تعثرت الجهود المبذولة من جانب الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية من أجل التعاون مع جبهة معارضة سورية موحدة، والسبب وراء ذلك يعود في الأساس إلى هذا الخلاف الحاصل بين فصيلي معارضة بشأن التدخل الأجنبي للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.


الانقسام الذي تعيشه قوى المعارضة السورية يُعَقِّد جهود التواصل الدولي

أشرف أبوجلالة من القاهرة: انهارت في الأسبوع الماضي الجهود التي يتم بذلها منذ أسابيع عدة لتشكيل ائتلاف بين جبهتي المعارضة الأساسيتين في سوريا، وهما المجلس الوطني السوري والهيئة الوطنية للتنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا، بعدما تردد عن موافقة الجبهتين على رفض التدخل الأجنبي.

وتسببت الأنباء، التي أثيرت بخصوص الصفقة، في إحداث ضجة داخل صفوف المجلس الوطني السوري. وهنا، أكدت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية أن حالة الانقسام، التي تعيشها قوى المعارضة السورية، تُعَقِّد جهود التواصل الدولي، وتثير الشكوك بشأن الحكومة في مرحلة ما بعد الأسد.

ثم لفتت إلى أن المجلس الوطني السوري يدعم التدخل الأجنبي، وأن لجنتها التنفيذية وافقت رسمياً في اجتماع عُقِد يوم الثلاثاء الماضي على رفض الاتفاق المزعوم مع الهيئة الوطنية للتنسيق. وقال جورج جبوري نيتو، وهو عضو في المجلس الوطني السوري :quot;لا نريد أن يُسَجَّل علينا القول إننا ضد التدخل الأجنبي. فنحن نعمل من أجل هذا التدخل، لكننا لا نريد أن نستبدل نظام حكم سيء بمحتلquot;.

وأضاف نيتو أن الأمر سيترك لمجلس الأمن، كي يقرّ طبيعة التدخل اللازم، بما في ذلك القيام بضربات جوية، وأكد أنهم لن يملوا على المجلس الطريقة التي ينبغي عليه انتهاجه حيال ذلك. في حين أن روسيا والصين، اللتين تمتلكان حق النقض (الفيتو) في المجلس، يعترضان على القيام بعملية عسكرية وفرض عقوبات ضد سوريا.

ويرغب المجلس الوطني السوري، الذي يعتبر مظلة للعديد من جماعات المعارضة، في القيام بعمل دولي من أجل حماية المدنيين. وسبق له أن طالب بفرض quot;مناطق آمنةquot; وquot;مناطق حظر طيرانquot;، من دون إدراج قوات مشاة في تلك الجهود. وهو الأمر الذي أكد على أهميته بعض من أعضاء المجلس من أجل حماية المواطنين المدنيين.

من الجدير ذكره أن القوات السورية قتلت أكثر من 5 آلاف شخص منذ بداية الانتفاضة الشعبية في البلاد في آذار/مارس الماضي، وفقاً لإحصاءات خاصة بالأمم المتحدة. ويرغب المجلس الوطني في الإطاحة بنظام الأسد من دون المساس بمؤسسات الدولة.

أما الهيئة الوطنية للتنسيق فترفض فكرة التدخل الأجنبي، ويتهم مسؤولوها المجلس الوطني بخيانة السوريين، بدعمه التدخل العسكري، الذي من شأنه أن يسفر عن إراقة كبيرة للدماء.

ونقلت الصحيفة هنا عن خلدون الأسود، عضو في اللجنة التنفيذية للهيئة، قوله: quot;يرغب المجلس في قدوم الشيطان، وتوفير الحماية له من هذا النظام. والاتفاق الذي تم التحدث عنه في الأسبوع الماضي نهائي، وليس مؤقتًا، كما زعم المجلس الوطنيquot;. هذا وتدعي كلتا الجبهتان بأنهما تحظيان بدعم غالبية السوريين.

تابعت الصحيفة حديثها بنقلها عن نجيب غضبان، عضو في المجلس الوطني السوري، قوله: quot;كثير من قادة الهيئة الوطنية للتنسيق يعيشون في سوريا، ولذلك هم متأثرون بشكل كبير بخطاب النظام، الذي يهتم كثيراً برفض التدخل الأجنبي. فضلاً عن أن النظام مرتاح بنوعية اللغة التي يتحدث من خلالها مسؤولو الهيئةquot;.

وقد ترك هذا الصدع قوى المعارضة في حالة من الفوضى. وقال حمدي رفاعي، رئيس مجلس الأميركيين السوريين المتحدين quot;في وقت نرى فيه النظام ينهار، فإننا نرى أيضاً سيناريو الانهيار نفسه مع المعارضةquot;.

بالاتساق مع ذلك، قال أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية إنه من المهمّ للجماعات السورية أن تعمل سوياً. بيد أن الشقاق والاتهامات المتبادلة ما زالت تقسّم صف قوى المعارضة في البلاد. وما زال مسؤولون من كلا الجبهتين يشكّون في إمكانية التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب.