ميشيل اوباما ورام ايمانويل |
يورد كتاب جديد عن أسرة الرئيس الأميركي، ضمن ما يسرده، تفاصيل معركة حامية الوطيس بين السيدة الأولى ميشيل أوباما ورئيس طاقم عاملي البيت الأبيض سابقا ايمانويل رام. وكانت هذه معركة بين آرائها المثالية من جهة وأسلوبه العملي الخشن من الجهة الأخرى.
لندن: شهد البيت الأبيض معركة استعرت لزمن طويل بين السيدة الأولى ميشيل أوباما ورئيس طاقم العاملين سابقا، رام ايمانويل، (عمدة شيكاغو الآن) بسبب سعي كل منهما للاستئثار بالنفوذ لدى الرئيس، على حد زعم كتاب جديد صار مأدبة للصحافة في الغرب.
وتقول مؤلفة الكتاب، جودي كانتور، الصحافية في laquo;نيويورك تايمزraquo;، إن ما أثار حفيظة ميشيل اوباما هو ما اعتبرته استعدادا من جانب ايمانويل للدخول في صفقات سريّة خلال laquo;الحربraquo; التي خاضها زوجها في ما يتعلق بإصلاح نظام الرعاية الصحية. وتبعا للسيدة الأولى فإن نشاط رئيس الطاقم بهذا الصدد laquo;شوّه صورة الرئيس باعتباره قائدا من نوع جديد في أميركاraquo;.
الكتاب المعنون The Obamas laquo;أسرة أوباماraquo; يصور حلقة الرئيس الداخلية وهي تعاني من شرخ عميق بين laquo;الطموحات المثاليةraquo; لميشيل التي تؤمن بأن إدارة زوجها قادرة على إنجازها من جهة، وسياسة ايمانويل الواقعية والخشنة التي تستدعيها الحال في عالم السياسة القاسي بواشنطن.
وتبعا للمؤلفة فقد رفض ايمانويل طلب السيدة الأولى حضور اجتماعات عاملي البيت الأبيض الصباحية. وردا على ذلك فقد أمطرت هي بقية مستشاري الرئيس بعدد من الرسائل الالكترونية تعنّفهم فيها على مختلف ما ترى فيه إعاقة لأحلامها وزوجها من أجل الانتقال بالأمة الى مستوى جديد أفضل.
ويقول الكتاب إنها بعثت، على سبيل المثال، برسائل غاضبة في ذلك الصدد الى أليسا ماسترومانكو، مديرة جدول أعمال الرئيس، والى فاليري جاليت، وهي صديقة للأسرة من شيكاغو تعمل الآن ضمن كبار مستشاريه. ويضيف أن هذه الأخيرة أزاحت اسم ميشيل من قائمة الذين يتلقون رسائل الإيميل في laquo;الجناح الغربيraquo; للبيت الأبيض (يضم المكتب البيضاوي وصالة مجلس الوزراء ويعتبر بالتالي مقعد الحكم).
وتمضي المؤلفة لتقول إن السكرتير الصحافي السابق روبرت غيبس، الذي عمل متلازما مع ايمانويل، كان يضطر بين الفينة والأخرى لاسترضاء السيدة الأولى عندما تغضب على عدم السماح لها بتخطي الميزانية المخصصة لخططها المتعلقة بديكور جناح البيت الأبيض الشرقي، أو عندما تخبر بأنها لا تستطيع التمتع بعطلة خاصة خلال زيارات زوجها الرسمية.
ووفقا للكتاب فقد بلغ التوتر بين ميشيل وايمانويل أقصى درجاته مع بلوغ معركة الرعاية الصحية أوجها في أواخر 2008 ومطالع 2009. وكانت تلك هي الفترة التي اشتد فيها عود جناح laquo;حفلة الشايraquo; الجمهوري وأسمع صوت عدائه عاليا لإدارة اوباما. وبالنظر الى هذا الحال نصح ايمانويل الرئيس بالتزام الحذر.
ومن منطلق عملي بحت، سمح الرئيس لايمانويل باتخاذ ما يراه مناسبا من laquo;تنازلاتraquo; تضمن عودة الناخبين الى الحزب الديمقراطي وتفشل مخططات الجمهوريين في الوقت نفسه. على أن ميشيل كانت تعتبر هذا ضعفا قاتلا ومسلكا من شأنه تشويه صورة الرئيس laquo;الجديد المختلف الذي يتطلع اليه ملايين الأميركيين لانتشالهم من وهدة الفقر وضمان رعايتهم الصحية على الأقلraquo;.
وتقول المؤلفة إن غضب ميشيل بلغ مداه إزاء زوجها نفسه مع خسارة الديمقراطيين مقعدا مهما في مسشوسيتس في يناير / كانون الثاني 2010. وكانت اهمية هذا المقعد تتمثل في أنه عرّض برنامج الإصلاح الصحي بأكمله للانهيار. وكان مصدر قلقها هو أنها تعتبر هذا البرنامج، الذي يطمح لتوفير العلاج الطبي لسائر الأميركيين بغض النظر عن قدراتهم المالية، بين أحلام حياتها الكبرى.
ويذكر أن ايمانويل سياسي مشهود له بخبرة واسعة في إدارة شؤون الجماهير. وقد اصطدم من قبل مرارا وبالشكل نفسه مع هيلاري كلينتون عندما كانت سيدة البلاد الأولى. وقدم استقالته من منصبه في البيت الأبيض قبيل خسارة الديمقراطيين الفادحة في انتخابات الكونغرس النصفية قبل عامين، ليخوض معارك ضارية أخرى في منصبه الجديد عمدة لشيكاغو.
التعليقات