سويتو: لم يعد حي سويتو الذي كان مهد الكفاح ضد نظام التمييز العنصري، معقلا مميزا للمؤتمر الوطني الافريقي. فالولاء للحزب الذي يحتفل بمرور مئة سنة على تاسيسه، كبير في الحي لكن العديد من سكانه يرون ان الحزب quot;يبتلع مالquot; الشعب بينما احتيجاته تبدو هائلة.

وقالت زوليسوا جاييا (23 سنة) quot;قدموا لنا خدمة كبيرة في الماضي لكننا لا نستطيع ان نعيش في الماضي انهم يستفيدون مما حققوه من مزاياquot;، معبرة عن احتجاجها على quot;مستوى الفساد غير المقبولquot;.

وتعمل هذه المرأة المتحدرة من عائلة ميسورة نسبيا من بورت اليزابيث (جنوب) والحائزة شهادة جامعية، قرب نصب quot;ميثاق الحريةquot; الذي اقيم في قلب اكبر مدن الصفيح في جوهانسبورغ، حيث اعد المؤتمر الوطني الافريقي مطالبه ومعركته ضد قمع سلطة حكم اقلية البيض.

وجاء في ميثاق 1955 المنقوض على النصب والذي تبناه الحزب مع منظمات اخرى مناهضة لنظام التمييز العنصري، ان البلد quot;ملك لكل من يسكنه سواء كان اسود ام ابيضquot; ويمنح الجميع خصوصا الحق في التربية والعمل وتقاسم الثروات ومنزل لائق الخ.

وبعد 17 سنة من تولي المؤتمر الوطني الافريقي الحكم تم القضاء رسميا، على الحواجز العرقية ومنح الجميع حق الانتخاب تصويتا وترشيحا، وتم انجاز تقدم كبير لكن لا يزال عشرة في المئة من سكان جنوب افريقيا يفتقرون الى مياه الشرب وعشرون في المئة الى الكهرباء في حين يكلف تسجيل الاطفال في مدرسة لائقة يعني خاصة، ما يعادل رواتب موظف لعشرين الى ثلاثين شهرا.

وقالت زوليسوا quot;هناك اشخاص لم تتغير افكارهم المسبقة العرقية والهوة الاقتصادية عميقة جداquot;.

واضافت مشيرة الى اصدقاء من حولها في سنها لا يصوتون quot;انهم كالاطفال المدللين يفقدون امتعتهم ويعولون على اوليائهم ليشتروها لهم مجددا، من السهل جدا نسيان اننا لم نكن نتمتع بهذا الحق في التصويت قبل عشرين سنةquot;.

واعتبرت ان quot;لدينا دستورا جيداquot; لكن quot;المعارضة ستزداد اذا واصل المؤتمر الوطني الافريقي التصرف كما يفعلquot;.

واعربت عن صدمتها من قضية وزير الشؤون الاجتماعية المحلي سيسيلو شيسيكا الذي اقيل اثر اهداره المال العام لاغراض شخصية في سويسرا، ومن قضية quot;المنازل الاجتماعية غير اللائقة تماماquot;.

ومنذ نهاية نظام التمييز العنصري في 1994 مولت دولة جنوب افريقيا بناء 2,8 مليون منزل لكن السلطات تقر بان جدران او سقف 20% منها غير سليمة.

وقال احد سكان سويتو ديفيد مايرز المدعو quot;بولوquot; (51 سنة) الذي لا يتصور حياته من دون المؤتمر الوطني الافريقي مدافعا عنه quot;لا يمكن توبيخ الحزب على ذلك انه ذنب المقاولينquot;.

واضاف quot;استفدت منه، ليس ماليا بل من اجل كرامتي، لانه وفر لي وسائل التاهيل والتفكير وعدم الخوفquot;.

وتابع ان quot;ما يعجبي في المؤتمر الوطني الافريقي هو انهم يرون في كل رجل من ايها الناس، مديرا محتملا يجب منحه فرصةquot;.

اما مدن الصفيح حول سويتو فتعود الى كثرة المهاجرين من زيمبابوي، على حد قوله. وهو يرى ان المعارضة quot;تنبح وتنتقد لكنها لا تشارك في التنميةquot;.

وبشان ذكرى مرور مئة عام على تأسيس الحزب انتقد مايرز بتحفظ تكاليف الاحتفالات (مئة مليون راند على الاقل، اي 9,5 مليون يورو) معتبرا انه كان من الافضل استخدام الاموال بشكل quot;منح لمساعدة الشبان على تمويل دراساتهم او اطلاق عمل شخصيquot;.

اما بشان الفساد فيقول quot;انه كالسيارة التي تعرضت الى حادث، ببساطة يكفي تصليحهاquot;.

لكن في الانتخابات المحلية في ايار/مايو الماضي حصلت مفاجاة اذ ان سويتو صوت للمؤتمر الوطني الافريقي -- ما سمح للحزب بالاحتفاظ بجوهانسبورغ --. لكن المعارضة حققت اختراقا في كليبتاون الحي حيث تم التوقيع على ميثاق الحرية.

وفي اشارة الى المؤتمر الوطني الافريقي اعرب ديفيد مايرز عن نفاذ صبر سكان سويتو الذي يقولون quot;انهم ياكلون مال الشعبquot;.