام بأعمالهم، وتم تحرير محضر في قسم الشرطة. ووقعت أعمال عنف أمام اللجان في قرية ششتا في مركز زفتي محافظة الغربية، بسبب قيام شيخ سلفي بتهديد الناخبين بأنه من لا يعطي صوته لحزب النور السلفي فسيدخل النار. ومن يحب الله ورسوله عليه أن يعطي صوته للحزب ومرشحيه.

مصري يركب جملاً ويمر أمام لافتة لحزب الحرية والعدالة

واستمرت المشادات والمشاجرات اللفظية، بين أنصار الأحزاب لليوم الثاني على التوالي. و شهدت الدائرة الاولى محافظة القليوبية مراكز اقتراع مدرسة الإمام محمد عبده مشادات بين انصار حزب النور وانصار حزب الحرية والعدالة بسبب الدعاية المكثفة من جانب انصار حزب النور خارج مركز الاقتراع، وأيضا شهد مركز اقتراع مدرسة كفر الجزار مشادات بين انصار الحرية والعدالة وانصار حزب النور بسبب قيام أنصار حزب النور بترويج إشاعات بان مرشح الحرية والعدالة هاني جار فهيم مسيحي.

الرشاوى الإنتخابية

كما عادت ظاهرة الرشاوى الإنتخابية في صورة بشعة أيضاً، ووفقاً للتقارير الحقوقية فإن حزب الحرية المحسوب على الفلول تصدر هذا المشهد، فأمام مدرسة جراجوس في قنا، وزع أنصاره مبالغ مالية تتراوح ما بين 50 ومائة جنيه على الناخبين مقابل التصويت لقائمته ومرشحي الفردي. فيما وزع أنصار المرشح المستقل سيد أحمد محمد سليم وجبات غذائية لموظفي اللجان 135،136،137 في مدرسة السيول الإعدادية في قرية خزام- مركز قوص- قنا. ووزع أنصار المرشح المستقل إبراهيم قشطة مبالغ نقدية تتراوح بين 20 الى 50 جنيها على الناخبين أمام مدرسة المعهد الديني ndash; مركز المحلة الكبرى- الغربية. و في لجان مدرستي جاد الحق الابتدائية و فريدة حسان التجارية في المنصورة في الدائرة الاولى في الدقهلية، وزع انصار حزب الحرية والعدالة وجبات على الناخبين ومراقبي منظمات المجتمع المدني. ووقعت حالة وفاة مواطنة في الدقهلية امام لجنة كفر الوزير بميت غمر اثر اصابتها بأزمة قلبية.

إستغلال الأمية

واستغلت الأحزاب انتشار الأمية بين المصريين في توجيه الناخبين للتصويت لصالحها، وتنافس في ذلك الفلول وحزب النور السلفي، ومنها ما حدث في اللجان 13،14 في مدرسة رفاعة الابتدائية مركز فرشوط، قنا، حيث وجه أنصار حزب النور الناخبين إلى التصويت لصالح الحزب.